تسببت الرياح القوية التي كانت مصحوبة بأمطار غزيرة وثلوج، السبت، في وقوع حوادث مرور خطيرة بعدد من ولايات الوطن، وتسجيل انقطاعات في التيار الكهربائي، فضلا عن اجتثاث أشجار وأعمدة الإنارة. كما عاشت عائلات أوقات عصيبة بعدما وجدت نفسها عالقة بسيارتها وسط الثلوج، ما استدعى تدخل وحدات الحماية المدنية لإنقاذها. في سعيدة، أدت الرياح الهوجاء المصحوبة بأمطار غزيرة إلى إسقاط أغصان الأشجار عبر الطرقات مع إتلاف تلك المثمرة خاصة بحقول الواقعة في البلديات الشرقية والغربية للولاية. في النعامة تسبب الرياح القوية في إثارة زوابع رملية محملة بالأتربة حجبت الرؤية، وأدّت إلى عرقلة حركة السير عبر الطرقات الوطنية 6 و22 و47. الكثبان الرملية تعزل سكان القصور القديمة أدت الرياح القوية المصحوبة بعواصف رملية إلى سقوط عدد من أعمدة الكهرباء بولاية أدرار، ما تسبّب في انقطاع هذه الطاقة الحيوية، عبر مناطق عديدة بالولاية. إلى ذلك عزلت الكثبان الرملية التي تجمعت بعديد الطرقات سكان قصور وأحياء، فيما أدت الرياح إلى انقطاع التزود بالمياه الصالحة للشرب بسبب الأعطال التي لحقت مضخات آبار تزويد الخزانات الممونة للمجمعات السكنية. وبدورها عرفت مختلف الطرقات الولائية والوطنية تجمعا للكثبان الرملية، ما تسبب في تعطل حركة المرور، مع تسجيل صعوبة في الرؤية جراء الزوابع الرملية. كما تسببت الرياح الهوجاء التي هبت على ربوع ولاية ورقلة بداية من ظهيرة أمس، السبت، في حجب الرؤية حيث توقفت حركة المرور على محور ورقلة تقرت وغرداية وشلت الرياح حركة النقل نهائيا في عدة مسالك ومنعت السفر على المواطنين، كما هو الحال في حركة الملاحة الجوية، التي توقفت لساعات ونفس الشيء في مطار حاسي مسعود الدولي. وتجاوزت سرعة الرياح التي بدأت في الساعة الثالثة بعد الزوال أمس 40 كلم في الساعة. وفي حين سجل سقوط بعض الأعمدة والأشجار والنخيل في كل من بامنديل وسيدي خويلد وحاسي مسعود، فإنه لم ترصد أي خسائر في الأرواح. كما سارع العمال والموظفون إلى مغادرة مقرات عملهم مبكرا خوفا من تقلب الأحوال الجوية. بلديات تغرق في الظلام سجلت مصالح الحماية المدنية عديد التدخلات عبر مختلف بلديات ولاية عين تموشنت، جراء الاضطرابات الجوية التي عرفتها المنطقة والتي صاحبتها رياح قوية أدت إلى انقطاع في التزود بالكهرباء بعدد من بلديات الولاية على غرار: عين الطلبة التي شهدت انقطاعات متكررة امتدت لساعات، وهو الوضع الذي عاشته كل من بلديات: عقب الليل، أغلال و قرية عين العلام. الاضطراب الجوي خلف أيضا سقوط عدة أشجار وإشارات للمرور أدت إلى غلق بعض الطرق الولائية على غرار الطريق الرابط بين بلدية عين الأربعاء و قرية السعايدة، ما استدعى تدخل المصالح المعنية لفك العزلة عن السكان. وأكدت ذات المصالح تسجيلها خلال 24 ساعة الماضية ما يفوق 20 تدخلا منها معاينة لمساكن غمرتها مياه الأمطار بكل من: حمام بوحجر، بني صاف عين الطلبة، العامرية حاسي الغلة، عين الأربعاء وعاصمة الولاية. أما فيما يخص حوادث المرور، فقد تم تسجيل حادث مرور واحد بالطريق الوطني رقم 101 الرابط بين عين تموشنت وسيدي بلعباس نتيجة انقلاب سيارة من نوع "بيجو 406" ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. سكان الصّفيح يقضون ليلة بيضاء في سيدي بلعباس، تسبّبت الرياح القوية التي هبت نهار أمس، على مختلف مناطق الولاية، في انقطاع التيار الكهربائي بعديد القرى والمداشر، خاصة منها الواقعة بالمناطق المعزولة جنوب الولاية، بعدما تسببت قوة الرياح في اقتلاع بعض الأعمدة الكهربائية، و أحيانا سقوط الأشجار وإتلافها للكوابل الكهربائية، كما عرفت حركة السير ببعض الطرقات شللا مؤقتا، نظرا لسقوط الأشجار بوسط الطريق، وفرضت قوة الرياح على سكان البيوت القصديرية بحي سيدي عمر، قضاء ليلة بيضاء، بعدما تسببت في تطاير الزنك الذي استعملته العائلات القاطنة هناك لتشييد سكناتها، كما عاد الرعب ليسكن نفوس سكان الحي، الذي عرف حوادث اندلاع الحرائق ببيوتهم، بسبب الشرارات الكهربائية، وهو ما كاد يتكرر نهار أمس، بعد إتلاف الرياح الكوابل الكهربائية التي سبق وأن ربطت بطرق عشوائية. موازاة مع ذلك، كانت النشرية الجوية التي أشارت لهبوب رياح قوية بالمنطقة، قد عجلت بتحذير مختلف المصالح للمواطنين من المخاطرة بأرواحهم، خاصة منهم الذين يشتغلون بورشات البناء، وآخرون من مستعملي الطرقات، كما حذرت من البقاء بالقرب من البنايات الهشة والآيلة للسقوط و كذا الأشجار الكبيرة. الثلوج تشل طرقات حيوية وعرفت ولاية تبسة، خلال ال 24 ساعة الماضية، تهاطل كميات معتبرة من الثلوج وحبات البرد، حيث أفادت مديرية الحماية المدنية، أن التقلبات الجوية تسببت في قطع طرقات وطنية وولائية أبرزها الطريق الولائي، رقم 8 الرابط بين بلديتي تبسة والعقلة المالحة، على مستوى المنطقة الجبلية القعقاع، حيث توقفت حركة السير لأزيد من ساعتين. وتدخلت وحدة تبسة، فتح الطريق، وإنقاذ ثلاث عائلات بقت عالقة بسياراتها، على غرار ما حصل بالطريق الوطني، رقم 83 الرابط في جزئه، بين بلديتي الحمامات وبئر مقدم، حيث شلت الحركة لأزيد من ساعتين، مثل ما هو الحال على مستوى الطريق الوطني رقم 82، الرابط بين بلديتي الكويف وعاصمة الولاية، حيث انحرفت سيارة سياحية وتوقفت حركة السير لمدة ساعة كاملة، ومن اجل التدخل السريع لأي طارئ نصبت خلية أزمة على مستوى مصالح الولاية، حيث تابعت من خلال شبكاتها آثار التقلبات الجوية، والتي لم تسجل أي خسائر بشرية، عدا غياب الشيخ "ع. العمري"، في العقد السابع من العمر، والذي لا يزال محل بحث إلى غاية مساء أمس، من طرف عناصر الشرطة والدرك الوطني، حيث يعتقد انه تأثر بالبرد الشديد حينما كان قريبا من منطقة الزيتون الجبلية. في ولاية سوق اهراس، تسببت كميات الثلوج المتساقطة خلال اليومين الفارطين في غلق بعض الطرق الوطنية والولائية على غرار الطريقين الوطنين 20 و 82. وقد تدخلت مصالح الأشغال العمومية من أجل فتح هذه الطرقات وفك العزلة عن المواطنين خاصة سكان المشاتي والأرياف خاصة مشاتي بلدية المشروحة وأولاد إدريس وعين سلطان التي تعرف تساقط كميات معتبرة من الثلوج بسبب ارتفاعها عن سطح البحر.