أصبحت كرة القدم وسيلة للعيش ومطية لبلوغ مآرب أخرى بعيدا عن عالم هذا الفن المدهش الذي شغل الجميع بمن في ذلك رجال المجلس الشعبي الوطني والمعادلة في البرلمان والكرة عكسية تصلح أن تقرأ شمالا أو يمينا، حيث استعمل بعض الرجال البرلمان لبلوغ رئاسة الأندية الكروية واستعمل آخرون رئاستهم لبعض الأندية بهدف بلوغ البرلمان، ونجح كثيرون من نجوم الرياض في الظفر بمقاعد وزارية. مثل السيد مولدي عيساوي الذي حمل حقيبة وزارة الشباب والرياضة في التسعينيات، ابن بونة الذي حصل على ديبلوم في جراحة الأسنان كان لاعبا متميزا في اتحاد العاصمة وحقق مع ناديه بلوغ الدور النهائي من كأس الجزائر خمس مرات وخسرها جميعا، كما بلغ وزارة الشباب والرياضة السيد عزيز درواز الذي شهرته كرة اليد الجزائرية التي كان مدربها الأول وتمكن من حصد خمسة ألقاب إفريقية بلغت به عالم الشهرة فدخل السياسة أولا تحت راية الأفافاس وتدرج إلى أن أصبح وزيرا للشباب والرياضة، وللأسف فإن منصبه السياسي أفقد الجزائر أهم مدرب في كرة اليد الذي اخترع الدفاع المتقدم وأصبح مدرسة كروية عالمية. الآن وعلى بعد بضعة أسابيع من موعد التشريعيات لا نجد أسماء لاعبين حاليين بسبب صغر سنهم، حيث أن لاعبي الكرة تقل أعمارهم عن الثلاثين بينما نجد أن أصغر مترشح للتشريعيات يبلغ من العمر 32 سنة، لأجل ذلك اهتم بالتشريعيات رؤساء الأندية. والغريب أن مدينة كرة القدم في شرق البلاد، سطيف، بفريقها الوفاق غير مهتمة إطلاقا بالسياسة، إذ لم يسبق أن ترشح كرمالي أو عجيسة أو حتى سرار، ويبقى الاستثناء الوحيد هو دراجي بن جاب الله الجناح الطائر للوفاق الفائز بكأس أندية إفريقية البطلة عام 1988 الذي يشغل منصب عضو في البلدية ضمن جبهة التحرير الوطني، وهو مكلف بالممتلكات البلدية. وفي المنطقة العنابية يحاول عيسى منادي هذا العام ضرب عدة عصافير بحجر واحد، وهو قيادة نقابة ميطال ستيل، وقيادة اتحاد عنابة الأكثر شعبية في المنطقة والظفر بكرسي البرلمان ضمن قائمة "جزائر العزة.. وفي الجهة المجاورة، ولاية الطارف، يتواجد عمار بهلول رئيس الرابطة الولائية لكرة القدم على رأس حزب التجمع الجزائري، أما في تبسة فقدم رئيس وفاق تبسة الذي ينشط في الجهوي الثاني لرابطة باتنة ترشحه ضمن قائمة حرة تدعى "الشروق" وهو في المركز الثالث، كما سبق لرئيس إتحاد تبسة أن كان رئيسا لبلدية تبسة في العهدة الأرندوية السابقة. وبعيدا عن عالم الكرة، حاول الرباع بسباس، بطل افريقيا السابق، الترشح ولكنه لم ينجح ضمن قائمة أفلانية تقدمت بها بريكة من ولاية باتنة، وهو على كل مازال عضوا في المجلس الشعبي الولائية، وأهم من ترشح للانتخابات في ولاية باتنة المدافع الشهير حمة ملاكسو صخرة دفاع المنتخب الوطني في الستينيات.. ويقتصر التواجد التشريعيات في عاصمة الزيبان على رؤساء الأندية فقط مثل رئيس فرع كرة القدم في اتحاد بسكرة إبراهيم ساعو الموجود على قائمة حرة، إضافة إلى الرئيس الحالي للاتحاد علي مكيحل الموجود في المركز الثاني في قائمة الإجماع" الحرة" ب. عيسى