ظاهرة الكولسة أصبحت السمة السلبية التي تميز الكرة الجزائرية منذ عدة مواسم، وهذا بسبب التلاعبات غير الرياضية وغير الأخلاقية التي تميز اللعبة الأكثر شعبية في البلاد، فالكرة الجزائرية لا تعترف بمنطق الفوز للأحسن والأفضل وليس شرطا أن تكون قويا لتفوز بالألقاب أو ضعيفا ليكون مصيرك الحتمي هو السقوط، لأن ما يحدث في كرتنا هو أخطر بكثير مما يمكن وصفه، فيكفى أن تكون لديك الأموال أو ما يعرف في الوسط الكروي''بالشكارة'' أوئتجيد لعبة الكواليس لكي تكون بطلا أو تتجنب السقوط. فمنذ أزيد من عشرة مواسم كروية متتالية لم تكن هناك بطولة نظيفة في الجزائر، فكل شيء ''طايوان'' سواء تعلق الأمر بالبطل أو بمسألة السقوط. الفاف، الرابطة والأندية تحت قبضة المافيا المالية التفسير الوحيد الذي أقنع الشارع الرياضي الجزائري بخصوص تفشي ظاهرة الكولسة في محيط الكرة الجزائرية، هي القبضة الحديدية التي تمارسها المافيا المالية على محيط الكرة المستديرة في بلادنا، وخاصة الفاف، الرابطة والأندية، حيث تحولت هذه المؤسسات إلى وسيلة فعالة لتبييض الأموال والتهرب الضريبي من طرف بعض رجال العمال، وإلا كيف نفسر الأموال الخيالية التي تصرف على اللاعبين والمدربين. القرارات الارتجالية التي تصدرها الاتحادية والرابطة تحمل في طياتها الكثير من التناقضات، نظرا للتمييز الذي تمارسه هاتين الهيئتين بين الأندية خاصة من حيث العقوبات والبرمجة.. فهناك أندية تذبح بالسكين من الوريد إلى الوريد، في حين تحظى أندية أخرى بالدلال وود الفاف والرابطة، وهذا كله بسبب لعنة الكولسة التي قضت على أخلاقيات كرة القدم والمنافسة الشريفة، حيث يمكن الجزم بأن أبطال الكرة الجزائرية، هم أبطال على الورق فقط لأن مستواهم الحقيقي يتجلى في المنافسات الإفريقية من خلال النتائج الضعيفة جدا التي يحققها سفراء الكرة الجزائرية في كأس رابطة أبطال إفريقيا. عليق، حناشي وسرار.. الثلاثي الخطير بعض رؤساء الأندية في الجزائر يتحملون مسؤولية تعفن محيط الكرة الجزائرية من خلال عدم احترامهم للقوانين والبحث عن مصلحة فرقهم على حساب أخلاقيات اللعبة وقوانين اللعبة. فخلال سنوات الأزمة سطع نجم رئيسين ويتعلق الأمر برئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي وسعيد عليق رئيس اتحاد العاصمة، حيث وصل بهما الأمر إلى التمرد على قرارات الفاف والرابطة، وفي بعض الأحيان التدخل حتى في قرارت وصلاحيات المشرفين على تسيير اللعبة، حيث استغل هذا الثنائي ضعف الفاف والرابطة لكي يحققا أهدافهما وأطماعهما التي صبت كلها في مصلحة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ظهر رجل آخر بقوة في ساحة كواليس الكرة الجزائرية، ويتعلق الأمر برئيس وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الذي يلقب في مدينة عين الفوارة ''بالنميمة'' نظرا لدهائه إلى درجة أنه تفوق على عليق وحناشي.وبالمقابل، فإن هناك رؤساء لا يجيدون لعبة الكولسة، فكانت النتائج وخيمة على أنديتهم التي دفعت الثمن غاليا من جراء تلاعبات العارفين بخبايا الكولسة، والأمثلة كثيرة على ذلك، حيث يعد فريق أولمبي العناصر أحد ضحايا هذه اللعبة الدنيئة عندما، أرغم على السقوط إلى القسم الثاني الموسم الماضي بعدما أجهضت جميع حقوقه في عدة لقاءات رغم وجود الأدلة والبراهين.