كشفت نتائج تحقيقات معمقة، تخص تطهير ملف التوظيف وقوائم المستخدمين على مستوى بلديات الوطن، بتعليمات من الوزير بدوي وإشراف الولاة، عن تجاوزات فاضحة ووجود فائض ضخم في عدد المستخدمين، مستخدمون مزدوجو الوظيفة، وآخرون يملكون سجلات تجارية واستفادوا من مشاريع دعم الدولة لإنشاء مؤسسات مصغرة، فيما يتقاضى آخرون رواتبهم بصفة منتظمة، منذ أزيد من ثماني سنوات، دون أن يعملوا يوما واحدا. وذكر مصدر "الشروق"، أن تطهير عمليات التوظيف وملفات المستخدمين في جميع المصالح والمرافق والملاحق التابعة للبلديات، جاء إثر تلقي المصالح المركزية عدة تقارير سوداء حول قائمة المستخدمين وعمليات التوظيف، حيث توصلت نتائج لجان التحقيق التي مكثت ببعض بلديات العاصمة أزيد من شهر كامل، إلى وجود تجاوزات وفضائح بالجملة، في مقدمتها توظيف مستخدمين وهميين، يتقاضون أجورهم بصفة عادية ومنتظمة، وذلك منذ أزيد من 8 سنوات، وكذا وجود فائض ببعض المصالح والمناصب يقدر بالآلاف وبنسب تتراوح ما بين 50 و100 في المائة، لاسيما ما يتعلق بأولئك المستخدمين الموظفين في إطار نظام التعاقد بخمس ساعات. وأضاف ذات المصدر، أن تطهير قوائم المستخدمين ببلديات العاصمة، وفي بلدية الشراقة على سبيل المثال بلغ فائض المستخدمين والمناصب الوهمية ومزدوجي الوظيفة والحائزين على سجلات تجارية نحو 1200 مستخدم، فيما أحصت بلديتا الحراش وباب الواد، ما بين 30 و40 مستخدما، إذ سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل مستخدم لم يتم تبرير وضعيته ومنصبه من الجهة الوصية بالبلدية. مير الشراقة: عزلنا أزيد من ألف مستخدم وشرعنا في المتابعة القضائية وأوضح رئيس المجلس الشعبي لبلدية شراقة، أنه مصالحه وبناء على تقرير لجان التحقيق، عزلت أزيد من ألف مستخدم، لاسيما المتعاقدين بنظام خمس ساعات، وكشف أن التحقيقات على مستوى إدارة بلديته وملاحقها أفضت لوجود مستخدمين يشغلون وظيفتين، وآخرين من يملكون سجلات تجارية ومستفيدين من مشاريع دعم الدولة ك"أونساج" في بلديته، وذلك منذ نحو عشر سنوات، مؤكدا أنه تم الشروع في مقاضاة بعض المستخدمين. مير باب الواد: التحقيق شمل جميع البلديات وهؤلاء لم يوظفوا في عهدتي من جهته، ذكر رئيس بلدية باب الواد بالعاصمة، أن هؤلاء المستخدمين لم يوظفوا خلال عهدته، وأن تطهير القوائم شمل جميع بلديات العاصمة ال57، ليضيف "القائمة المرسلة لمصالحنا ضمت 35 مستخدما، وبررنا وضعية أغلب المناصب".