أكد الأستاذ محمد أرزقي فراد، باحث في التاريخ في جامعة الجزائر، أن التماثيل الأثرية للشخصيات التاريخية، التي تركتها الشعوب السابقة وراءها، ملك للإنسانية جمعاء، ولا يحق لأي شخص اعتبارها ملكية خاصة. ودعا السلطات الجزائرية إلى رد الاعتبار للآثار الرومانية، والاهتمام بالآثار الأمازيغية، ووضعها في إطار أنساني بعيدا عن التصنيف الجغرافي والسياسي، حيث قال إن التماثيل الأثرية لا يمكن حصر ملكيتها في القطرية الضيقة، فهي حق لجميع البشر مهما كانت جنسيتهم ومعتقداتهم. وانتقد الباحث أرزقي فراد، في تصريح إلى "الشروق"، احتجاج بعض الجزائريين عبر الفايسبوك، على عرض رأس تمثال الملك النوميدي يوبا الثاني الذي عثر عليه في مدينة وليلي الأثرية في المغرب، في متحف نيويورك بأمريكا، والمشاركة بنفس رأس تمثال يوبا الثاني وتمثال الكاهنة في معارض في الخليج، من طرف المغاربة، رافضا تقزيم كل من يوبا الثاني والكاهنة في جنسية معينة حيث ينتميان، بحسبه، إلى الثقافة الأمازيغية من وادي النيل إلى المحيط الأطلسي، وللإنسانية جمعاء أحقية الاعتزاز بهما. وقال إن الكثير من الجزائريين يعتبرون أن شيشناق الملك الأمازيغي الذي هزم الفرعون المصري، هو جزائري، في حين إنه مصري، عاش غرب وادي النيل، ولكل الإنسانية الافتخار بشخصيته التاريخية. ويتعلق بالأمر بحسبه، أيضا بالنسبة إلى أسماء الشخصيات التاريخية، التي تطلق على الشوارع والأحياء والمؤسسات وبعض الأماكن المهمة في المدن، حيث لا يمكن حصرها في الجغرافية والحدود السياسية، فهي بحسبه، ملك إنساني، لكل دولة أو شخص الاعتزاز بها وبأسمائها. وأعطى مثالا عن شخصية ابن خلدون، الذي رغم ولادته في تونس، إلا أنه يعتبر جزائريا ومغربيا أيضا وملكا لجميع الشعوب التي تعترف بفضله وعلمه، وكتاباته التي أفادت الإنسانية ككل، مضيفا أن حضارة حمورابي ظهرت في العراق ولأنها تعتبر قديمة قدم الإنسان، وهي أول من وضع القوانين فهي، بحسبه، ملك الجميع.