صنع الأشقاء الفلسطينيّون شعبا وحكومة الحدث بتضامنهم " اللاّمسبوق" وإن كان مُتوقعا، في حادثة سقوط طائرة بوفاريك، فزيادة على برقيات التعزية من مختلف الجهات الرسمية، تهاطلت عبارات التضامن والمواساة من الشعب الفلسطيني على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مُعربين عن بالغ تأثرهم بمأساة أشقائهم الجزائريين. أكثر من 90 بالمائة من تعليقات الأشقاء العرب بمواقع التواصل الاجتماعي، حول سقوط طائرة بوفاريك جاءت من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني. فمباشرة بعد الحادث المأساوي، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن تضامنها الأخوي ووقوفها الكامل مع الشعب الجزائري وأهالي الضحايا في مصابهم الجلل، سائلين المولى " أن يُنعم الجزائر وشعبها الشقيق بالأمن والاستقرار"، وتقدمت بدورها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الجزائر رئاسة وحكومة وشعبا، بأحر التعازي، حيث ورد في بيانها "تلقينا في حركة حماس خبر الحادث ببالغ الحزن والألم، ونعرب عن تضامننا الكبير مع الجزائر الشقيقة التي لم تدخر جهدا لخدمة فلسطين والشعب الفلسطيني، سائلين المولى سبحانه الرّحمة لهذه الكوكبة والشفاء للجرحى". رايات جزائرية ترفرف في فلسطين يوم الأربعاء الأسود كما جسّد الشعب الفلسطيني أسمى معاني الأخوة والتضامن مع شقيقه الجزائري في مصيبته وهذا ليس بغريب عنهم، حيث توالت تعليقاتهم على موقع "تويتر" منذ الساعات الأولى لانتشار خبر سقوط 257 شهيد ببوفاريك، إلى درجة كاد عدد تعليقات الفلسطينيين يُضاهي عدد نظيرتها الجزائرية. وفي هذا الصّدد ارتأت "الشروق" أن تنشر لكم عبارات التعزية المؤثرة الواردة من أشقائنا الفلسطينيين… وأبلغ الصور جاءتنا من مخيم اللاجئين بخان يونس، فهناك نظم السكان الذين ارتدوا رايتنا الوطنية، وقفة تضامنية مع الشعب الجزائري، في ما وصفوه ب"حداد على شهداء الواجب في تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك"، وخلال الوقفة حمل الفلسطينيون لافتات كتب فيها "دماء غزاوية نُزفت ودموع مقدسية ذُرفت، تلك التي حدثت في الجزائر اليوم، إلى رحمة الله… مخيم العودة خانيونس"، ولافتات أخرى مكتوب عليها "الجزائر العظيمة.. عظم الله أجركم". ومن تعليقات الفلسطينيين على تويتر "ربنا يرحم شهداء الأمس من ضحايا سقوط الطائرة الجزائرية، ويا رب صبر أهاليهم يا رب اجعل مثواهم الجنة". وكتب من رمز لاسمه تويت– فلسطيني "من قلبي أتقدم بأحر التعازي لشعب الجزائر الحبيب، لمصابهم الجلل وفقدهم 257 شخص في تحطم طائرة نقل اليوم". ودوّن آخر "اعتدنا كفلسطينيين دائماً المواساة من الشعب الجزائري، فجرحهم جرحنا وهمهم همنا، وفرحهم فرحنا". وتحت صور الرايتين الجزائريةوالفلسطينية المتلاحمتين، علّق فلسطيني رمز لاسمه /abood_rno7 "يقوم الوطن لينحني إجلالاً لأرواح أبطاله، وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس. .رحمكم الله يا أبطال عاش الوطن وبات حبكم يروينا". فيما غرد الشاعر فارس عوض "أكثر من 90 بالمائة من الفلسطينيين على الفايسبوك، قاموا بواجب العزاء لشهداء الجيش الوطني الشعبي، الذين قضوا نحبهم في فاجعة الأمس.. شعبان لا تفرق بينهما الحدود ولا السياسات". وتأثر الجزائريون بصدق التضامن الفلسطيني مقارنة بشعب جار تسلح أفراد منه بالشماتة والتشفي، حيث غرد جزائري "فرق بين أهلنا في غزة الجريحة، وبين من يدّعون الأخوة والجيرة، ورقصوا على أشلاء الموتى، الحُر حُر ولو كان محاصرا والعبد عبد ولو كان حرا"، وقال آخر "رغم جُروحها التي تنزف، وما يحدث معهم قاموا بمساندتنا في محنتنا، ووقفوا معنا رغم محنتهم، نشكركم على وقفتكم معنا يا نبض القلب وروح الروح، بإذن الله عائدين ومنتصرين ورافعين رايات فلسطين في العُلا". فيما عبر مغردون عن امتعاضهم من شماتة البعض، بنشر أبيات شعرية ومنها، قل للذي يُبدي الشماتة جاهلا سيأتيك كأس أنت لابد شاربه… وقل للشامتين صبرا فإن نوائب الدنيا تدور.