شيعت في موكب مهيب وحزين بقرية آيت إدريس بأعالي كفريدة بتاسكروت في بجاية، ظهيرة السبت، جنازة العريف "رابح حبوش" البالغ من العمر 27 ربيعا، شهيد تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك التي راح ضحيتها 257 شهيد من بينهم 3 شهداء ينحدرون من ولاية بجاية. وقد وصل جثمان الشهيد "رابح حبوش" صبيحة السبت إلى مطار بجاية عبر طائرة عسكرية، قبل أن ينقل إلى مسقط رأسه بأعالي كفريدة، في موكب رسمي، حيث سلم إلى أهله الذين ظلوا ينتظرون على مدار أحد عشر يوما، موعد وصول ابنهم الشهيد، الذي استقبل بالزغاريد والدموع، وقد انطلقت مراسم تشييع جنازة الشهيد حبوش رابح من منزله العائلي، بحضور السلطات المدنية والعسكرية بالإضافة إلى المنتخبين المحليين والحماية المدنية وممثلين عن مديرية الشؤون الدينية والأمن الوطني والمئات من المواطنين، الذين غصت بهم جبال المنطقة لتوديع الدركي اليتيم، شهيد الواجب الوطني ولتقديم واجب العزاء لذويه ومواساتهم في مصابهم الجلل. وقد زاول رابح دراسته إلى أن وصل إلى الثانوي، قبل أن يقرر الالتحاق بصفوف الدرك الوطني، حيث عين بعد إنهاء فترة تكوينه على مستوى الجزائر العاصمة حيث اشتغل لمدة أربع سنوات قبل أن يحول إلى الصحراء، وكان رابح- بحسب شهادات أصدقائه، محبوبا لدى الجميع وكان إنسانا قمة في الأخلاق والمبادئ وقد عاش رابح يتيم الأم وكان بصدد التحضير لحفل زواجه لكن القدر كان أسبق بعدما خطفه الموت ليلتحق بأمه تاركا أهله وخطيبته إلى الأبد، وبحسب أحد الذين حضروا جنازة الشهيد، فإن رابح زار خلال آخر عطلة قضاها بين ذويه، كل أفراد عائلته وتفقد أحوالهم جميعا، قبل أن يضيف متأثرا: "صراحة.. أظن أنه كان يشعر برحيله قريبا". للتذكير، فقد ووري الثرى، الجمعة، الشهيد الأول "موسوس الهاشمي" البالغ من العمر 31 سنة، بقرية إغيل إميلان بدوار جرمونة في خراطة، قبل وصول جثمان الشهيد "حبوش رابح" في اليوم الموالي، وذلك في انتظار وصول جثمان الشهيد الأخير ويتعلق الأمر بالعريف "بطاش فرحات" البالغ من العمر 28 سنة، الذي ينحدر من قرية آيث بوجيت ببلدية درڤينة، وذلك في الساعات القليلة القادمة لتودع بذلك بجاية أبناءها الثلاثة الذين سقطوا شهداء الطائرة العسكرية.