لا تزال قضية تسويق اللحوم الحمراء الفاسدة تلقي بظلالها على السوق الجزائرية، ففي كل مرة تحجز مصالح قمع الغش لوزارة التجارة كميات معتبرة لدى من سوّلت لهم أنفسهم المتاجرة بحياة الجزائريين وتسميمها… لحوم يقول أعوان الرقابة إنها لا تصلح حتى للاستهلاك الحيواني، غير أن الجشع لنيل بعض الدنانير كان سيّد الموقف والمتحكم الأول في الضمائر.. وفي هذا السياق، كثّفت مصالح التجارة لولاية الجزائر خرجاتها الميدانية عبر العديد من الأسواق ومحلات بيع اللحوم على مستوى العاصمة تحسبا لشهر رمضان الكريم، ودرءا لأي مخاطر قد تؤثر على الصحة الاستهلاكية للمواطن، أين تمكّنت فرقة قمع الغش التابعة للمفتشية الإقليمية للتجارة للدار البيضاء من حجز كمية كبيرة من اللحوم الحمراء والبيضاء ببلدية برج الكيفان قدّرت ب1723 كغ أي 1 طن و723 كلغ، حسب ما كشف عنه ممثل مديرية التجارة لولاية الجزائر العياشي دهار. وأرجع دهّار سبب الحجز إلى عدم صلاحية كمية اللحوم للاستهلاك، حيث إنّها كانت مجمدة ومخزنة في غرف تبريد سلبية لا تحترم درجة البرودة المطلوبة وتنبع منها رائحة كريهة، مما يدل على فسادها وإتلافها بعد الاتصال بمصالح البيطرة التابعة لبلدية برج الكيفان التي عاينت نوعية اللحوم وأكّدت عدم صلاحية استهلاكها بالنسبة للإنسان والحيوان على حد سواء، ليتم على الفور إعادة توجيهها وإتلافها عن طريق الردم، مع العلم أنّ المتعامل الاقتصادي لا يحوز الاعتماد الصحي لغرف التبريد. ووفق ما أوضحه العياشي دهار ممثل وزارة التجارة، فإن هذه اللّحوم كانت ستستعمل في إعداد النقانق والشيش كباب، حيث كان صاحب المحل بصدد توزيعها على مستوى مطاعم العاصمة، وهو ما جنّب مئات المواطنين الجزائريين كارثة حقيقية وتسمّمات بالجملة. وبناء على ذلك تم استدعاء صاحب المحل إلى المفتشية لاستكمال التحقيق، حيث تم تحرير محضر معاينة وتصريح ضد المعني وإحالة الملف إلى الجهة القضائية المختصة إقليميا مع اقتراح غلق المحل وكذا تشميع غرف التبريد.