أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، أنه نفذ سلسلة غارات جوية ضد عشرات الأهداف "الإيرانية" في سوريا، رداً على إطلاق صواريخ ليلاً على مواقعه في هضبة الجولان المحتلة نسبه إلى إيران، في ما يشكل تصعيداً غير مسبوق بين الطرفين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القصف الإسرائيلي على سوريا أسفر عن مصرع 23 مقاتلاً، بينهم خمسة من قوات النظام، و18 آخرين من جنسيات سورية وغير سورية. وأضاف المرصد: "لا يزال عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود بعضهم في حالات خطرة ووجود معلومات عن قتلى آخرين". Publiée par المرصد السوري sur jeudi 10 mai 2018 وهي المرة الأولى التي تتهم فيها "إسرائيل" إيران باستهدافها من سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل سبع سنوات، في تصعيد يأتي في خضم التوتر القائم بين الولاياتالمتحدةوإيران بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني. وأطلقت عشرات الصواريخ ليلاً من الأراضي السورية باتجاه الجزء المحتل في هضبة الجولان، وفق ما أفاد المرصد السوري، الخميس، من دون أن يحدد ما إذا كان مقاتلون إيرانيون وراءها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: "بعد القصف الأول الإسرائيلي على مدينة البعث (جنوب)، أطلقت عشرات الصواريخ من محافظة القنيطرة وريف دمشقالجنوبي الغربي المحاذي لها على الجزء المحتل من هضبة الجولان، ولا نعرف الجهة التي أطلقتها". وقال مصدر من قوات موالية لدمشق لفرانس برس: "الإسرائيلي بدأ وتوسع بالاعتداء والرد تم بإطلاق أكثر من 50 صاروخ أرض أرض باتجاه مواقعه العسكرية في مرتفعات الجولان"، مشيراً إلى أن الإسرائيليين "اعترضوا بعضها القليل". وأضاف "على العدو الإسرائيلي أن يقبل بمعادلة الردع الجديدة، بعد تلقيه الرسالة والرزمة الأولى". ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "نزع فتيل التصعيد" بين البلدين، حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، الخميس. أما روسيا فدعت "إسرائيل" وإيران إلى "ضبط النفس" وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف: "لقد أجرينا اتصالات مع الجانبين وندعوهما إلى ضبط النفس". وكانت سلطات الاحتلال اتهمت إيران ببدء التصعيد عبر قصف مواقعها في الجولان المحتل بنحو 20 صاروخاً وقذيفة، وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرلمان في مؤتمر أمني، الخميس، إن الجيش ضرب "كل البنى التحتية الإيرانية تقريباً في سوريا". وأضاف أمام اجتماع أمني: "عليهم أن يتذكروا المثل القائل إذا أمطرت علينا، فستهب العاصفة عليهم". ووصف ليبرمان إطلاق الصواريخ بأنه "مرحلة جديدة"، مؤكداً "لا نرغب بالتصعيد، ولكن لن نسمح بأن يقوم أحد بمهاجمتنا أو بناء بنية تحتية للاعتداء علينا في المستقبل". Fresh footage shows heavy clashes continuing in the #GolanHeights. Alarming to see how close these artillery pieces come to civilian housing. pic.twitter.com/OoA6Fm1sdx — The Intel Crab (@IntelCrab) May 9, 2018 استهداف مواقع قرب دمشق استهدفت الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري، "كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة" من دون تحديد موقعها. وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق لفرانس برس، أن "بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير" في القلمون الشرقي قرب دمشق. وأكد مدير المرصد السوري، أن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة لحزب الله اللبناني في جنوب البلاد ووسطها وفي محيط دمشق. وقال لفرانس برس، أن "الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والإيرانيون"، كما استهدفت "مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشقالجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة" جنوباً. ومنذ بدء النزاع في سوريا في 2011، قصفت قوات الاحتلال مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري أو أخرى لحزب الله في سوريا، لكن الاستهداف طال مؤخراً مواقع يتواجد فيها إيرانيون. ويقاتل في سوريا منذ سنوات مقاتلون إيرانيون ومن حزب الله اللبناني إلى جانب الجيش السوري، وساهموا في معارك عدة في تغيير المعادلة على الأرض لصالحه. ولطالما كررت "إسرائيل"، أنها لن تسمح لإيران بترسيخ وجودها العسكري في سوريا. ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام نصفهم إيرانيون في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابع "للحرس الثوري الإيراني" في منطقة الكسوة في ريف دمشقالجنوبي، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال الإعلام الرسمي في حينه، إن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصاروخين إسرائيليين. #UPDATE Israel's army says it carried out widespread raids against Iranian targets in Syria overnight after rocket fire towards its forces which it blamed on Iran, marking a sharp escalation between the two enemies https://t.co/G9LQZOQbos — AFP news agency (@AFP) May 10, 2018