صواريخ من طهران و تل ابيب على السوريين ** أثارت غارات الكيان الصهيوني المكثفة على أهداف إيرانية مفترضة في سوريا التي قدمت على أنها رد على إطلاق غير مسبوق لصواريخ على الجولان المحتل مخاوف من مواجهة إقليمية. ق.د/ وكالات ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى وقف فوري لكافة الأعمال العدائية وأي إجراءات استفزازية لتفادي نشوب حريق جديد في منطقة الشرق الأوسط الغارقة بالفعل في صراعات رهيبة . وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريحات للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك إن غوتيريش تابع بقلق بالغ التقارير التي صدرت خلال الليل عن إطلاق قذائف من سوريا صوب مواقع الإحتلال والهجمات الانتقامية من جانب قوات الإحتلال . وطلب غوتيريش في بيان من مجلس الأمن البقاء ممسكا بالملف السوري للتوصل إلى حل سياسي كما دعاه إلى تحمل مسؤولياته استنادا إلى شرعية الأممالمتحدة. ولم يظهر أن أيا من الدول الأعضاء ال15 في مجلس الأمن تنوي طلب عقد اجتماع طارئ لهذا المجلس بعد التدهور الحاصل في سوريا. من جانبه أكد دوجاريك أن قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) على اتصال مع قوات النظام السوري والجيش الإسرائيلي وحثت الطرفين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاق فك الاشتباك المبرم في 1974. وكشف دوجاريك عن اتصالات جارية على عدة مستويات مع جميع الأطراف من أجل احتواء الموقف لكنه رفض الإفصاح عن طبيعتها وما إذا كان الأمين العام قد أجرى أي اتصالات مع مسؤولين من الجانبين بشأن التصعيد العسكري الذي وقع الليلة الماضية أم لا. *الخطوط الحمراء وبدأ التصعيد العسكري الأخطر بين الاحتلال وإيران فوق الأراضي السورية بوابل من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت مواقع الكيان في الجولان المحتل وجاء الرد من الاحتلال سريعاً وواسعاً وشاملاً حيث قالت دولة الاحتلال إنها نفذت واحدة من أكبر العمليات الجوية في العقود الأخيرة ضد أهداف إيرانية وسورية. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية أن العقوبات التي فرضتها والتي كانت شرارة التوتر تستهدف ستة أشخاص وثلاثة كيانات إيرانية متهمة بالعمل في إطار شبكة واسعة لتبادل العملات الأجنبية حولت ملايين الدولارات إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. ونفت لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني علاقة القوات الإيرانية بالهجمات التي استهدفت مواقع الاحتلال. وقال المتحدث باسم اللجنة محمد نوبنديجاني هذه كذبة أخرى من النظام الصهيوني لأغراض دعائية مضيفا أن إيران ليست لديها قوات عسكرية في سوريا وإنما مستشارون فحسب. واتهم بنيامين نتنياهو إيران ب تجاوز خط احمر عندما أطلقت صواريخ على مواقع الكيان الصهيوني في هضبة الجولان ما دفع الدولة العبرية إلى الرد بقصف عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا. وفي تصريح شديد اللهجة اعتبر أن إيران تجاوزت خطا احمر وردنا كان متناسبا جيش الدفاع شن هجوما واسعا جدا ضد أهداف إيرانية في سوريا مضيفا أنه لم يسقط أي صاروخ داخل الأراضي المحتلة . وتابع نتنياهو لن نسمح لإيران بالتموضع عسكريا في سوريا قبل ان يضيف متوعدا أكرر وأقول: من يضربنا نضربه سبعة أضعاف ومن يستعد لضربنا سنعمل لضربه بشكل استباقي. هكذا عملنا وهكذا سنواصل العمل . وأسفرت ضربات الاحتلال على عدة مناطق في سوريا عن مقتل 23 مقاتلا على الأقل بينهم خمسة من قوات النظام السوري و18 عنصرا من القوات الموالية له حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان . الدعم الغربي وجاء الموقف الغربي بمجمله داعماً للرد الصهيوني على القصف الإيراني مع الدعوة الى التهدئة وضبط النفس بين الطرفين. وهددت دولة الاحتلال بأن ذلك مجرد البداية وقال أفيغدور ليبرمان خلال خطابه في مؤتمر الأمن القومي في هرتسليا إن دولة الاحتلال استهدفت معظم البنى التحتية ومواقع إيران في سوريا بعد الهجوم الذي استهدف مواقع جيش الإحتلال في الجولان السوري المحتل. وأشار إلى أن إيران تلقت ضربة قوية جدًا دمرنا كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا تقريبًا علهم يدركون أنه إذا كان عندنا مطر فسيكون عندهم سيول وفيضانات . وفي التفاصيل قصفت قوات الاحتلال أكثر من 50 موقعاً عسكرياً تابعاً للحرس الثوري الإيراني داخل الأراضي السورية بحسب رواية الاحتلال التي وصفت القصف الإيراني بالعدوان الخطير. وفي قصفها الصاروخي المكثف للمواقع الإيرانية استخدمت دولة الاحتلال 28 مقاتلة وأطلقت نحو 60 صاروخاً على الأراضي السورية في غضون ساعتين. صواريخ وقصف منها وعليها وبحسب مصادر فقد دوت انفجارات ضخمة بينها في مثلث دمشق- درعا _ القنيطرة جنوبي سوريا إضافة إلى مواقع قرب حمص طالت قواعد جوية ألوية عسكرية محطات رادار وعربات صاروخية وغالبية المواقع المستهدفة هي قواعد إيرانية ومحمية بمنصات دفاع جوي للنظام السوري استناداً الى الصليات الصاروخية للنظام السوري والتي حاولت الحد من تأثير الصواريخ . واستهدفت الضربات مواقع في محيط مدينتي الصنمين وإزرع في ريف درعا والقواعد الجوية في مطار المزة العسكري في دمشق ومستودعات أسلحة للحرس الإيراني داخل مطار دمشق الدولي وقيادة الحرس الجمهوري في جبل قاسيون والمنطقة الإستراتيجية الواصلة بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي الغربي في تل أحمر وتل القبع ومواقع ومستودعات أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني في مدينة القصير في ريف حمص. كما استهدفت الغارات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد على جبال معضمية الشام. أما رواية النظام السوري فحاولت تصغير حجم الخسائر التي لحقت بالمواقع العسكرية المستهدفة وذكرت انه تم تدمير محطة رادار ومستودع ذخيرة وإصابة عدد من كتائب الدفاع الجوي بأضرار مادية إضافة إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة اثنين آخرين بجراح. وفيما كان الطرفان يتبادلان القصف بالصواريخ سقط صاروخ أرض أرض فجر الخميس في بلدة الهبارية اللبنانية الحدودية واقتصرت أضراره على الماديات. وقام فريق هندسي تابع للجيش اللبناني بالكشف على الصاروخ ونقله إلى أحد المواقع العسكرية. كذلك أفيد عن سقوط أجزاء من صواريخ في منطقة قب الياس في البقاع الأوسط. *المواجهة الثانية تقترب وفي السياق قال جيش الإحتلال إنه يستعد لجولة مواجهة ثانية مع قوات إيران في سوريا بعد أول اشتباك مباشر بينهما فجر الخميس فيما لوحت طهران بالانتقام وبأن تدفع دولة الاحتلال ثمنا باهظا. فبعد ساعات من إعلانه تدمير البنية التحتية للقوات الإيرانية في سوريا ذكر جيش الاحتلال في بيان أن تلك القوات ما زالت قادرة على إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة. وتعليقا على أول مواجهة مباشرة بين الاحتلال والإيرانيين في سوريا قال بنيامين نتنياهو إنه بعث برسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد أوضح له فيها أن العمليات العسكرية الإسرائيلية موجهة ضد الأهداف الإيرانية في سوريا. وأضاف نتنياهو أمام وزرائه الأعضاء في المجلس الوزاري الأمني المصغر في جلسة استثنائية عقدها مساء الخميس أن إيران تجاوزت خطا أحمر ولذلك جاء الرد ا بهذه القوة غير المسبوقة بحسب تعبيره. وأضاف نتتياهو أنه يجب العمل على منع توسع إيران وتمركزها العسكري في المنطقة . الاتحاد الأوروبي: لدولة الكيان الحق في الدفاع عن نفسها قالت المتحدثة باسم خارجية الاتحاد الأوروبي مايا كوتشيانتشيتش إن بروكسل أكدت مرارًا أن لدولة الاحتلال الحق في الدفاع عن نفسها . جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدثة تعليقًا على استهداف تل أبيب ليلة الأربعاء الخميس مواقع إيرانية في سوريا ردًا على ما قالت إنه قصف طال أراضيها من قبل مجموعات تابعة لطهران. وأضاف البيان أن التقارير بشأن هجمات إيرانية من داخل سوريا طالت مواقع لجيش الاحتلال الليلة الماضية والتي ردت عليها دولة الاحتلال بقصف أهداف إيرانية في سوريا مقلقة للغاية . وأضاف: ندعو جميع الجهات الإقليمية الفاعلة إلى التحلي بضبط النفس وتجنب أي تصعيد يزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي .