يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون في الثاني عشر من جوان المقبل في سنغافورة، في قمة تاريخية لبحث ملف "نزع السلاح النووي" لكوريا الشمالية، بعد أشهر من التصعيد والتوتر. وجاء هذا الإعلان، مساء الخميس، على لسان ترامب بعد ساعات من عودة ثلاثة أمريكيين أفرجت عنهم كوريا الشمالية إلى بلدانهم. وكتب ترامب في تغريدة على موقع تويتر: "اللقاء المرتقب جداً بين كيم جونغ أون وبيني سيعقد في سنغافورة في 12 جوان. سنعمل معاً لجعلها لحظة مهمة جداً من أجل السلام العالمي". The highly anticipated meeting between Kim Jong Un and myself will take place in Singapore on June 12th. We will both try to make it a very special moment for World Peace! — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) May 10, 2018 ولم يستبعد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي زار مؤخراً بيونغ يانغ، أن تستمر القمة لأكثر من يوم. ومنذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953) التي لم تنبثق عنها معاهدة سلام، لم يلتق أي رئيس أمريكي رئيساً كورياً شمالياً. وكان أرفع المسؤولين الذين زاروا كوريا الشمالية، وزيرة الخارجية مادلين البرايت في العام 2000 خلال فترة انفراج قصيرة بشأن البرامج الصاروخية الكورية الشمالية، ثم مايك بومبيو الذي عاد، الخميس، مع الأمريكيين الثلاثة الذين كانوا مسجونين في كوريا الشمالية. كما زار الرئيسان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون بيونغ يانغ. وبعد أن كان يميل إلى أن تكون القمة على الحدود بين الكوريتين حيث كان الرئيسان الكوري الشمالي والكوري الجنوبي التقيا نهاية أفريل، استبعد ترامب، الأربعاء، ذلك. وباتت سنغافورة الخيار الأفضل. وقالت جين لي الخبيرة في مركز ويلسن في تغريدة، أنه كان يتعين "العثور على مكان محايد يشعر فيه ترامب وكيم أنهما في أمان مع توفر الإطار الذي يحتاجانه لهذه القمة التاريخية". كما أن المكان يجب أن يكون "قريباً إلى حد ما" من بيونغ يانغ "ليتوجه إليه كيم في طائرته الصغيرة". ولذلك تم اختيار سنغافورةالمدينة الدولة الواقعة جنوبماليزيا، لتكون مكان قمة مشهودة تترجم انفراجاً كبيراً بعد أشهر من التصعيد الذي تخللته تصريحات عنيفة وتبادل شتائم شخصية. كيم "الممتاز" وأضاف ترامب في نبرة تفاؤل: "اعتقد أن (القمة) ستكلل بالنجاح" وذلك لدى استقباله الليلة الماضية الأمريكيين الثلاثة عند نزولهم من الطائرة. وحرص على "شكر" الرئيس الكوري الشمالي "الذي كان حقيقة ممتازاً" في تعامله معنا. ويأمل ترامب في تحقيق نجاح دبلوماسي بعد تعرضه لانتقادات دولية بسبب انسحابه، الثلاثاء، من الاتفاق النووي مع إيران. ووصف الرئيس الكوري الشمالي القمة بأنها ستشكل فرصة "تاريخية" لبناء "مستقبل جميل". وفي إطار التحضير لهذه القمة، التقى وزير الخارجية الأمريكي مرتين الرئيس الكوري الشمالي خلال شهر. كما زار الرئيس كيم مرتين الصين خلال ستة أسابيع للتباحث مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وينكب الدبلوماسيون الكوريون الشماليون والأمريكيون على إعداد جدول أعمال القمة، وهي مهمة محفوفة بالمحاذير. وقال الرئيس الكوري الشمالي، إنه على استعداد للتفاوض بشأن "نزع الأسلحة النووية" لبلاده التي تعاني عزلة وعقوبات دولية شديدة. إلا أن المفهوم الأمريكي لنزع السلاح النووي قد لا يتطابق مع المفهوم الكوري الشمالي له. إذ تطالب واشنطن بنزع سلاح نووي "تام لا رجعة فيه ويمكن التحقق منه" في شبه الجزيرة الكورية وتقول أنها غير مستعدة لتقديم أي تنازل قبل تحقيق هذا الهدف و"بلا تأخير". في المقابل أكد الرئيس الكوري الشمالي لنظيره الصيني، أنه "إذا تخلت مختلف الأطراف عن سياساتها المعادية وتهديداتها" لبيونغ يانغ "فإنه لن يكون هناك سبب لتكون كوريا الشمالية دولة نووية". وطلب إثر ذلك الرئيس الصيني من نظيره الأمريكي، أن يأخذ في الاعتبار "القلق الأمني المنطقي" لكوريا الشمالية. #UPDATE US President Donald Trump has announced his historic summit with North Korean leader Kim Jong Un will take place in Singapore on June 12 https://t.co/iS1X9RtzU4 — AFP news agency (@AFP) May 10, 2018