كشف القائمون على زاوية أولاد بومرداس للشروق اليومي أن هذه الزاوية المتواجدة بجبال تيجلابين والتي يعود تاريخ إنشائها لما قبل القرن العاشر هجري، تخضع حاليا لأشغال ترميم وإعادة التهيئة بعد غلقها لأزيد من 20 سنة. ودعا هؤلاء بمن فيهم إمام الزاوية السلطات الولائية لبومرداس إلى دعم مساعي إعادة إحياء هذا المرفق الديني الذي يعود للشيخ علي بن احمد بن محمد البومرداسي الذي أخذت منه الولاية تسميتها وبعث نشاطه العلمي والثقافي إلى ما كان عليه في السنوات الماضية. وانطلقت أشغال ترميم الزاوية الفوقانية لأولاد بومرداس الكائنة بأعالي تيجلابين في جوان 2016، ثم توقفت بسبب غياب الوسائل المادية لاستكمال الأشغال، لاسيما وأن الزاوية توجد بمنطقة نائية، لتعود وتنطلق العملية في أفريل2017 بعدما تم تأسيس الجمعية العامة للزاوية التي دأب أعضاؤها على مواصلة أشغال إعادة البناء والترميم بحيث لم تكن وقتها تتجاوز نسبة 40 من المائة، وبالتالي ناشد أعضاء الجمعية السلطات الولائية التدخل ودعم مساعي إعادة الاعتبار لأحد أبرز علماء الجزائر وأعلام بومرداس: الشيخ علي بن أحمد بن محمد البومرداسي الذي اشتقت تسمية الولاية بومرداس من اسمه. وحسب أحد القيمين على الزاوية، والذي ينحدر من سلالة هذا العلامة البارز، فإن أحد أجداد الشيخ علي بن أحمد بن محمد البومرداسي قد انطلق من المدينةالمنورة في عهد الفتوحات الإسلامية واستقر بالمغرب الأقصى، وقد كان من الذين استلموا الخلافة هناك ثم انتقل أولاده من بعده إلى كامل المغرب العربي لتعليم وتحفيظ القرآن واللغة العربية "ومنهم الشيخ علي بن أحمد بن محمد البومرداسي الذي انتقل إلى منطقة الجبيل (الكرمة حاليا ببومرداس) قادما إليها من منطقة مرداس بالمغرب الأقصى"، يشرح المتحدث مبرزا أن الشيخ البومرداسي أسس بمنطقة الجبيل بالكرمة مدرسة قرآنية وأخذ يعلم الناس القرآن وتعاليم الدين الإسلامي واللغة، ثم بعدها شاع اسمه بين الناس وعظم خيره وسمع به الباشا حاكم الجزائر وقتها، أي في القرن السابع للهجرة، فقرر الحاكم إطلاق تسمية الزاوية القرآنية على اسم الشيخ علي بن أحمد بن محمد البومرداسي تشريفا له. وكانت هذه الزاوية –ويطلق عليها الزاوية التحتانية- مدرسة لتعليم الدين الإسلامي على مرّ القرون، ثم أضحت قلعة للثوار خلال الحقبة الاستعمارية، وقد اندثرت معالمها اليوم وبقيت مجرد أطلال وهي نفس الحال مع الزاوية الفوقانية (تيجلابين) التي أغلقت سنوات المأساة الوطنية وتعرضت للتخريب، وبالتالي يطالب أعضاء الجمعية وكذا أحفاد العلامة "سيدي علي بن أحمد البومرداسي" اليوم بإعادة الاعتبار لها تخليدا وتشريفا لمن سميت الولاية باسمه. وبالمقابل تندرج مساعي إعادة فتح زاوية أولاد بومرداس الفوقانية ضمن إعادة المجد للشيخ علي بن أحمد بن محمد البومرداسي، وأيضا من أجل فتح دورة قرآنية بمجرد انتهاء أشغال إعادة التهيئة. كما يرتقب كذلك أن تفتح الزاوية الفوقانية أبوابها لتدريس وتعليم القرآن، خلال الموسم الدراسي المقبل بقدرة استيعاب تصل حدود 30 متعلما، لتكون بذلك أحد معالم تعليم القرآن على غرار زاوية عبد الرحمان الثعالبي بيسر. يذكر أن المركز الثقافي الإسلامي لمدينة بومرداس، قد نظم مؤخرا ندوة علمية حول إحياء مآثر علماء الجزائر وأعلام بومرداس، اختير لها موضوع "ترسيخ مفهوم المواطنة والجهود التربوية للعلامة علي بن أحمد بن محمد البومرداسي".