أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي أن جماعات إجرامية تسللت إلى الجزائر ضمن قوافل "الحراقة" الأفارقة، مؤكدا أن السلطات العمومية التي تعي حجم مسؤولية الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر والجزائريين والأجانب المقيمين بطريقة شرعية، فتحت تحقيقات واسعة في هذا الأمر. كما أعلنت الجزائر عن اقتناء "ترسانة" من العتاد للوقاية من حرائق الغابات، ضمن استراتيجية وطنية تمتد إلى غاية 2030، مع تعزيز أنظمة معلوماتية للوقاية من الكوارث وإشراك الجماعات المحلية في مخطط اليقظة والإنذار. وقال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، إن الحكومة تسعى لتفادي سيناريو حرائق الغابات، خلال الصائفة الفارطة، التي سجلت رقما قياسيا ب2992 حريق، في 38 ولاية عبر الوطن. وعاد بدوي، خلال كلمة له بمناسبة الملتقى الوطني حول الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، أمس بالعاصمة، للحديث عن الحرائق المسجلة العام الماضي، التي تمت بفعل فاعل، لأهداف استغلال مخلفات الغابات في الربح السريع (بيع الفحم)، وهو ما أدى إلى إحالة المتورطين على العدالة. وفي السياق، أعلن بدوي عن تزويد الحماية المدنية ب15 رتلا متنقلا تضاف إلى 22 رتلا موجودة حاليا، إضافة إلى البدء التدريجي في استغلال الوسائل الجوية لمكافحة الحرائق. كما كشف الوزير عن التعاون مع وكالة الفضاء الجزائرية، لاستغلال القمر الصناعي "ألكوم سات 1" لبث الصور ومكافحة حرائق الغابات، بالإضافة إلى التكوين الخاص بالمنتخبين على مستوى الإدارات المحلية والبلديات في عمليات تسيير الأزمات. كما أكد نور الدين بدوي، على وجوب تحيين التشريع الوطني في هذا المجال الصادر في سنة 2004، مع تعزيز أنظمة معلوماتية للوقاية من الكوارث كحرائق الغابات، بالإضافة إلى إشراك الجماعات المحلية في هذا المجال. وتشير إحصائيات المديرية العامة للحماية المدنية التي تعود إلى سنة 2017 إلى نشوب 2992 حريق على المستوى الوطني على مساحة تقدر ب53975 هكتار مما استلزم 20251 تدخل لعناصر الحماية المدنية. من جهته، اعترف وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد القادر بوعزقي، بأنّ حرائق الغابات أصبحت مشكلة تعرفها الجزائر خاصة في فصل الصيف، مشددا على ضرورة "تعزيز دور اللجنة الوطنية للمحافظة على الغابات بغية ممارسة نشاطها الإيجابي". ودعا وزير الفلاحة إلى ضرورة التنسيق ما بين مصالح الحماية المدنية ومديرية الغابات وتعزيز وسائل التدخل في مكافحة الحرائق والكوارث الغابية، مؤكدا "أنّ المواطن مدعو للتبليغ عن طريق "الإنذار المبكر" للجان الأحياء حفاظا على الثروة الغابية". وكشف وزير الفلاحة، عن تخصيص 44 شاحنة صهريجية خفيفة لإخماد الحرائق، بالإضافة إلى تنصيب 5 أعمدة متحركة للتدخل ستغطي 5 مناطق شمالية، بالإضافة إلى إقتناء 4600 بذلة مقاومة للحرائق، مشددا "إنّ الدولة ورغم الظروف التي تمر بها الجزائر، خصصت غلافا ماليا لاقتناء مستلزمات إخماد الحرائق". وخرج الملتقى الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات ب2 توصية على رأسها تشجيع دور العلوم والتكنولوجيات الحديثة في مجال الوقاية "التقييم الدوري للظاهرة والهشاشة والأخطار عند وقوع الكارثة وبعدها"، وكذا التطوير الجيد للمعلومات والبرامج التربوية وعمليات التحسيس وتعبئة الساكنة المجاورة للغابات بالمخاطر المحتملة، تعزيز الإطار القانوني والمؤسساتي خاصة من خلال إعداد المخطط العام للوقاية المنصوص عليه في القانون رقم 04-20 وتحيين النصوص السارية المفعول ومطابقتها مع المعايير الدولية.