قال وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، نور الدين بدوي، الإثنين، إن الحرائق التي عرفتها مناطق مختلفة من البلاد، خلال الصائفة الماضية، كانت بفعل فاعل وتعتبر جرما كبيرا ألحق بالبيئة. وفي منشور له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، أوضح الوزير أنه "مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة بمختلف مناطق بلادنا، لا بدّ من التّذكير بأنّ ما مرّت به الجزائر خلال صائفة العام الماضي لم يكن باليسير، حيث سجّلنا اندلاع موجة غير عاديّة من الحرائق (2992 حريق)، مسّت 38 ولاية، ألحقت أضرارا كبيرة بالغطاء النّباتي والغابي وخلّفت خسارة أليمة بفقدان 3 مواطنين". وأضاف بدوي بقوله: "إنّ الحرائق الّتي اندلعت بفعل فاعل جرم كبير أُلحق ببيئتنا، أجبرت أعوان الحماية المدنيّة وأعوان حماية الغابات في ربوع الوطن على العمل في ظروف وعبر مسالك صعبة، لذلك أؤكّد مرّة أخرى بأنّ مسألة الوقاية والمكافحة والتّحكّم في حرائق الغابات لن تكون ممكنة لولا تظافر جهود الجميع من سلطات ومواطنين وفعاليّات المجتمع المدني". ووجّه الوزير دعوة لجميع الفاعلين "لتفادي أيّ سلوك قد يتسبّب في انطلاق حريق والاتّصال بسُرعة بمصالح الحماية المدنيّة في حالة حدوث ذلك". وفي ماي الماضي، كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أن جهاز مكافحة الحرائق "سيتعزز بأنظمة معلوماتية عبر استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال، ابتداء من السداسي الثاني لسنة 2018". وقال بدوي في كلمة له خلال افتتاح اللقاء الوطني الأول للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها أن "جهاز مكافحة الحرائق سيتعزز بوضع حيز الخدمة أنظمة معلوماتية تتعلق بالوقاية من الكوارث الطبيعية وتسييرها ومنها حرائق الغابات، عبر استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال"، مؤكدا أن الوزارة بصدد "تطوير هذه الأنظمة لتكون عملية ابتداء من السداسي الثاني لهذه السنة". كما سيتم تدعيم مصالح الحماية المدنية ب"15 رتل متنقل جديد يضاف ل22 رتل موجود، بالإضافة إلى عملية جديدة لاقتناء وسائل مكافحة حرائق الغابات لإنشاء أرتال متنقلة على مستوى الولايات التي لا تتوفر عليها والولايات ذات الثروة الغابية المكثفة". وأوضح الوزير أن التجارب الميدانية للحماية المدنية بخصوص استعمال الوسائل الجوية في إخماد الحرائق خلال السنة الماضية على مستوى ولاية الطارف، "سيتم استعمالها بصفة تدريجية ابتداء من حملة مكافحة حرائق الغابات لسنة 2018″، مضيفا أن الوزارة "في مرحلة دراسة وإعداد دفتر شروط من أجل اقتناء طائرات خاصة لمكافحة الحرائق مستقبلا من دول لها تجربة في هذا الميدان". كما أوضح أن هذه الطائرات "قد تكون تابعة لهيئة نظامية غير الحماية المدنية أو المديرية العامة للغابات". وفي هذا الصدد، أكد وزير الداخلية أنه "أصبح من الضروري القيام بتحيين التشريع الوطني المتعلق بالوقاية من المخاطر الكبرى ومنها حرائق الغابات الصادر سنة 2004، وتكييفه مع التطورات الحاصلة في الميدان"، مضيفا أنه تم خلال الصائفة الفارطة تسجيل عدة حرائق بفعل بعض "الجشعين الذين تجردوا من إنسانيتهم وقاموا بإضرام النيران من أجل استغلال مخلفاتها للربح السريع، وقد تمت إحالة العديد منهم على العدالة". ووصف الوزير، موجة الحرائق التي عرفتها الجزائر السنة الماضية، ب"غير العادية"، حيث مس "2992 حريقا 38 ولاية خلفت 3 وفيات وأضرار كبيرة في الغطاء الغابي والنباتي"، مؤكدا أن هذه الحصيلة "كانت مرشحة لأن ترتفع لولا تجند أفراد الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي وأعوان سلك الغابات إلى جانب روح التضامن التي سادت بين المواطنين".