انتقدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس حملات التشويه التي شنتها منظمات حقوقية بالتواطؤ مع بعض الجمعيات الجزائرية في تعامل الجزائر مع اللاجئين الأفارقة، مؤكدة أن تاريخ الجزائر في التضامن مع الشعوب مشرف ولا يحتاج إلى الترويج. وأكدت بن حبيلس أمس خلال استضافتها في فوروم الإذاعة، أن الجزائر كانت السباقة في التضامن مع الشعوب، معتبرة أن الحملة التي طالتها تنم عن حقد دفين تجاهها بسبب مواقفها المشرفة القائمة على رفض الحل العسكري وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، مستدلة بتاريخ الجزائر مع التضامن والتكافل وتقديم يد العون للبلدان التي تحتاج إلى المساعدة. وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري في اتصال هاتفي أجرته الشروق أمس أن كل الظروف تمت تهيئتها لترحيل الأفارقة لبلدانهم معززين مكرمين بعدما تكفلت بهم الجزائر في أصعب الظروف، مضيفة أن هناك فحوصات طبية تجرى للمرحلين ويتم مراعاة الجانب النفسي والصحي لتقول "هؤلاء جيراننا قبل كل شيء ولا يمكن أن نعاملهم بطريقة مشينة"، وضربت مثالا برعية مالي تبين بعد إخضاعه لفحص طبي انه يحتاج لعملية تم نقله للمستشفى والتكفل به، ليتأجل ترحيله. وكشفت المتحدثة أن الجزائر صرفت أموالا طائلة للتكفل بعمليات ترحيل اللاجئين في ظروف مريحة على غرار توفير حافلات مكيفة ومريحة، وتساءلت "كيف لهذه المنظمات الحقوقية والتي لم تتعمق في دراسة الموضوع أن لا تحرك ساكنا في 2014 عندما دخل الناتو إلى ليبيا"، وواصلت كلامها "الوضع الإنساني الكارثي للاجئين هو من تداعيات التدخل في ليبيا والذي لم يحركوا ساكنا تجاهه"، وأردفت "نتأسف لسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها هذه المنظمات الحقوقية والتي تتناسى المتسببين في الأزمة وتوجه أصابع الاتهام للجزائر والتي هي ضحية لهم". وذكرَت بن حبيلس بالظروف الجيدة التي أحاطت بعملية ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى النيجر بطلب من سلطات بلدهم، لتتساءل عن سبب إغفال هذه المنظمات لما يحدث من تقتيل للنساء والأطفال بفلسطين والامتناع عن توجيه أصابع الاتهام لمن كان وراء حدوث هذه الأزمة الإنسانية بسبب الحروب والأزمات الأمنية في المنطقة، متهمة إياهم بمحاولة استغلال معاناة هؤلاء اللاجئين لأغراض سياسية تماما مثلما حدث للجزائر خلال التسعينيات حين حاولت أطراف خارجية حاقدة استغلال حمام الدم لتشويه سمعة الجزائر.