تمكن مجموعة من المواطنين ببلدية العقلة المالحة، بولاية تبسة مساء الثلاثاء، من العثور على الطفلة روميسة غريسي، المختفية، منذ مغرب الاثنين بإحدى المنازل المهجورة، على بُعد مسافة تقارب ال 10 كلم. وحسب أقارب الطفلة، البالغة من العمر 3 سنوات، فإنها خرجت من بيتها الواقع بدوار الرقيبة، بمنطقة فم المطلق، ببلدية العقلة المالحة، وكانت رفقة أفراد من أسرتها، ينتظرون موعد أذان المغرب، إلا أنه وفي لحظة غفلة، اختفت الطفلة، واعتقد أهلها أنها تلعب بمحيط المنزل، فلم يتم العثور عليها، حيث تم إعلان حالة الطوارئ، والتفتيش على الطفلة بمشاركة العشرات من السكان، ورجال الحماية المدنية، وأفراد من الجيش الوطني الشعبي، حيث تم مسح المنطقة شبرا شبرا. ورغم الظلام الدامس، وصعوبة المنطقة التي زاد من تعقيدها حرائق مادة الحلفاء، فإن أهل المنطقة قرروا وبإجماع، عدم العودة إلى منازلهم إلى غاية العثور على الطفلة، وفي الوقت الذي بدأ فيه اليأس يدب للباحثين، فاجأ أحد الفلاحين من أبناء المنطقة، المدعو عثمان زرفاوي، بالصياح والنداء بصوت مرتفع، وهو من داخل بيت مهجور، معلنا أنه قد عثر على روميسة، حيث هرع الجميع نحو المكان، وأغمي على أفراد من أسرتها، وتعالت أصوات البكاء ودموع الفرحة، على محيا الجميع، وأمام حيرة الطفلة التي لم تستطع التحدث من الحيرة والدهشة، حيث تم نقلها إلى المستشفى أين تم عرضها على الطبيب، الذي أكد على سلامتها وأنها لم تمس بسوء، ليبقى السؤال المحيّر، مادام أن الأطباء أكدوا سلامتها وهو ما أكده المواطنون، فمن أوصل الطفلة رومسية صاحبة ال 3 سنوات، لبيت مهجور على بُعد 10 كلم؟ وهل بإمكان طفل هشة وضعيفة في هذا السنّ الصمود 24 ساعة في العراء بعيدا عن أهلها دون أن تتأثر؟ وأمام هذه التساؤلات وغيرها، فإن فرضية الاختطاف واردة جدا، ولكن تبقى أسبابها غامضة، فهناك من يرجح أنها خطفت من أجل استغلالها و كما يعتقد المشعوذون لتسخيرها للجن، لأجل العثور على الكنوز الذهبية، على غرار ما تم فعله قبل أشهر مع الطفلة رحيمة، التي اختطفت قرب بيتها بعد خروجها من المدرسة، ببئر مقدم، وعثر عليها قرب هنشير، يؤمن بعض أهل المنطقة، أنه مخزن للذهب والفضة، وقد تساءل الكثير عن الإجراءات التي ستتخذ بعد حالتي اختطاف مشابهة، وقد تكون لنفس الغرض، وقد تكون لأسباب أخرى ولحسن الحظ أنه تم العثور عليهما. حدث هذا في وقت يبقى الجميع ينتظر خبرا سارا عن مصير الطفل محمد منصورية ببلدية المزرعة، الذي رفض أهله وأقاربه الإفطار، إلى غاية العثور عليه، ولعل هذا ما دفع بخاله نهار أمس إلى الإعلان عبر شبكة التواصل الاجتماعي، أنه سيمنح 100 مليون سنتيم لكل شخص يعثر على محمد، كما سخر أبناء المنطقة نهار أول أمس 6 حافلات أقلت المواطنين، بحثا عن الابن، بمختلف الأماكن المشتبه فيها، وبين كل هذا وذاك يبقى سكان ولاية تبسة، كما قال عناصر فاعلة في المجتمع، من فاجعة إلى فاجعة، ومن مصيبة إلى أخرى.