حمل تقرير لصحيفة "دايلي مايل" البريطانية مزاعم مكشوفة حول تخلي الجزائر عن 13 ألف مهاجر إفريقي في الصحراء جنوب البلاد خلال الأربعة عشر شهرا الماضية، وهي المزاعم التي كذبتها بشدة رئيسة الهلال الحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، التي أكدت أن كافة عمليات الترحيل تمت في إطار ثنائي مع سلطات البلد الأصلي. وزعمت الصحيفة البريطانية أن الجزائر وفي إطار سياسة ترحيل المهاجرين الأفارقة تخلت عن 13 ألف إفريقي في صحرائها من دون ماء ولا غذاء منهم نساء حوامل ورضع خلال ال14 شهرا الماضية، ذكرت أن مسؤولا بالمنظمة الدولية للهجرة حذر "من كارثة" مزعومة لقاء ما تقوم به الجزائر. ونشرت الصحيفة على موقعها تقريرا مرفوقا بصور وفيديوهات لمهاجرين في عرض الصحراء، مشيرة إلى أن مسؤولا في الاتحاد الأوروبي أفاد بعلمه بما تقوم به الجزائر، لكن حسبه فإن الدول ذات السيادة يمكن لها ترحيل المهاجرين طالما احترمت القوانين الدولية. واعترفت ذات الصحيفة أن الجزائر وعكس النيجر، فهي لا تتلقى مساعدات لتسيير ملف الهجرة مثل النيجر، والمقدرة ب 11.3 مليون أورو. وردت رئيس الهلال الأحمر الجزائر سعيدة بن حبيلس على الأكاذيب المفضوحة التي وردت في التقرير المزعوم، مشيرة إلى أن كافة عمليات ترحيل المهاجرين لم تتم بطريقة أحادية، بل تمت بالتعاون مع سلطات الدول المعنية. وأوضحت بن حبيلس في اتصال مع "الشروق" أمس بالقول "أنا أكذّب جملة وتفصيلا تخلي الجزائر عن المهاجرين الأفارقة في الصحراء"، وأضافت "عمليات الترحيل شهدت دوما مرافقة من طرف سلطات البلد المعني، والتسليم يتم للسلطات (النيجر)"، مضيفة "أن الجزائر سلمت لسلطات النيجر لوحدها 6 آلاف طفل قاصر دون مرافق كان في الجزائر". وشددت المتحدثة على أن عمليات الترحيل كلها دون استثناء تمت في ظروف إنسانية كريمة، حيث كانت هناك حافلات مكيفة إضافة لوجبات ساخنة ولقاحات ودواء، ومرافقة أمنية وصحية وغيرها. وسبق لحسان قاسيمي المسؤول بوزارة الداخلية أن شدد على أن الجزائر ليست بحاجة لدروس في الجانب الإنساني فيما يتعلق بالتعامل مع ملف المهاجرين الأفارقة، الذين تم ترحيلهم وفق شروط إنسانية كريمة وتم إيواءهم في مراكز تصنف على أنها 5 نجوم سواء في الشمال أو في تمنراست. وحسبه فإن الجزائر أنفقت ملايين الدولارات من أجل إيواء المهاجرين الأفارقة في ظروف كريمة، وترحيلهم أيضا في ظروف إنسانية، موضحا أن 14 ألف طفل وامرأة إفريقي تم إنقاذهم من عصابات التسول. وقبل أيام صرح السفير الإيطالي بالجزائر خلال ندوة بجامعة روما، ان نحو نصف مليون حراق إفريقي متواجد في جنوبالجزائر. وتعتزم أوروبا إقامة مراكز لتجميع المهاجرين الأفارقة في بلدان شمال إفريقيا، وهو المسعى الذي بادر الوزير الأول احمد أويحيى لإبداء رفض الجزائر القاطع له قبل أيام.