كشفت الجمعية العلمية الفلكية البوزجاني، أن الفلكيين على موعد هذه الأيام مع التمتع بمشاهدة همرات البرسييد أو البرشاويات، وهي شهب تتهاوى من السماء كسهام خاطفة ولماعة. وأكدت الجمعية في بيان لها تلقت الشروق نسخة منه، إمكانية رصد الشهب والتي ستتهاوى بدءا من 7 إلى 13 أوت الجاري، دون الحاجة إلى منظار أو تلسكوب، فيكفي لمتابعة هذا المشهد السماوي التحلي بدقة الانتباه والملاحظة بالعين المجردة، وبكثير من الصبر مع اختيار موقع رصد مناسب يستحسن أن يكون بعيدا عن الأضواء الكاشفة مع الاستلقاء على الظهر أو أريكة طويلة والتوجه نحو الشمال الشرقي . وفسرت الجمعية الظاهرة بانهمار عدد كبير من الشهب في الجو، وقد يستمر ذلك فترة تطول أو تقصر، ويقدر عدد ما يتهاوى منها بأكثر من 9 شهب في الساعة الواحدة. وقبل أن يعرف الناس سر حدوث تلك الهمرات، فإن رعبا شديدا كان يسيطر عليهم إذ كانوا يظنون بأن نجوم السماء تنقض باتجاه الأرض. وبعد دراسة العلماء لهذه الظاهرة، تبين أنها ناتجة عن بلوغ الأرض على مدارها حول الشمس منطقة تخلى فيها المذنب 109P/Swift-Tuttle عن جزء من مركبات ذيله التي تتألف من أجرام صغيرة هشة، وأن دخول تلك الأجرام على التوالي إلى الغلاف الجوي للأرض، هو الذي يسبب حدوث تلك الهمرات. وذكر البيان تكرر الهمرات أكثر من مرة في العام الواحد، وسببها انتهاء حياة أحد المذنبات وانتشار مكوناته من الأجرام الصغيرة على عدة مواقع من مدار الأرض، ما يؤدي إلى حدوث همرة من الشهب كلما بلغت الأرض على مدارها موقعا من تلك المواقع . وقد استطاع الفلكيون بعد عناء كبير من البحث والمراقبة، أن يحددوا الفترات التي تلتقي فيها الأرض مع مخلفات المذنبات في فصلي الربيع والصيف ثم في فصلي الخريف والشتاء، وأعطوا لكل موعد حدوث همرة من تلك الهمرات اسم المذنب الذي تكون مخلفاته سببا في حدوثها أو اسم الكوكبة النجمية التي تبدو قادمة منها. ودعت الجمعية جميع المواطنين وعشاق مشاهدة النجوم، للتمتع بالطبعة التاسعة من "ليالي النجوم" من 9 إلى 11 أوت الجاري، وهو الموعد السنوي الذي يتم فيه رصد جماهيري ليلي ببن شكاو أعالي المدية، وسيكون بوسعهم مشاهدة همرات الشهب والاطلاع أكثر على علم الفلك.