يشتكي الناجحون الجدد في شهادة البكالوريا من انعدام وسائل النقل الجامعي للجامعات التي تم توجيههم إليها بالرغم من تصريحات وزارة التعليم العالي بخصوص توفير كل الإمكانيات للطلبة لمرافقتهم في مراحل التسجيل. فمنذ بداية مرحلة تأكيد التسجيلات الأولية منذ 8 أوت والتي تستمر إلى غاية 18 من ذات الشهر، وتتخللها فترة المقابلات والمسابقات الخاصة بالالتحاق ببعض التخصصات على مستوى المدارس العليا، وكذا المدارس العليا للأساتذة والمعاهد التطبيقية…، وجد الطلبة أنفسهم أمام إشكالية الالتحاق بالجامعات، خاصة تلك الواقعة بعيدا عن التجمعات السكنية ووسائل النقل الحضري، حيث كشف بن حامد أبو جهاد عضو المكتب الوطني للمنظمة الوطنية للتضامن الطلابي عن نقص فادح وكبير في وسائل النقل الجامعي رغم أن وزارة التعليم العالي تربطها عقود مع مؤسسات لضمان النقل للطلبة، غير أن هذه المؤسسات –يضيف المتحدث- لا تلتزم بدفتر الشروط وتقوم بالتحايل عليه وبدل توفير أربع حافلات نقل تقوم بتقليص العدد لحافلة واحدة بحجة عدم وجود عدد كبير من الطلبة، وهو ما يخلق -حسبه- تذبذبا في نقل الطلبة وتلبية حاجياتهم وخاصة الجدد الذين لا يعرفون الجامعة ولا كيفية التنقل إليها. وفي سياق متصل، قال أبو جهاد أن أغلب الطلبة غير راضين عن التوجيهات التي تحصلوا عليها في المرحلة الأولى من التسجيل، مشيرا إلى أن مشكل التوجيه يبقى قائما رغم تقليص الوزارة عدد الرغبات إلى أربع، واعتماد نظام الفرصة الثانية والتي انطلقت منذ 8 أوت وتنتهي يوم 12 منه، وبرر ذات المتحدث ذلك لكون هذه الأخيرة قائمة على نفس نظام التوجيه الالكتروني، حيث يبقى الطالب محصورا بين الرغبات التي يمنحها له جهاز الإعلام الآلي، وفي ظل عدم وجود آلية للطعن –يقول- سيحرم الطلبة من دراسة التخصص الذي يريدون أو التوجه للجامعة التي يرغبون فيها، في وقت يستطيع أصحاب النفوذ القيام بالتحويلات على مستوى الوزارة ويحرم منها الطلبة البسطاء مثل ما حدث العام الماضي. كما اعتبر أبو جهاد أن إشكالية التوجيه التي تتكرر كل سنة هي نتيجة عدم وجود نظرة استشرافية حول سوق العمل وانعدام التنسيق بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من التخصصات في الجامعة تحيل أصحابها على البطالة المقننة ويتم توجيه الطلبة إليها تلقائيا عبر نظام التوجيه الالكتروني بعد ارتفاع معدل القبول في التخصصات المهمة المرغوب فيها. أما بخصوص موقع التسجيل الالكتروني في الإقامات الجامعية الذي تم فتح الأرضية المخصصة للتسجيل فيه منذ 8 وإلى غاية 15 أوت الجاري، فقال ذات المتحدث أن الوزارة لم تقم بحملة إعلامية كافية لتعريف الطلبة بكيفية التسجيل في الموقع.