أفادت مصادر أمنية بأن مصالح مستشفى دائرة الميلية بولاية جيجل استقبلت صباح أمس إمرأتين من عائلة "بوعلي"، الأولى تدعى "فهيمة" تبلغ من العمر 35 سنة والثانية تدعى "عزيزة" عمرها 40 سنة، حيث تم وضعهما تحت الرقابة الطبية، وحسب ذات المصادر فإن المرأتين اللتين تعيشان لوحدهما في مسكن إجتماعي يتكون من غرفتين استفادتا منه في سنة 2005، بقيتا بدون أكل لمدة 15 يوما، مما استدعى تدخل مصالح الحماية المدنية برفقة أعوان الدرك الوطني لكسر باب الشقة. حيث كانت حالتهما الصحية جد سيئة بسبب سوء أو بالأحرى انعدام التغذية لأسباب تقول مصادر "إدارية" بأنهما مصابتان بتخلف عقلي بدليل أنهما تعيشان داخل هذه الشقة دون أن تقوما بإشعال الأنوار الكهربائية ليلا وترفضان رفضا مطلقا فتح الباب للجيران الذين يتصدقون عليهما بين الحين والآخر بالأكل والشراب". وحسب معلومات أخرى جمعتها الشروق اليومي حول هاتين المرأتين المنحدرتين من دوار أولاد عربي ببلدية الميلية، فهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها مصالح الحماية المدنية وأعوان الدرك الوطني بدائرة الميلية إلى كسر باب شقتهما ونقلهما إلى المستشفى بسبب عدم تناولهما للأكل لفترات طويلة، حيث سبق لذات المصالح التدخل مرتين لإنقاذهما من موت محقق. يحدث هذا في الوقت الذي تتجاهل فيه مديرية النشاط الاجتماعي الحالة المزرية التي تتواجد عليها المرأتين والتي تتطلب التدخل العالج لمصالح هذه المديرية قصد التكفل بهما.. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نقل أفراد يعانون من سوء التغذية بولاية جيجل، حيث سبق لمستشفى محمد الصديق بن يحيى بعاصمة الولاية وأن استقبل السنة الماضية عائلة بأكملها تتكون من الأم وأربعة أبناء بعد اصابتهم بأنفلونزا حادة تبين بعد فحصهم بأن سببها يعود إلى سوء التغذية بسبب البطالة التي يعاني منها رب هذه الأسرة التي يتراوح سن أطفالها ما بين سنة واحدة إلى 12 سنة، وقبلها تم نقل طفل إلى ذات المستشفى بعد سقوطه بمدرسة خشة بسبب الجوع، وتلميذة أخرى بمدرسة ابتدائية بزيامة منصورية وعائلة أخرى أثارت ضجة في أوساط الرأي العام الجيجلي بعد سجن أفرادها من طرف الوالد داخل المسكن العائلي وكادت تموت جوعا، لأنها استحت أن مد يدها لطلب "الصدقة"، وامرأة أخرى عثر عليها أفراد الجيش في إحدى عمليات التمشيط "تلعق" بقايا الأطعمة المعلبة، وأخرى أحرقت شعرها لتشم رائحة "البوزلوف" بعد أن عجز زوجها عن شرائه لها بعد أن "توحمت" عليه. ياسر عبد الحي