أفادت معلومات جديدة تحصلت عليها الشروق اليومي من مصدر موثوق فيه بأن المصالح الأمنية، التي رافقت أعوان الحماية المدنية في عملية تكسير باب شقة الشقيقتين عزيزة وفهيمة، الواقعة بحي "تابريحت" ببلدية الميلية بولاية جيجل، وإنقاذهما من موت محقق، بعد أن فقدتا الوعي من شدة الجوع بسبب عدم تناولهما الطعام لأزيد من 15 يوما. حسب تصريحات عزيزة أثناء زيارتنا لها في المستشفى يوم الأحد الماضي، عثرت "المصالح الأمنية" على مبلغ 16 مليون سنتيم داخل شقتهما، ذات المصدر أضاف في تأكيداته للشروق اليومي بأن المصالح الأمنية وفي مختلف تحقيقاتها وتحرياتها التي أعقبت عملية إجلاء الشقيقتين من الشقة ونقلهما إلى مستشفى الميلية، توصلت أيضا إلى اكتشاف مبلغ مالي آخر يقدر ب 30 مليون سنتيم في الحساب البنكي للشقيقتين اللتان كادتا أن تفارقا الحياة جوعا، رغم امتلاكهما لمبلغ مالي إجمالي يقدر ب 46 مليون سنتيم، وعجزتا أيضا عن تسديد ثمن فاتورتين كهربائيتين تقدر قيمتهما الإستهلاكية، حسب تصريحات ممثل شركة سونلغاز بدائرة الميلية، ب 520 دج. هذه الحقائق الجديدة قد تجعل الرأي العام المحلي والوطني الذي أعلن تضامنه منذ اليوم الأول مع الشقيقتين "عزيزة وفهمية" بدليل زيارتهما من طرف العشرات من المواطنين بالمستشفى، ناهيك عن إيفاد مديرة النشاط الإجتماعي لممثلين عنها للإطلاع على الوضعية الصحية والإجتماعية للشقيقتين، وزيارتهما أيضا من طرف الدكتور زيغش عبد القادر رئيس المجلس الشعبي الولائي، وفوق هذا كان للإستطلاعين اللذين نشرتهما الشروق اليومي تباعا يومي الأحد والاثنين الماضيين، صداهما الكبير بعد أن اجتمع شمل عائلة "بوعلي" وتبين بأن الشقيقتين عزيزة وفهيمة وشقيقاتهن الأخريات غير مقطوعات من شجرة وأن شجرة عائلتهما ذات فروع متعددة، فقد ضج المستشفى بكل أفراد العائلة الكبيرة الذين جاؤوا من كل حدب وصوب بعد إطلاعهم على ما جاء في الشروق اليومي. ذات المصدر أكد لنا بأن عزيزة وفهيمة تتقاضيان 14 ألف دج شهريا هي عبارة عن معاش والدهما المجاهد المتوفي منذ سنوات، مع تأكيد المصدر ذاته بأن الشقيقتين لم تسحبا معاش ال 03 أشهر الأخيرة المقدر ب 42 ألف دج.. التحريات والتحقيقات كشفت نتائجها الأولية أيضا، بأن الشقيقتين برفقة الشقيقات الأخريات تقمن كل عام بجني محصول الزيتون المملوك لهن بدوار أولاد عربي ببلدية الميلية وبيع زيت الزيتون وإقتسام عائداته المالية، وهذا دون الحديث عن المفاجأة التي فاتتنا بكل صراحة أثناء زيارتنا للشقيقتين عزيزة وفهيمة والتي لم نتفطن لها إلا بعد إعادة مشاهدة الصور الفوتوغرافية التي التقطناها "للجائعتين"، فالشقيقتان عزيزة وفهيمة كانتا مزينتين بكمية من الذهب، مثلما هو واضح في صورة عزيزة البالغة من العمر 40 سنة. بالمختصر المفيد، فإن حالة الشقيقتان المتواجدتان لحد اليوم بالمستشفى من الناحية المادية ممتازة جدا، غير أن الأسئلة التي بقيت مطروحة وعجز الجميع الإجابة عنها هي، لماذا ترفض عزيزة وفهيمة تناول الطعام إلى غاية إشرافهما على الموت في أكثر من مرة، بدليل أن مستشفى الميلية استقبلهما مرتين؟ ولماذا ترفضان الأكل، رغم أن شقتهما يوم زيارتنا لها كانت مليئة بمختلف المواد الغذائية؟ وما معنى عدم سحب الشقيقتين لمنحة معاشهما لمدة ثلاثة أشهر متتالية، أهو التخلف العقلي الذي تعانيان منه؟ أم أنهما ليستا بحاجة إلى المال مادام أن السيولة المالية التي كانت بحوزتهما داخل الشقة تقدر ب 16 مليون سنتيم. ثم ما الفائدة من وجود هذا المبلغ المالي الكبير وهما معرضتان للجوع ومضربتان عن تناول الطعام؟ والأخطر من هذا حالة الشقة التي كانت تنبعث منها روائح كريهة جدا جدا، لدرجة أن الحمام تحول هو الآخر إلى مرحاض.. أسئلة سيجيب عنها الطبيب طوال عبد المالك حين معاينته وتشخيصه لحالة الشقيقتين عزيزة وفهيمة، تشخيص سيبقي باب الحديث عن هذه الحالة الفريدة مفتوحا. ياسر عبد الحي