لم يبتعد رأي الكثير من الأئمة الجزائريين الذين اتصلت بهم الشروق اليومي زواناصرل أمس الأربعاء، عن رأي مفتي الديار السعودية وشيوخ الأزهر بالنسبة للمسلسل التاريخي الذي ستبثه العديد من القنوات العربية ومنها القناة الجزائرية العمومية خلال الشهر الفضيل الذي يُجسد شخصية الخليفة الراشد الثاني عمر الفاروق رضي المولى تعالى عنه، حيث قال الشيخ محمد سعيود وهو إمام بالرغاية بالجزائر العاصمة أنه لا يجوز شرعا تجسيد صورة الأنبياء وكبار الصحابة والخلفاء الراشدين، لأنه من المستحيل أن نجد من هو في مرتبتهم في الزمن الحالي من حيث التقوى يمكنه فالذي يتقمص شخصية تعد رمزا بالنسبة للمسلمين يجب أن يكون في مستواها. وتساءل عن صاحب دور عمر بن الخطاب ومصيره بعد المسلسل لأننا قد نجده يجسد دورا آخر في فيلم عاطفي مثلا، فترسخ في أذهان المراهقين والأطفال تلك الصورة المتناقضة المزعومة للصحابي الجليل، فالممثل الذي يقوم بدور عمر بن الخطاب من المفروض أن ينقل صورة سيف العدالة الإنسانية، والرجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام الكثير من الأحاديث وسماه بالعبقري الذي لم يجد مثيلا له يفري فريه، وعندما يعود ذات الفنان لتمثيل دور ساقط يكون قد شوّه صورة الخليفة الراشد التي تجسدت في الأذهان، لأن الأئمة - كما قال الشيخ محمد سعيود -يبذلون في الوقت الحالي جهدا كبيرا لمحاربة الانسلاخ القادم من الغرب فما بالك أن يأتيهم من ممثل تقمص دورا للفاروق وأدوارا للغرام، أما الشيخ سلطان بركاني إمام بجامع ببلدية زيغود يوسف فيقول إن في الفن الإسلامي علينا أن نسأل عن الهدف من أي عمل، فإذا كان هذا الممثل سيأتي بأشياء عكسية فالأجدر توقيف العمل وعلى الهيئة الشرعية الساهرة على أي عمل أن تؤطره حتى لا ينقلب إلى عكسه ولا يبقى عملا للتجارة وتمضية الوقت في عز الشهر الفضيل، وينقل الدكتور عبد الكريم رقيق - الإمام السابق لجامع الأمير عبد القادر بقسنطينة ومفنتي المدينة-، رأيا لا يختلف إطلاقا عن كبار الأئمة ويعود للشروق اليومي إلى السيناريو المعروف في عالم الفن على أن الكثير منه مخالف للرواية الحقيقة أو القصة التاريخية الحقيقية لأن كاتب السيناريو مُجبر على تقديم الإضافات وإلغاء بعض الحقائق وبالتالي سنشاهد عملا عن عمر بن الخطاب مختلفا عما قرأناه عن سيرة هذا الرجل العظيم، معتبرا تقمص جور الخليفة الراشد ازدراء بشخصه وحطا من قيمته، وفيه نوع من الكذب، وذكر كيف كان الممثل المصري محمود ياسين يتقمص دور الأئمة الأربعة ثم نشاهده في مشاهد إباحية، معتبرا تجسيد صورة الفاروق هو جرأة قد تنقل أصحابها لجرأة أكبر لتجسيد صورة أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب ومنها نحو الأنبياء، وقال الشيخ رقيق أن الأمور قد تصل للجرأة على خاتم الأنبياء كما حدث مع الفنانين المسيحيين الذين لا يجدون حرجا في تصوير السيد المسيح، وقدم نصيحة قال إنه قدمها دائما للمؤمنين وهو الابتعاد عن مشاهدة مثل هذه الأعمال.