على بعد يومين من مباراة القمة بين ناديي نيس وباريس سان جيرمان في امتحان حقيقي للمدافع يوسف عطال، فاجأ مدرب الفريق الدول الفرنسي السابق باتريك فييرا، المتابعين للشأن الكروي الفرنسي، بإعادة الدولي الفرنسي السابق المدافع الأيمن كريستوف جاليت إلى التشكيلة الأساسية بعد تعافيه من الإصابة، وترك يوسف عطال على مقاعد الاحتياط.. وما عقّد من وضعية عطال، أن الدولي الفرنسي السابق قدّم عرضا قويا أمام المضيف نانت سهرة الثلاثاء، هدد مكانة عطال، وأكثر من ذلك فقد سجل هدفا وزنه من ذهب في مرمى المنافس نانت، ومكّن الهدف نيس من تحقيق فوز ثمين خارج الديار قفز بالنادي إلى مركز متقدم بعد سلسلة طويلة من النتائج المخيّبة. ولأن جاليت في سن الخامسة والثلاثين، فإن المدرب أخرجه في ربع الساعة الأخير ومنح الفرصة لعطال الذي واصل تألقه رغم محدودية الوقت وساهم كعادته في العمل الهجومي للفريق، ولكنه بقي موجوعا بسبب تواجد جاليت في كامل لياقته، وتاريخه الكروي الزاخر مع كل الأندية التي لعب لها وعلى رأسها باريس سان جيرمان وليون وأيضا المنتخب الفرنسي. يدرك يوسف عطال أن جاليت لم يلعب في حياته في منصب غير الدفاع الأيمن، ويدرك بأنه هو نفسه لم يلعب في منصب غيره، ويدرك أن زحزحة لاعب جزائري شاب لمكانة لاعب دولي معروف وفرنسي الجنسية، صعب ومعقد، ولكنها مغامرة أبان يوسف عطال بأنه في مستواها. يُكمل المدافع الفرنسي كريستوف جاليت في الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر القادم الخامسة والثلاثين، وهو سن متقدم لا يسمح له بالنشاط الهجومي الدائم الذي اشتهر به خاصة عند مروره بنادي ليون، ولعب جاليت خمسة مواسم كاملة في بداية مشواره الاحترافي مع باريس سان جيرمان الذي سجل له عشرة أهداف، وفي ليون قلّ معدل تهديفه وكان يسجل هدفا واحدا في كل موسم، إلى أن قرر في خريف 2017 التنقل إلى نيس، ولعب جاليت للديكة من 2012 إلى 2017، رغم أن الإصابة كانت تبعده أحيانا عن الملاعب لعدة أشهر. أما يوسف عطال فما زال في ربيعه الثاني والعشرين، وهو لاعب واعد وقد يكون منصبه الأساسي في تشكيلة جمال بلماضي قد تم حجزه بصفة نهائية، إذا ابتعدت عنه الإصابات، وسيكون باتريس فييرا في حرج في قادم المباريات بين توظيفه كأساسي أو تركه على مقاعد الاحتياط، وقد اتضح المأزق الذي وقع فيه مدرب نيس خلال مباراة نانت خارج الديار، حيث لعب جاليت 75 دقيقة سجل فيها هدفا وكان نجمها الأول، وعندما تم تعويضه في الدقيقة 75 من طرف يوسف عطال لم يتغير الأمر وكان عطال نجم ربع الساعة الأخيرة من دون منازع، ومشكلة مدرب نيس أنه لن يتمكن من توظيف اللاعبين معا لأنهما يلعبان في نفس المنصب ولا يتقنان اللعب في منصب آخر باعترافهما. المباراة المهمة التي تنتظر نيس بعد يومين ضمن الدوري الفرنسي ستكون في نيس أمام الرائد باريس سان جيرمان الفريق الذي لا يتنفس غير الانتصارات، ففي الوقت الذي يريد جاليت اللعب فيها للثأر من ناديه السابق الذي أخرجه من الباب الضيق، يحلم عطال بمواجهة كبار باريس سان جيرمان لأول مرة في حياته مثل نايمار وكفاني ومبابي ودي ماريا، وهي فرصة العمر لأجل أن يشاهده العالم بعد أن بقي تألقه في المباريات السابقة في السر والكتمان وبعيدا عن أنظار العالم. وفي حالة إزاحة عطال للنجم الفرنسي جاليت وتألقه أمام الكبير باريس سان جيرمان، فإنه من الصعب على نيس أن تحتفظ بعطال في الميركاتو الشتوي القادم، فاللاعب بطريقته الهجومية التي ذكرتنا بشعبان مرزقان وبطريقة دفاعه التي تذكرنا بلاعب تشيلسي كونتي من حيث قص الهجمات وتجريد المهاجمين من الكرة من دون ارتكاب المخالفة، يمكن أن نجزم بأن مكان اللاعب في دوري أقوى من الدوري الفرنسي، وفي فريق أقوى من نادي نيس. ب. ع