العرض الكروي الذي قدّمه المدافع الجزائري يوسف عطال مع ناديه الفرنسي نيس أمام مونبيلييه خارج الديار في الجولة السادسة من الدوري الفرنسي الممتاز، يوحي بأننا أمام أول منتوج محلي متخرج من الجزائر بإمكانه أن يلعب في أقرب الآجال لأندية قوية في أوربا، أو على الأقل مثل الأندية التي ينشط فيها جزائريو المدرسة الفرنسية مثل براهيمي ومحرز وبن طالب وغلام ووناس. قوة يوسف عطال أنه يتحمل المسئولية لوحده، ولا يهمه أن يفشل في محاولة واحدة أو اثنتين، فيقوم بالمغامرة عدة مرات، وعندما كان ناديه نيس منهزما بهدف مقابل صفر، تحمل في الشوط الثاني بالرغم من أنه مدافع، مسئولية البحث بنفسه عن هدف التعادل، فكانت اقتحاماته الهجومية أهم ما في الشوط الثاني، وأجمل ما في هذه المحاولات أن عطال كان يحاول دخول عرين المنافس عبر المراوغة وأحيانا عبر التمريرات الجميلة للنجم الإيطالي بالوتيلي ورفاقه، أو عن طريق التصويب الدقيق بالقدم اليمنى التي يلعب بها وحتى بالقدم اليسرى من خارج منطقة العمليات. مشكلة يوسف عطال أنه يتواجد مع فريق نيس الذي تراجع مستواه بشكل كبير، حيث خسر هذا الموسم على أرضه أمام ديجون برباعية نظيفة وحاول العودة للأضواء ولكن في كل مرة يقع في الأخطاء كما حدث أول أمس أمام مونبيلييه، حيث منح حارسه الأرجنتيني هدية للفريق المنافس وترك عطال ورفقاءه طوال الشوط الثاني، يجرون من أجل هدف التعادل الذي لم يحدث، وهو يتواجد في المراتب الأخيرة بسبع نقاط فقط جمعها في ست مقابلات كاملة، وهي حصيلة متواضعة لفريق يعتبر ضمن الخمسة أندية فرنسية الأكثر ثراء، حيث يضم الدولي الإيطالي بالوتيلي والمدافع البرازيلي دونتي والحارس الأرجنتيني بينيتيز، ويدربه الدولي الفرنسي الشهير باتريس فييرا، ويتواجد الفريق في مدينة كرة هادئة استهوت عددا من نجوم الكرة العالميين في السنوات الأخيرة في اللعب وفي التدريب. أكمل يوسف عطال في السابع عشر من شهر ماي الماضي سن الثانية والعشرين من العمر، وترك بلدته بوغني في سن مبكرة، لينضم لمدرسة بارادو وفي سن العشرين رفض أن يضيّع وقته في الأندية الجزائرية، حيث طار إلى بلجيكا، ولعب لنادي كورتري كمحطة عرف فيها الاحتراف الحقيقي بعيدا عن الفرق الأوروبية الثرية، قبل أن يرفع التحدي بداية الموسم الحالي، من خلال تقمصه لألوان فريق قوي نسبيا هو نيس الذي سيكون محطة للاعب وكل الذين تابعوا أداءه أول أمس أمام فريق مونبيلييه وضعوا اسمه مع أحد الأندية الفرنسية وربما الأوروبية الكبيرة، وهذا بداية من الموسم القادم. أولى الفرص السانحة التي يمنحها الدوري الفرنسي ليوسف عطال ستكون في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، عندما يلاقي باريس سان جيرمان بلاعبيه المشهورين وعلى رأسهم الظاهرة البرازيلية نيمار والظاهرة الفرنسية مبابي، وأكيد أن عطال بدأ يفكر في هذه المباراة المثيرة، التي ستكون بعد ملاقاة نيس في الجولة القادمة لنادي نانت، وقد تكون مواجهة باريس سان جيرمان فرصة العمر بالنسبة ليوسف عطال الذي لم يخطف لحد الآن عناوين الصحف الفرنسية بسبب المنصب الذي ينشط فيه، وهو الرواق الأيمن في الدفاع والفريق الذي ينشط معه. كل المؤشرات توحي بأن يوسف عطال سيكون في أقرب الآجال أحسن لاعب جزائري محترف من الإنتاج المحلي، فهو مازال في ريعان الشباب عكس سوداني وسليماني مثلا اللذان تجاوزا سن الثلاثين، ولأنه عكس سوداني الذي رفض المغامرة وبقي عدة سنوات في دوري كرواتي متواضع، بينما راهن عطال على حظوظه وتدرّج بشكل تصاعدي، ويبقى الخوف في أن يتعرض للإصابة، لأن اللاعب بسبب مغامراته في الهجوم واندفاعه يتلقى عدة إصابات حرمته بداية هذا الموسم من بعض اللقاءات الهامة، فهو إلى غاية نهاية الجولة السادسة لم يلعب أكثر من 208 دقيقة فقط. ب. ع