قال مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية الأسبق، السفير برنارد باجولي، إن استقرار الجزائر وازدهارها “أمر أساسي لفرنسا، ولمجمل القارة الإفريقية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط”، وأوضح “أن الاستقرار لا يعني الجمود، ودافع عن أحقية الحركى في التكريم والعودة إلى الجزائر”. وذكر باجولي، الذي كان سفيرا لبلاده في الجزائر بين 2006 و2008، أن تصريحاته الأخيرة بخصوص الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة والعلاقات الثنائية بينهما “تلزمه شخصيا، ولا تعني أبدا الحكومة الفرنسية”، وقال في حوار لقناة “فرنسا 24” أول أمس “اليوم أتحدث باسمي الشخصي ولا ألزم أحدا، ولا ألزم الحكومة الفرنسية بما أقوله، السفير الفرنسي في الجزائر كما أولئك الذين سبقوه فإنه يعبر عن الموقف الرسمي لفرنسا، ويتحدث باسم الحكومة الفرنسية، أما أنا فأتحدث باسمي الشخصي ولدي الحرية في التعبير عن آرائي الشخصية”. وكان سفير فرنسا الحالي بالجزائر غزافيي دريانكور، أكد أن تصريح السفير الأسبق برنارد باجولي “لا يمثل بأي حال من الأحوال الحكومة الفرنسية، ولا الرئيس الفرنسي، ولا الإدارة الفرنسية”، لافتا إلى أن ما تداولته الصحف الفرنسية تصريح “باسمه الخاص” لا يلزم غيره. وتجنب باجولي الذي تولى بعد عمله في السلك الدبلوماسي في الجزائر وروسيا والعراق وأفغانستان، منصب مدير الاستخبارات الخارجية ومنسقا للمصالح الاستخباراتية بقصر الاليزيه، الكشف عن مصادر المعلومات التي تحدث بخصوصها عن الوضع الصحي لبوتفليقة واكتفى يقول “لا أريد الدخول في التفاصيل، لاحظت أمرا واقعا ولا أود التكلم أكثر، أؤكد أن استقرار الجزائر هام بالنسبة لنا وهذا لا يعني الجمود”. وتناول باجولي في حديثه، العلاقات الثنائية بين فرنساوالجزائر، وبينها وبين المغرب، وسجل “الجزائر شريك هام بالنسبة لفرنسا وبالنسبة للمغرب، وقد تحدثت في كتابي في العلاقة الحساسة التي تجمعنا مع هذين البلدين، والذي يتطلع كل منهما إلى علاقات متميزة مع فرنسا”، وتابع “وجهة نظري الشخصية أن الوضع الأمثل حصول تقارب بين هذين البلدين وأن يتم التوافق بينهما”. ونقل باجولي عن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، أن المغرب أفشل حلا قريبا لقضية الصحراء الغربية سنة 2006، وقال في هذا الخصوص “الرئيس شيراك لما تحدث معه عن الصحراء 2006، قبل ذهابي إلى الجزائر أبدى لي هذه الملاحظة (يقصد إفشال المغرب تسوية قريبة)، ملمحا إلى مشكلة الصحراء ولا اعرف أكثر عن هذه المحاولة، ولم أكن مشاركا فيها، كما كنت في السنوات الماضية، لكن شيراك صرح أنها فشلت وأن المغرب هو من كان وراء فشلها”. وعن ملف الذاكرة، بعد خطوة الرئيس ماكرون الاعتراف بمقتل الناشط المساند للثورة الجزائرية موريس أودان سنة 1957، قال باجولي “الاعتراف من الرئيس ماكرون بمسؤولية الحكومة الفرنسية يمثل بالنسبة لي بادرة هامة وقوية أشيد بها شخصيا، ولكن من وجهة نظر جزائرية أن الاعتراف يمثل قرارا فرنسيا محضا، لأن موريس أودان مواطن فرنسي قبل كل شيء، فهي مسألة فرنسية أولا وقبل كل شيء، وهذا ما يفسر عدم وجود ردود فعل من الجزائر”. ودافع المعني عما يعتبره “حقا” للحركي بالعودة للجزائر، وأوضح “الحركى يرى فيهم الجانب الجزائري أنها مسألة تخص فرنسا، وهو ما لا يمكن نفيه، لأن الطريقة التي تخلت بها فرنسا عن الحركى الذين خدموا في صفوفها عار على فرنسا”، وأضاف “تكريم الحركى أمر مرحب بها ولا يمكن الاستغناء عنه… الجزائر تستقبل الفرنسيين الذين عاشوا في الجزائر قبل الاستقلال وأبناء المستوطنين الفرنسيين الذين يزورون فرنسا، تستقبلهم بشكل جيد، وهو ما لاحظته لما كنت في الجزائر وهو أمر اقدره جيدا، كما ما يزال فرنسيون بقوا في الجزائر بعد الاستقلال يحظون بتعامل، وبالمقابل فالجزائر لها مشكل مع الحركى ولا تريد الحديث معهم ولا عن ابناهم”، وختم “نترك الأمر للوقت، فهو قد يسمح بالتحسن شيئا فشيئا”.