من محاسن الصدف أو مساوئها، أن يتزامن موعد إقتراع 17 ماي 2007، مع المباراة الرياضية الحاسمة التي ستجمع بالأردن الوفاق السطايفي مع الفيصلي الأردني، وهو ما سيضع الإنتخابات التشريعية في الميزان، أو بتعبير آخر، فإن المترشحين لعضوية البرلمان سيجدون أنفسهم وجها لوجه مع اللاعبين، من حيث التنافس على جلب أكبر قدر ممكن من المشجعين والأنصار، فلمن ستكون الغلبة: لكرة القدم أم لصندوق الإقتراع؟. من سوء حظ 12229 مترشح يمثلون 24 حزبا و1144 قائمة حرّة، أن "الماتش" سيكون من مهام وصلاحيات السلطات الأردنية، بمعنى أن المباراة لو كانت مبرمجة بالملاعب الجزائرية، لا يستبعد أن تقتضي الحسابات الإنتخابية، اللجوء إلى إتخاذ "قرار سياسي" يقضي بتغيير توقيت مباراة العودة بين ممثل الجزائر وممثل الأردن، وفي إنتظار إحتمال "مراجعة" أجندة المباراة، عن طريق تدشين إتصالات و"مفاوضات" جزائرية أردنية، قبل أن يقع فأس الرياضة على السياسة، دخلت نسبة المشاركة في تشريعيات 17 ماي مرحلة الخطر !. التخمينات والإحتمالات المرتبطة بعزوف وبرودة مشاركة الناخبين خلال الإنتخابات البرلمانية المقبلة، مازالت ترسم ملامح وبوادر التخوف من "أضعف" نسبة مشاركة في تاريخ الإستحقاقات الوطنية، نظرا لعدة عوامل ومعطيات، من بينها ممارسات وتجاوزات وإخفاقات أغلب النواب وكذا إفلاس الأحزاب وعجزها عن التكفل بإنشغالات المواطنين والوفاء بوعودها وعهودها الإنتخابية. وقد كشفت الأيام الأولى من الحملة الإنتخابية، إنشغال الجزائريين بأمور أخرى بعيدة كل البعد عن الخطابات السياسية وتجمهرات المترشحين والأحزاب التي لا تستيقظ إلا بعودة الإنتخابات، وعليه، فإن الناخبين من الرياضيين، ومنهم الشباب والشيوخ وحتى النساء، سيجدون في مباراة وفاق سطيف وفيصل الأردن، مبررا للتغيب عن مكاتب الإقتراع، والإنشغال بالإحتمالات الرياضية فيما يتعلق بالأهداف وضربات الجزاء والخاسر والرابح، بدل الإهتمام بالتوقعات الإنتخابية والفائزين من المترشحين لنيابة البرلمان !. تزامن الإنتخابات التشريعية مع المقابلة الرياضية، ستخيف دون شك، الأحزاب والمترشحين، علما أن عدد مهم منهم، رياضي قبل أن يكون سياسي، أو هو مدمن على كرة القدم أكثر من ولعه بأصوات الناخبين، غير أن الفوز بعضوية البرلمان يبقى بالنسبة لهؤلاء بالطبع أهم وأفيد من إنتصار الوفاق السطايفي أو حتى الفريق الوطني بكأس العالم !. التقاطع المرتقب حصوله بين الإنتخابات وكرة القدم يوم 17 ماي القادم، سيكون برأي أوساط مراقبة، إختبارا حقيقيا أو مباراة بين اللاعبين السياسيين واللاعبين الرياضيين، وقد يسارع الفاشلون والخاسرون بعد إعلان نتائج الإقتراع، إلى "مسح الموس" في مقابلة وفاق سطيف وفيصل الأردن، للتهرب من المسؤولية وتغطية فضيحة الهزيمة الإنتخابية، وفي حال تفوق الرياضة على الإنتخابات، فإن السياسيين سيفقدون أسهمهم في بورصة "الهف" ويصبحون أقل "سعرا" من الرياضيين !. ستسمح مقابلة اليوم بين سطيف والفيصلي الأردني ، من جسّ النبض وقياس درجة حرارة نسبة مهمة من الناخبين الجزائريين، ومدى إهتمامهم بمثل هذه المواجهات الرياضية، وأيّ محل لإعراب الحملة الإنتخابية في هذا اليوم تحديدا، خاصة أثناء وقت المباراة؟. جمال لعلامي: [email protected]