عاد فنان الراي الجزائري، الشاب فضيل، ليلعب مُجددا على الحبلين ويرمي بالتصريحات الجُزافية والمستفزة هنا وهناك، مما جعله مؤخرا، عُرضة للانتقادات وفريسة لعدد من النُشطاء الجزائريين على "فايس بوك" الذين عادوا بالذاكرة لصاحب "تالمُو جو تام"، حين غنى بمنطقة "العيون" المحتلة من طرف المغرب. وانهالوا عليه بالتعليقات الساخرة. خرج الشاب فضيل، الذي شارك مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان الراي بوجدة في طبعته السادسة، بتصريح اعتبره الكثيرون بمثابة استفزاز حين قال إن مدينة وجدة باتت "مرجعا" فنيا في أغنية الراي. مُتجاهلا بذلك مما حذرت منه جهات فنية كثيرة ومسؤولة في الجزائر، سبق لها واتهمت الجهة المنظمة للمهرجان، ممثلة في جمعية "فنون وجدة"، بمُحاولة الترويج لفكرة أن موسيقى الراي مغربية. حيث ظهر ذلك جليا من خلال تصريحات عدد من الفنانين المغاربة، وهذا بالرغم من أن الغطاء الذي يُنظم تحت مظلته مهرجان وجدة للراي كل عام هو "خلق لقاء فني وثقافي يحيي أنغام وإيقاعات الراي التي تجمع تراث المغاربة والجزائريين". رغم أن فضيل معروف أنه يشترط مبالغ ضخمة نظير غنائه في الجزائر التي تُعد بلده الأصلي. وقال فضيل خلال ندوة صحافية قبيل حفله، إن مهرجان وجدة للراي، صار موعدا فنيا "لا غنى عنه"، مؤكدا أن ما يربطه بوجدة أعمق من كل التفاصيل المالية، مُضيفا "إنه منبع فخر بالنسبة إليّ، إذ يمكن أن آتي إلى وجدة بدون مقابل. فلا علاقة للمسائل المالية مع ارتباطي بالمدينة، فأنا مغربي بالقلب". واعتبر الفنان الجزائري- سليل مدينة تلمسان في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء- أن فن "الركادة" يمكن أن يسير على خطى فن الراي، وينتشر في العالم بأسره. إذا عرف كيف ينفتح على معطيات العصر الحديث المرتبطة بالتجديد الموسيقي والتمويل والتسويق. وفي سياق متصل- قال الشاب فضيل إنه وظف إيقاعات العلاوي (رقصة فلكلورية تؤدى خلال الأعراس والحفلات الجماعية بالجهة الشرقية للمغرب) والركادة في مجموعة من أغانيه- ما يؤشر على انفتاح موسيقاه على الألوان الفنية المستوحاة من التراث الوجدي والتلمساني في الآن ذاته على حد قوله.