أكدت الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي، تلقيها رسالة من وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، طلب طلب فيها "اتخاذ التدابير اللازمة من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في أقرب الآجال". وذكر بيان لأمانة الاتحاد المغاربي، أنها "تولت إعلام جميع الدول المغاربية الخمس بفحوى الرسالة الواردة عليها من الجزائر في ذات اليوم الذي اتصلت فيه بها". وجاء في البيان أن الأمانة العامة للاتحاد تثمن "الطلب الجزائري، خصوصا أنه يأتي في سياق نتائج القمة الاستثنائية الحادية عشرة التي عقدت يومي 17-18 نوفمبر الجاري في أديس أبابا (اثيوبيا) حول موضوع الإصلاح المؤسساتي للمنظمة والتي ركزت بشكل لافت على دور المجموعات الإقليمية الاقتصادية في الاندماج القاري، وأولت أدوارا هامة في إطار الرؤية الجديدة لعمل الاتحاد الإفريقي وتسييره ومستقبله". وأضاف البيان أن "الأمانة العامة التي عمقت في السنتين الأخيرتين انتماءها الإفريقي باعتبارها تمثل إحدى المجموعات الثماني التي يقوم عليها الاتحاد الافريقي ويعتبرها ركائزه الأساسية، تثمن ربط الجزائر الاستحقاقات المغاربية بالاستحقاقات الإفريقية، حيث تؤكد رسالة معالي وزير الخارجية الجزائرية "أن اتحاد المغرب العربي يبقى المجموعة الجهوية الأقل اندماجا على الصعيد الإفريقي" – حسب البيان-. وأعربت الأمانة العامة التي ما انفكت تسعى لعقد الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية منذ أكثر من سنة، عن أملها في "أن يستجيب الجميع للدعوة المتجددة لعقد المجلس الوزاري في انتظار عقد القمة السابعة". وفي السياق ذاته، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الموريتانية بيانا أعربت فيه عن رغبة موريتانيا واستعدادها لاستضافة الاجتماع، في "أقرب الآجال". وأكدت موريتانيا في البيان تمسكها باتحاد المغرب العربي باعتباره "إطارا لتعزيز أواصر الأخوة وأداة لتحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي بين الأشقاء في عالم تفرض التكتلات نفسها فيه كصيغة لا بديل عنها لمواجهة التحديات". وأعلنت دعمها لكل المبادرات "التي من شأنها الإسهام في تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي سعيا إلى تحقيق تطلعات أبنائه". يذكر أن مهمة مجلس وزراء الخارجية تتلخص حسب ميثاق الاتحاد في التحضير لدورات مجلس الرئاسة والنظر في اقتراحات لجنة المتابعة واللجان الوزارية المتخصصة وتنسيق السياسات والمواقف في المنظمات الإقليمية والدولية. ويشترط حضور جميع الأعضاء لصحة عقد دورته العادية الاستثنائية بدعوة من الرئاسة أو بناء على طلب أحد الأعضاء. وجاءت دعوة وزير الخارجية، القادر مساهل، لانعقاد اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد، بعد مرور أسبوعين تقريبا على دعوة الملك محمد السادس الجزائر للحوار بهدف تجاوز الخلافات السياسية بين البلدين. وتأسس الاتحاد المغاربي عام 1989، ويضم كلا من الجزائر وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا.إلا أن خلافات بينية، خصوصا بين الجزائر والرباط، تسببت بتجميد عمل المنظمة الإقليمية، إذ لم تعقد أي قمة على مستوى القادة منذ 1994.