في ظل المخاطر التي تواجهها بلدانه ** يبدو أن الأوضاع الإقليمية المشتعلة والتحديات الخطيرة التي تواجهها بلدان المغرب العربي قد جعلت مسؤولين فيها يدركون حتمية التعاون والتكتل على أمل التصدي للمخاطر وتقليل حدة المصائب التي تواجهها كل دولة منفردة وهو ما من شأنه التعجيل بعملية إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي الذي بات مجرد اسم وهيكل بلا روح.. وأفاد موقع هسبريس المغربي الشهير بأن أمانة الاتحاد المغاربي تواصل السعي إلى عقد قمة لهذا الاتحاد الذي يضم المغرب والجزائروتونس وليبيا وموريتانيا في انتظار تسوية قضية الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب وهي قضية موجودة بين يدي الأممالمتحدة على الرغم من ضياع حلم الاندماج الإقليمي . ولفت الموقع في هذا الصدد إلى أن اتحاد المغرب العربي يعاني من عدم تفعيل هياكله وضياع حلم الإندماج بسبب الخلافات السياسية. وكان الأمين العام اتحاد المغرب العربي الطيب البكوش قد أجرى على هامش الدورة التاسعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية في السعودية مباحثات مع محمد الطاهر سيالة وزير خارجية ليبيا تطرقت إلى إمكانية عقد القمة الرئاسية المغاربية السابعة. كما التقى البكوش في 18 فيفري الماضي برئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج ودعا حينها ليبيا باعتبارها تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد إلى المبادرة بعقد القمة السابعة لاتحاد المغرب العربي لإعطائه دفعا جديدا . وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة للاتحاد المغاربي ومقرها المغرب أن لقاءات عقدت مع المسؤولين الليبيين خلال قمة الظهران في السعودية بهدف بحث إمكانات عقد قمة رؤساء الاتحاد المغاربي . للإشارة فإن تأسيس الاتحاد المغاربي خلال قمة في مدينة مراكش مرت عليه قرابة ثلاثة عقود إلا أن خلافات بين الدول الأعضاء وخاصة المغرب والجزائر حالت دون تحقيق أهدافه وتسببت في ضياع الكثير من الفرص لا سيما في الجانب الاقتصادي. وكان آخر اجتماع لمجلس الاتحاد الرئاسي قد عقد عام 1994 في تونس وكان مقرراً أن ينعقد سنة 2003 في الجزائر لكن لم يتم في حين أن مجلس وزراء الخارجية يعقد اجتماعه كل سنة. وللاتحاد المغاربي عدة مشاريع طموحة متوقفة من بينها القطار السريع و البروتوكولات المرفقة بمشروع اتفاقية إقامة منطقة للتبادل الحر بين دول الاتحاد المتعلقة بالتقييم الجمركي ونظام تسوية النزاعات وقواعد المنشأ . الاتحاد المغاربي أعلن عن قيامه عام 1989 بمدينة مراكش ويضم مؤسسات اتحادية توجد كل واحد منها في دولة وهي الأمانة العامة ومجلس الشورى والهيئة القضائية والأكاديمية المغاربية والمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية وجامعة المغرب العربي. وفي حين يعيش الاتحاد المغاربي جمودا طويلا تضيع معه العديد من الفرص الاقتصادية والأمنية طلب المغرب وموريتانيا وتونس مؤخراً الانضمام إلى تجمع دول غرب إفريقيا وهو من التجمعات الاقتصادية الناجحة في القارة الإفريقية. ويعتقد عدد من المراقبين أن اتفاقاً مغربياً جزائرياً من شأنه أن يُنجح الاتحاد المغاربي عبر تسوية الملفات الخلافية من أجل تحقيق التنمية المنشودة ورفع مستوى النمو الاقتصادي لدول المنطقة عبر تحقيق التكامل بين اقتصادات الدول خصوصاً بين المغرب والجزائر .