وجهت محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء في العاصمة، الثلاثاء، تهمة القتل العمدي إلى شاب يبلغ 34 سنة من العمر، راح ضحيته شرطي في العقد الرابع من العمر، حين قام بقتله بطريقة بشعة ودهسه عمدا ثم جره إلى مسافة طويلة، فقط لأنه أمره بالامتثال للقانون خلال ارتكابه مخالفة على مستوى سكة الترامواي. واستنادا إلى جلسة محاكمة المتهم، تعود وقائع الملف إلى منتصف شهر أكتوبر 2017، وبالتحديد على مستوى محور الدوران بحي ميموني ببرج الكيفان شرق العاصمة، انطلقت مناوشة بين الضحية والمتهم لدى قيام الأخير بالمرور وتجاوز السكة المخصصة للترامواي بسبب الازدحام وهو يسير بسرعة فائقة، غير أنه رفض التوقف وواصل طريقه رغم نداءات الشرطي نظرا إلى خطورة المسلك على السيارات والراجلين، ولم يكتف المتهم بذلك بل تعمد دهس الضحية بواسطة سيارته وجره إلى مسافة 30 مترا إلى غاية توقف محركها، وتدخل المواطنون خلال وقوع الحادثة لمحاولة إسعاف الشرطي وإخراجه من تحت السيارة وهو في حالة يرثى لها، ونقله إلى مستشفى سليم زميرلي، وهناك فارق الحياة بسبب إصابته بجروح خطيرة ونزيف داخلي حاد حسب تقرير الطب الشرعي لدى تشريح الجثة. وتوصلت مصالح الأمن إلى المتهم بعد فراره، انطلاقا من رقم السيارة الذي تحصلت عليه عن طريق مواطنين كانوا بالمكان لحظة الحادث، كما تم استرجاع تسجيل لكاميرات المراقبة بالمكان، وباشرت الشرطة تحرياتها في الملف لاستغلال كافة المعلومات المتوفرة حول الجاني. وخلال توقيفه والتحقيق معه تبين أنه كان يقود دون رخصة السياقة التي سحبت منه قبل الحادث، وأيضا من دون شهادة التأمين، وهو ما دفعه إلى الفرار حتى لا يلقى القبض عليه، وعلى أساس ذلك أحيل على محكمة الجنايات بتهمة القتل العمدي وجنحة رفض الامتثال وعدم الوقف وانعدام شهادة التأمين، ولدى مثوله أمس أنكر نيته في القتل ولمح إلى أن استعماله المسلك الخاص بالسكة كان دون قصد، لفقدانه التركيز بعد تلقيه مكالمة هاتفية تخبره عن تدهور صحة ابنه المريض بالمستشفى، لتدينه المحكمة بعد المداولات بعقوبة 15 سنة سجنا نافذا.