ردّت التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، بنبرة حادة على ما اعتبرته تصريحات "استفزازية " لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد الله غلام الله، إلى درجة خيّرته بين نشر اعتذار مكتوب وإلاّ سيقاطع الأئمة جميع أنشطة المجلس الإسلامي الأعلى. أخذت التصريحات الأخيرة، لوزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق، عبد الله غلام الله، والتي جاء فيها أن الإمامة ليست مصدرا للثراء، معتبرا أن الإمام يجب أن يكون مستعدا للعمل حتى دون راتب، وأن حالة الإمام اليوم أحسن من عدة قطاعات… منحنيات خطيرة، حيث استنكر الأئمة ما اعتبروه تصريحات "استفزازية وغريبة " من رجل أدرى من غيره بمشاكل القطاع. وفي هذا الصدد، أبدى المنسق الوطني للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي، في اتصال مع "الشروق"، الاثنين، غضبه وغضب جميع الأئمة، من تصريحات غلام الله، وقال في رسالة موجهة للأخير "إن موظفي قطاع الشؤون الدينية يعانون، فأعلى مرتب لهم لا يكفي احتياجات أسبوع واحد، في ظل غلاء المعيشة"، وأضاف "الأئمة وموظفو القطاع يتخبطون في مشكل السكن ومتممات الحياة الضرورية… فمهنتنا لا نهدف من ورائها إلى خلق ثروة كما ادّعيتم، بل نسعى للعيش الكريم الذي يضمن رفعة أهل الله وأهل القرآن"، موجها سؤالا لغلام الله: "هل تريدنا أن نلجأ للناس طلبا للعيش الكريم؟". وكان الأحرى برئيس المجلس الإسلامي الأعلى -حسب تعبير حجيمي- أن لا يخرج بتصريحات كهذه وأن يلتزم الحياد، في وقت مشحون ومكهرب في قطاع الشؤون الدينية، وكأنه يصب الزيت على النار"، ليذكره قائلا "لن نتراجع ونحن على أهبة الاستعداد للمطالبة بحقوقنا وحتى الخروج إلى الشارع لو اقتضى الأمر". واعتبر حجيمي، أن غلام الله كان إماما وشيخ زاوية وهو أدرى برواتب موظفي القطاع المتدنية، وأردف مخاطبا غلام الله "اترك ما تأخذه من رواتب كرئيس مجلس وزير سابق، وعش كبقية الأئمة…"، ليذكره بالقول "بعض مشاكل القطاع نتجت في عهدك، ومنها قانون 2008 الذي ظلمنا، ولم تقف موقفا جادا في إصلاح الأمور، ومع ذلك وقفنا معك وكنا نقدرك ونحترمك..". وختم حجيمي، رسالته بمطالبة غلام الله باعتذار عما بدر منه "لأنه جانب الصواب وأضرّ نفسه أكثر مما نفعها "، مؤكدا أن الأئمة يفكرون في مقاطعة جميع أنشطة المجلس الإسلامي الأعلى، مادام غلام الله على رأسه "بعدما أثار مشاعر موظفي القطاع". وذكر منسق الأئمة، بأنهم متمسكون بمطالبهم، و"سيأخذون حقوقهم بأيديهم حسبما تمليه قوانين الجمهورية"، حسب تعبيره، في ظل تراصّ الصفوف والتضامن الكبير بين موظفي القطاع. إلى ذلك، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، منذ صدور تصريحات غلام الله بتعليقات مهاجمة ومنتقدة، لدرجة طالب البعض ساخرا بإغلاق مبنى المجلس الإسلامي الأعلى، في حال لم يعتذر رئيسه. وليست المرة الأولى التي يُوجه فيها غلام الله سهام الانتقاد للأئمة، من منبر المجلس الإسلامي الأعلى، إذ سبق له انتقاد تدخل الأئمة في الوساطة بين وزارة التربية والنقابات المضربة مطلع السنة الجارية.