أنستغرام، تويتر، فايسبوك، سناب شات وغيرها هي مواقع اجتماعية وضعها أصحابها للتواصل وللعمل، لكن عندنا لها مآرب أخرى، فهي منصة مهمة للرياء الاجتماعي والعيش في الخيال. فالمتجول عبر هذه المنصات ينبهر بالكم الهائل من صور الجزائريين المنشورة، التي توثّق كل شيء: أكل، شراب، فسحات، مأدبات إفطار في أرقى المحلات، جولات سياحية، أعمال خير، وحتى زيارة بيت الله وغيرها، وما أكثر الصور الملتقطة للمباهاة بالدرجة الأولى، أصحابها لا يتوانون على مقاسمتها في كل وقت، الأمر الذي جعلنا نتقرب من بعض رواد هذه المواقع وسؤالهم عما يحدث فعلا. أحب تقاسم يومياتي مع أحبائي يعتبر الشاب"ريان"19 سنة، الأمر عاديا:"هو تصرف عادي، فأنا أحب تقاسم يومياتي مع أحبائي، فأين العيب إن نشرت صورا لي وأنا أمارس مختلف نشاطاتي من دراسة ورياضة ورحلات، فكلها يوميات نتقاسمها على الأنستغرام ولست الوحيد". أحب توثيق المناسبات ولا يختلف رأي"هبة"عنهكثيرا إذ تقول:"هناك مناسبات لا تتكرر إلا نادرا، لهذا أحب توثيقها، مثل خرجاتنا العائلية وأفراحنا، وتقاسمي لوجبات الطعام مع صديقاتي، أو حينما أشتري شيئا جديدا، ولا عيب في هذا، أحب تفاعل الناس مع ما أنشر". يأكلون العدس واللوبيا وينشرون صور "الستاك" و"السكالوب" وفي ذات السياق، فتح الشاب"عدلان"25 سنة النار على بعض رواد التواصل الاجتماعي، موضحا أن حياتهم الحقيقية تختلف اختلافا كبيرا عما يتم نشره:"كثير من رواد هذه المواقع مثلنا، أيامهم تمر متثاقلة، أيام يحصلون فيها الطعام وأخرى لا، هم مثلنا يأكلون اللوبيا والعدس والكسكسي باللبن، لكنهم لا ينشرون شيئا من هذا، إنما ينشرون صور طعامهم في مرة أو اثنتين ويقولون"لحم" و"ستاك" ووو حقيقة الجوعان يبقى دائما جوعان..هم لا يجرؤون على نشر حياتهم الحقيقية، وهذا نوع من أنواع الرياء، أن تحاول الظهور بغير مظهرك لجذب الانتباه". يسرقون صور الغير وينشرونها على صفحاتهم تعدد"حنان"حالات لبعض النشطاء والنشطات على هذه المواقع، لأشخاص يقومون بسرقة صور التقطها أشخاص آخرون وينشرونها على صفحاتهم للمباهاة والرياء:"هناك مهازل داخل مجتمعنا، تصوروا وجود أشخاص يقومون بسرقة صور وحياة ومنازل لأشخاص آخرين وينشرونها على صفحاتهم دون خجل، لا لشيء إلا للتباهي ولنقل حياة هي ليست حياتهم أساسا". رأي علم الاجتماع: "هذا نوع من الرياء الاجتماعي، أن تلتقط صورا لنفسك وتنقل إلى الناس حياة هي ليست حياتك أو تحاول الظهور بمظهر الشخص المترَف الذي يعيش في رفاهية مطلقة، وهذا أمر غير معقول. نتيجة مركبات النقص والشعور بالحرمان ومحاولة مجاراة ومواكبة العالم من حولهم يختلقون لأنفسهم حياة افتراضية".