تسجل الجزائر سنويا العديد من الحالات لمواليد توائم يولدون ملتصقين حيث تحول أغلب العمليات للعلاج في الخارج بينما يموت قرابة 60 بالمائة من المواليد بسبب غياب التكفل بهذه الحالات في المستشفيات الجزائرية، وتلجأ أغلب العائلات إلى طلب مساعدة المحسنين من أجل إنقاذ مواليدها بعمليات جراحية في الخارج.. وفي هذا الإطار، أكد البروفسور مصطفى خياطي أن الولادات التي يولد فيها التوائم ملتصقين هي ولادات نادرة ومعقدة للغاية وتختلف من حالة إلى أخرى، وتكمن الخطورة في وجود عضو واحد يشترك فيه الطفلان على غرار القلب أو الرأس وهنا تكون عملية الفصل مستحيلة حتى في أمريكا. وبالنسبة للحالات التي يستقل فيها كل مولود بأعضائه تكون سهلة نوعا ما على غرار ما سجله مستشفى حسن بادي الثلاثاء والذي أنهى معاناة المواليد الملتصقين، حيث كللت العملية الجراحية التي قام بها الفريق الطبي المتخصص للمؤسسة الاستشفائية الجامعية حسان بادي الثلاثاء لفصل توأم سيامي يبلغ من العمر أربعة أشهر بنجاح حسب ما علم من الطاقم الطبي للمؤسسة. وأكد الأستاذ نصرالدين جيجلي، رئيس مصلحة جراحة الأطفال لذات المؤسسة أن التوأم السيامي (ذكور) ولد بمدينة بوسعادة ولاية المسيلة بعد خضوع الأم لعملية قيصرية وكان يتمتع بصحة جيدة وقد تم تحويله إلى مستشفى بلفور لإجراء الفحوصات الأولية لبرمجته للعملية الجراحية الأولى من نوعها بالجزائر لفصله عن بعضه البعض بعد بلوغه سن الأربعة اشهر، لأنه " لا يمكن -حسبه- القيام بها قبل هذا السن". وعبر ذات المختص عن ارتياحه لنجاح هذه العملية الجراحية بالرغم من أن التوأم كان ملتصقا على مستوى الصدر والبطن ولكل واحد منهما أعضاءه الخاصة باستثناء الكبد، إلا أن ذلك -كما اضاف- "لم يعق العملية الجراحية التي استغرقت أكثر من ست ساعات كاملة". وذكر بأن أم التوأم تتمتع بصحة جيدة وسبق لها أن انجبت أطفالا، وقد تم الكشف عن الطفلين الملتصقين ببطنها عن طريق الفحوصات الطبية بإيكوغرافيا، مرجعا هذا "التشوه النادر من نوعه إلى عوامل جينية بحتة". وأوضح الأستاذ جيجلي أن الطفلين يخضعان في الوقت الراهن للمتابعة الطبية وسيغادران المؤسسة الإستشفائية في مدة تتراوح بين 8 إلى 10 أيام. ق.م