تستدعي حالة الطفلتين زكاة وسلسبيل من ولاية ميلة، وهما توأم ملتصق على مستوى الرأس، التدخل السريع بعملية جراحية في الخارج من أجل التخفيف من معاناة دامت لأكثر من خمس سنوات في حالة مرضية نادرة. وتعتبر حالة الطفلتين حالة نادرة غير أنها ليست الأولى في الجزائر، حيث ولد التوأم زكاة وسلسبيل، توأم سيامي ملتصق بالرأس، في 21 أكتوبر 2008، وتحتاجان إلى عملية جراحية طارئة لفصلهما، وهي عملية دقيقة تتطلب توفر طاقم طبي وعتاد خاص لا يتوفر في الجزائر. وبين مطرقة هذا الأخير وسندان نقلهما للخارج لإجراء العملية التي تكلف 11 مليار سنيتم وإنقاذ حياة التوأم، تبدأ رحلة المعاناة والألم لعائلة أمقران ببلدية وادي العثمانية. وفي ذات السياق، أفاد والد التوأمين عيسى أمقران، أنه بالرغم من ان التوأمين تتمتعان بالتفكير كل واحدة منهما على حدة، إلا أنهما تشتركان في الدورة الدموية حيث أن هناك دورة واحدة تذهب إلى القلب، وأضاف والد البنتين ان العائلة عانت الكثير من وضعية الطفلتين حيث تم نقلهما سنة 2010 إلى المستشفى وتم فحصهما وبعد طول انتظار، لم يحدث أي شيء وبعد مرور سنة، تم القيام بنفس الشيء وواجهت العائلة نفس المعاناة مما أدى بها إلى اليأس من شفائهما. بعد ذلك، حوّلت قضية التوأمين إلى عنوان فايس بوكي وإعلامي كبير، خاصة بعد نجاح عمليات من هذا النوع لتوأم سوداني في بريطانيا، فقد قام بهذه المبادرة شباب ناشط في الفايس بوك ، شارك فيها المجتمع المدني تتقدمهم جمعية ناس الخير وإعلاميون ومسؤولون من ولاية ميلة وعلى رأسهم والي الولاية، عبد الرحمن كاديد، الذي ساهم، وبشكل كبير، في إيصال صوت التوأم إلى أعلى السلطات بالبلاد. وقد كان والي ولاية ميلة قد تنقل لمرات كثيرة إلى بيت الوالدين للإطلاع على حالتهما، وقام بإعانتهما في أول الأمر ووعد آنذاك بتكفل الدولة الجزائرية بهما، حيث قام بتقديم مبادرة أولية هي عبارة عن هبة بمبلغ يقدر ب20 مليون سنيتم والذي تم تخصيصه للتكفل بالأغراض الخاصة بالتوأمين سيما الحفاظات وبعض الأدوية وفي تنقلاتهما إلى العاصمة لإجراء التحاليل وكل ما يتعلق بالعملية الجراحية المفترض أن تكون في مستشفى بفرنسا. بعد كل هذه المجهودات وعملية الأخذ والرد، هل استسلم المبادرون بقضية التوأم السيامي زكاة وسلسبيل وبعد 5 سنوات ونصف من الألم والعذاب، يتحول أنين التوأم السيامي زكاة وسلسبيل إلى صرخة طفلتين أملهما في الحياة العيش كباقي أطفال العالم.