تمكن في حدود الساعة الرابعة صباحا، طاقم باخرة تجارية ليبيرية من إنقاذ تسعة حراقة ينحدرون من ولاية وهران، فجر الخميس، بينهم ثلاثة أطفال من الجنسين، وهم بنتان في عامهما الثاني، وطفل يبلغ من العمر 11 سنة، إلى جانب ستة رجال، تتراوح أعمارهم ما بين 19و39 سنة، عثر عليهم يصارعون الموت بين معترك الأمواج على بعد 70 ميلا بعرض البحر المتوسط، حيث وجد خمسة منهم متأثرين بحروق متفاوتة الخطورة، وتم إسعافهم وتقديمهم إلى حراس السواحل بميناء تنس الذين سارعوا لتحويلهم على جناح السرعة إلى غرفة الإنعاش بمستشفى زيغوت يوسف بالشلف. وبحسب بعض أهالي الضحايا للشروق، الذين غص بهم المستشفى بعد إبلاغهم بالأمر من قبل وحدات حراس السواحل، من بينهم عبد القادر ولد الهواري (39 سنة) وأب لطفلين، الذي أنقذ طفلة، إلى جانب زميله الذي كان هو الآخر في نجدة الطفلة الثانية والطفلة الثالثة أمام مشهد غرق والديها، الذي قال له إنه لن ينساه طوال حياته، فإن الحادثة بدأت عندما أقلع 29 حراقا، بينهم نساء برفقة أطفالهن، على متن قارب، قبل منتصف الليل، من أحد شواطئ مدينة وهران، منذ أربعة أيام، لكن رحلتهم توقفت في عرض السواحل، وعلى مشارف أضواء مدن الضفة المقابلة بإسبانيا، بسبب تعطل القارب وانقلابه، ثم اندلاع ألسنة النيران التي امتدت إلى برميل البنزين الذي كان يطفو فوق الماء، ثم انتشرت إلى كامل القارب، الأمر الذي دفع بالركاب للقفز بسرعة في عرض البحر، في محاولة منهم للإفلات بجلودهم من الحريق. ولحسن الحظ، فقد تمكن تسعة منهم من الإمساك بقطع من مطاط الزورق والدلاء لعدة ساعات قبل ظهور الباخرة الليبيرية، ليقوموا بالتلويح لها والاستنجاد بطاقمها، لكن طاقمها رفض إنقاذهم، وتبخرت أحلامهم في الإنقاذ، وبعد نحو نصف ساعة عادت إليهم، ليمد طاقمها يد المساعدة، حيث قام بإجلائهم وإسعافهم ثم تسليمهم لحراس السواحل بميناء تنس، فيما لا يزال 20 حراقا، بينهم نساء وأطفال في عداد المفقودين، منهم من تفحمت جثثهم، في انتظار أن تلفظهم أمواج البحر إلى عرض السواحل.