تواصلت الجمعة، ولليوم الرابع على التوالي عملية إخراج الشاب محجوبي العياشي صاحب 26 ربيعا الذي سقط داخل بئر ارتوازي في أم الشمل ببلدية الحوامد جنوبالمسيلة ظهيرة الثلاثاء. وهي الحادثة التي تحولت في ظرف وجيز إلى قضية رأي عام وطني، حركت مشاعر ملايين الجزائريين، ودغدغت عواطفهم بعد تواتر خبر سقوطه منذ الثلاثاء الماضي إلى ما بعد صلاة الجمعة، ما تسبب في اعلان حالة استنفار من قبل رجال الحماية المدنية الذين سخروا كل الإمكانيات البشرية والمادية من أجل البحث عن الشاب عياش، فيما جند أصحاب المقاولات آلياتهم وسط هبة تضامنية واسعة من قبل سكان المنطقة ومن مواطنين قدموا من مختلف مناطق الولاية، تداولوا صور وفيديوهات عملية الحفر والبحث وامتصاص كميات من المياه التي أعاقت نسبيا الجهود المبذولة من قبل أعوان الحماية المدنية. وخلفت الحادثة، استياء عارما لدى الرأي العام، الذي أعاب على الجهات المختصة، عدم الزج بإمكانيات أكبر لإنقاذ حياة الشاب، فرغم جهود الحماية المدنية، التي كانت محل إشادة شعبية، فإنها كانت جهودا غير كافية، كون عملية إنقاذ مثل هذه تتطلب وسائل اكبر، وإنشاء خلية أزمة تسخر إمكانيات كل القطاعات، الأمر الذي لم يحصل، حتى أن بعض المتطوعين يستخدمون وسائل يدوية بسيطة مثل المعاول! وذكرت مصالح الحماية المدنية، بأن الإتصال مع الشاب عياش الذي عثر عليه أطفال بعد سماع صراخ وأنين من أسفل بئر عمقها يتعدى 30 مترا، مع قطر لا يتجاوز 40 سنتيمترا، وحسب ما استقته "الشروق اليومي" من مواطنين وأعوان الحماية المدنية، فإن آخر ما تلفظ به العياشي إلى غاية منتصف الأربعاء، لم يتجاوز المناداة ومناشدة والدته وشقيقه بتقديم يد المساعدة له وإنقاذه من هذه المأساة الحقيقية، موجها نداء استغاثة وأمل "يا مّا يا مّا.. يا خويا.. أنقذوني أنقذوني أخرجوني يا يما يا خويا". وغيرها من العبارات التي كانت تخرج من الأنبوب الحديدي في باطن الأرض، ومن ثم انقطعت إشارات الحياة وهو ما أدى إلى تضاؤل حظوظ بقائه على قيد الحياة. و لم تتوقف عمليات البحث والحفر من قبل رجال الحماية و المواطنين الذين قضوا ليال بيضاء و إبعاد أكوام من الأتربة والردوم و قطع الأنبوب الحديدي على مراحل. بعض الشباب منأجل الولوج إلى البئر والمغامرة بحياتهم في سبيل محاولة اخراج الشاب العالق، إلا أن طلبهم ورغبتهم قوبلت بالرفض حرصا على حياتهم.