استنكرت التنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، ما اعتبرته تصريحات "متناقضة وغير جدية" لوزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى… ففي وقت يدعو الأخير لحوار بدون "قيد أو شرط"، أكد في تصريحات إعلامية جديدة، "خجله" من رفع مطالب الأئمة الى الحكومة، خاصة ما تعلق بشق الأجور وتحسين وضعية الإمام الاجتماعية. لا يزال الشّد والجذب قائما بين وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى وتنسيقية الأئمة، حيث أثارت آخر خرجة إعلامية للوزير وما حملته من تصريحات جديدة، حفيظة الأئمة، وجعلتهم لا يعقدون آمالا كبيرة على حوارهم المقبل مع الوصاية. في هذا الصّدد، استغرب المنسق الوطني للأئمة، جلول حجيمي في اتصال مع "الشروق"، الثلاثاء، لما وصفه "تناقض" تصريحات الوزير عيسى وتغيير مواقفه "أكثر من مرة"، حيث قال "الوزير دعانا لحوار دون شرط أو قيد ونحن قبلناه، فلماذا يقول اليوم بأنه يخجل من رفع مطالبنا للحكومة، وأن مطلب رفع الأجور وتعديل القانون الأساسي ليس من صلاحياته، وكأننا به يريد تحويل مسار الحوار أو اجتزاءه". وأردف "كان الأولى بالوزير أن يخجل من وضعية الإمام الاجتماعية المتدهورة، ومن التعدي الجسدي الذي يتعرض له يوميا..". وأكد حجيمي بأنهم لا يقبلون أي حوار بشروط، ومع ذلك ستجلس التنسيقية إلى طاولة الحوار "لإقامة الحجة على الوصاية، لأن الحوار وسيلة حضارية للتفاوض بدون إقصاء، ونحن نريد حوارا بناء وهادفا وبمحاضر مكتوبة" على حد قوله، معتبرا أن تصريحات الوزير "المتناقضة" ستوسع الهوة بينه وبين الائمة وتقلل من عامل الثّقة بينهم، متسائلا "إذا كان الوزير لا يستطيع فعلا مناقشة مطلب زيادة الأجور، فلماذا صرّح منذ سنتين أو أكثر برفع أجور الأئمة بين 40 و60 بالمائة، وبتعديل القانون الأساسي". وواجه المتحدث الوزير بالقول "إذا كنت غير قادر على رفع مطالبنا، فاتركنا نتفاوض مباشرة مع الحكومة والرئاسة المطلعتين على مطالبنا، فالرئاسة ردت علينا في وقت يغلق علينا الوزير الأبواب". وتتخوف التنسيقية مما وصفته "تماطل" الوزير في الجلوس لطاولة الحوار، "رغم جاهزية القواعد منذ شهر ونصف"، وبالمقابل يرسل الوزير تعليمات للمديريات الولائية لمباشرة مفاوضات مع القواعد، وهو ما أتى بنتائج عكسية للوزارة، على حد قول حجيمي، متهما الوصاية ب"خلق حالة انسداد منذ سنة ونصف". وفي موضوع آخر، استنكر حجيمي إصرار المسؤول الأول على وزارة الشؤون الدينية إدراج مصطلح "العمائم البيضاء" في تصريحاته، معتبرا السلوك "استغلال وتوظيف في غير محله"، حيث قال "العمامة البيضاء كان يرتديها رسولنا عليه الصلاة والسلام ودعا إلى ارتدائها، ونحن نرتديها جنوحا منا إلى السلم والحفاظ على استقرار الجزائر، وإذا أردت تأليب السلطات علينا فتلك حيلة لن تفلح فيها"، متهما الوزارة بمحاولة تسييس مطالب التنسيقية، وحسب تعبير حجيمي "نحن لا نميل إلي أي جهة سياسية، وليس لنا أي أجندة… فكفاكم تخويفا منا".