خلت القائمة الأخيرة الخاصة بالمتنافسين على جائزة أحسن لاعب إفريقي من أي اسم جزائري، وهذا بعدما تواجد محرز وبراهيمي وبلايلي في قائمة 25، ثم محرز في قائمة ال10، لتكون قائمة الثلاثة منحصرة في كل من المصري صلاح والغابوني أوبياميونغ والسنغالي ساديو ماني، ما يطرح الكثير من التساؤلات حول أسباب وخلفيات غياب نجوم "الخضر" عن السباق النهائي للتتويج بلقب أحسن لاعب إفريقي. يجمع الكثير من المتتبعين بأن غياب نجوم "الخضر" عن سباق التتويج بذهبية أحسن لاعب إفريقي مجرد تحصيل حاصل، انطلاقا من المسار الذي ميزهم خلال العام 2018، وفي مقدمة ذلك التأثيرات الواضحة التي خلفها غياب المنتخب الوطني عن مونديال روسيا الصائفة الماضية، ما حرمهم من فرصة البروز والتألق، على غرار ما حدث في مونديال 2014 بالبرازيل، تألق مكن حينها ياسين براهيمي من افتكاك جائزة ال"بي بي سي" كأحسن لاعب إفريقي، حدث ذلك رغم عدم إدراجه في القائمة الخاصة بالأفارقة المتنافسين على جائزة القارة السمراء، وذهب البعض إلى حد القول بأن تراجع المنتخب الوطني على المستوى الإفريقي، وغيابه عن المونديال العالمي انعكسا بشكل سلبي على نفوذ نجوم "الخضر" من الناحية الإفريقية، وهو الأمر الذي فسح المجال للاعبين أفارقة عرفوا كيف يخطفون الأضواء، بناء على مسارهم مع أنديتهم الأوربية بالخصوص، وهذا بحكم أن مسيرة المنتخبات الإفريقية التي شاركت في مونديال روسيا كانت شاحبة وسلبية على جميع الأصعدة. وإذا كان عديد المتابعين يجمعون على انعكاس غياب المنتخب الوطني في حدة بروز الجزائريين وتنافسهم على الجائزة الإفريقية، إلا أن بعضهم الآخر يرى أن بروز اللاعبين الأفارقة مع أنديتهم الأوروبية هو الذي صنع الفارق على الخصوص، فباستثناء المصري صلاح الذي شارك مع منتخب بلاده في روسيا، إلا أن منافسيه في السباق الأخير أوبياميونغ وساديو ماني قد حصدا لحد الآن ثمار تألقهم في الدوري الأوروبي، فالأول ترك بصمته مع أرسنال، بدليل غيابه عن المونديال رفقة منتخب بلاده الغابون، والكلام ينطبق على السنغالي ساديو ماني الذي لم يمنعه ذلك من البروز مع نادي ليفربول رفقة أكثر المرشحين بالجائزة الإفريقي المصري صلاح، وعلى هذا الأساس نقصت أسهم النجوم الجزائرية في هذا الجانب، وسط وصف الاختيار الحالي بالمنطقي، بحكم أن تأخر رياض محرز في اللحاق بمانشستر سيتي خلال شتاء العام الماضي قد حرمه من التتويج باللقب خلال الموسم المنقضي، وهو ما من شأنه أن يقلب الموازين، بدليل إرغامه على مواصلة المسيرة مع نادي ليستر سيتي، في الوقت الذي لم ينفع تتويج ياسين براهيمي مع بورتو ببطولة البرتغال والكأس الممتازة من الذهاب بعيدا، بعدما توقفت منافسته ضمن مجموعة ال25. وبالعودة إلى مطلع العام 2017، حين توج رياض محرز بجائزة أفضل لاعب إفريقي نسخة 2016، فقد أرجع المتتبعون ذلك إلى بروزه اللافت مع نادي ليستر الذي خدمه بتتويج نوعي، ما يجعله يتفوق على بقية نجوم القارة السمراء في التنافس على الجائزة، في الوقت الذي انقلبت الأمور في الموسمين الأخيرين، حيث أن الكثير من المعطيات ترشح المصري صلاح لقول كلمته للمرة الثانية على التوالي، قياسا بمساره المميز مع ليفربول، في انتظار عودة النجوم الجزائرية إلى الواجهة، بمناسبة "كان 2019″، الذي من شأنه أن يعيد يسمح بتألق محرز وبراهيمي وبلايلي وبونجاح، وإمكانية عودة غلام إلى الواجهة، بعد تعافيه التدريجي من الإصابة.