قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اعترافاً نادراً بوجود تعاون أمني وثيق مع "إسرائيل" في شبه جزيرة سيناء خلال مقابلة بُثت، الأحد، مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة (سي بي إس) الإخبارية الأمريكية. وقال البرنامج، إن القاهرة طلبت من الشبكة عدم بث المقابلة، دون أن يذكر مزيداً من التفاصيل. The Egyptian government asked 60 Minutes not to air our interview with President Abdel Fattah El-Sisi. The team behind the story tells 60 Minutes Overtime what happened. https://t.co/QCYcYiTSLl pic.twitter.com/iqn5yFW3bP — 60 Minutes (@60Minutes) January 7, 2019 وتحت حكم السيسي، تعاونت مصر مع "إسرائيل" بشأن الأمن في سيناء، وهي شبه جزيرة منزوعة السلاح بموجب معاهدة سلام أبرمها البلدان برعاية الولاياتالمتحدة عام 1979، لكن القوات المصرية تعمل هناك الآن بحرية. والاعتراف بمثل هذا التعاون مع "إسرائيل" يمكن أن يثير حساسيات في مصر. ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان تعاونه هو الأوثق والأعمق مع "إسرائيل"، أجاب السيسي "صحيح". وقال السيسي، إن القوات الجوية تحتاج في بعض الأحيان للعبور إلى الجانب الإسرائيلي وإن ذلك هو السبب في وجود تنسيق واسع مع الإسرائيليين. وتعهد السيسي بهزيمة المتشددين في سيناء واستعادة الأمن بعد سنوات من الاضطرابات. وأعيد انتخاب السيسي في مارس بعدما حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات لم تشهد وجود معارضة حقيقية. ويشن إسلاميون متشددون هجمات منذ سنوات في شمال سيناء الذي يفتقر إلى البنية الأساسية وفرص العمل. وعلى النقيض، تمتد المنتجعات السياحية على الساحل الجنوبي للمنطقة على البحر الأحمر. وتخوض قوات الأمن المصرية معارك مع إسلاميين متشددين في المنطقة التي تمتد من قناة السويس شرقاً إلى قطاع غزة و"إسرائيل" (الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد نكبة 1948) منذ عام 2013. وعندما سئل عن سبب عدم تمكنه من القضاء على المتشددين، رد السيسي بالإشارة إلى الصعوبات التي واجهتها الولاياتالمتحدة في أفغانستان ضد تمرد حركة طالبان. وتساءل السيسي: "ولماذا لم تستطع الولاياتالمتحدة القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 سنة وصرفت تريليون دولار؟". President El-Sisi is fighting terrorists affiliated with ISIS. In our interview, he revealed for the first time that his military is cooperating with Israel in Sinai. https://t.co/3pefbubcVp pic.twitter.com/ue0XcpB9G1 — 60 Minutes (@60Minutes) January 7, 2019 ومنتقدو السيسي يتهمونه بتضييق الخناق على كل المعارضة لكن المؤيدين يقولون إن ثمة حاجة لاتخاذ إجراءات صارمة لتحقيق الاستقرار في مصر التي شهدت اضطرابات على مدى سنوات بعد أن أطاحت الاحتجاجات بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011. وفي المقابلة نفى السيسي أن مصر تحتجز سجناء سياسيين. وذكرت المحطة، أن إحدى الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان تقول إن هناك نحو 60 ألف سجين سياسي في مصر. وقال السيسي: "أنا معرفش هما جابوا العدد ده منين بصراحة.. ليس لدينا سجناء سياسيون في مصر". وأضاف السيسي، أنه عندما تحاول مجموعة تمثل فئة قليلة فرض فكرها المتطرف "فعلينا أن نتدخل مهما كان عددهم". السيسي ورابعة وقالت "سي بي إس"، إن الرئيس المصري السيسي مخالفاً الرواية الحكومية السابقة قال إن آلاف المسلحين كانوا في رابعة". وبشأن ما عرضته الحكومة المصرية من قطع أسلحة، قال السيسي: "لا أعرف كيف كان هناك 15 أو 16 قطعة سلاح. أريد أن أقول للشعب الأمريكي، إن الوضع على الأرض كان من الممكن أن يدمر الدولة المصرية ويتسبب في حالة عدم استقرار هائلة لا يمكن تصورها". وبخصوص القتل الذي جرى في رابعة، حسب تقرير "هيومن رايتس ووتش"، قال السيسي: "هل تقول إنه تقرير سليم؟ هذا غير صحيح. كان هناك رجال شرطة حاولوا فتح ممرات آمنة ليعود الناس بأمان لمنازلهم". وفي ما يتعلق بمن أعطى الأوامر في رابعة، رد السيسي: "دعني أسألك هل تتابع عن كثب الوضع في مصر؟ من أين تأتي بمعلوماتك؟ كان هناك الآلاف من المسلحين في الاعتصام لأكثر من 40 يوماً. لقد استخدمنا جميع الوسائل السلمية لتفريقهم". ورداً على سؤال بشأن الحديث مع مصريين يرفضون تسميته الرئيس، قال السيسي: "لا أعرف من هم. هناك 30 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع لرفض النظام الحاكم في ذلك الوقت وكان من الواجب الاستجابة لرغبتهم. وللحفاظ على السلام بعد تلك الفترة يتطلب بعض الإجراءات لاستعادة الأمن". وأضاف أن "الشعب المصري رفض الحكومة الدينية المتشددة، ومن حق الشعب المصري اختيار شكل الحكومة التي يريدها". ونفى السيسي، أن يكون حظر الإخوان المسلمين لأنهم يقودون المعارضة ضده، وقال: "نحن نتعامل فقط مع الإسلاميين المتشددين الذين يحملون الأسلحة. نرحب بهم للعيش بين الناس ولكننا لا نريد منهم حمل أسلحة وتدمير الاقتصاد المصري". Egypt's Sisi acknowledges close coordination with Israel in Sinai https://t.co/zrP2b2bI7i pic.twitter.com/TSAuZlJ7op — Reuters Top News (@Reuters) January 7, 2019