حذّر الأطباء من احتمال ارتكاب أخطاء في عملية الختان التي عادة ما يختار الجزائريون ليلة 27 من شهر رمضان لاجرائها لأبنائهم، ويأتي التحذير من كون الوزارة الوصية خصصت فقط الأطباء الجراحين لإجرائها، وهو ما أدى إلى إجراء كل طبيب جراح لنحو200 عملية ختان يوميا. استغرب الأطباء قرار وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، تجديد التعليمة التي تحدد إجراء الأطباء الجراحين لعملية الختان في حين أنها عملية عادية وبسيطة ويمكن حتى أن يجريها ممرض متمرّس في الميدان أو يجريها طبيب عام. وقال البروفيسور خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة في تصريح ل"الشروق" وهو طبيب أطفال، أن تعليمة الوزارة الوصية القاضية بضرورة إجراء عملية الختان من قبل طبيب جراح، تعليمة مهينة لبقية الأطباء التي تحرمهم من إجراء عملية بسيطة مشككة في قدراتهم العلمية ومؤهلاتهم. وقال البروفيسور خياطي أن قرار الوزارة بتحديد الأطباء الجراحين لعملية الختان خلقت ظاهرة الطوابير أمام المستشفيات لإجراء العمليات، وأصبح كل طبيب جراح يجري نحو200 عملية يوميا، وهو ما بإمكانه تفاقم الأخطاء الطبية، ويؤكد البروفيسور قائلا: "مهما كانت قدرة الطبيب الجراح فإنه لن يستطيع إجراء 200 عملية جراحية يوميا". وقال رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، أن الإحصائيات الرسمية حول عدد الأطفال المعنيين بالختان في ليلة القدر المباركة التي تعود الجزائريون إجراءها لأبنائهم يقدر بنحو 350 ألف حالة. من جهة أخرى، صرح رئيس النادي العلمي لكليات الطب خليل صخري، ل "الشروق" انه حتى الأطباء الجراحين ليست لهم الثقة الكاملة، لأنه عادة ما يتم ترك عملية الختان يجريها الأطباء المقيمون قليلو الخبرة. مطالبا بضرورة تكوين خاص للأطباء وتكوين مكثف للأطباء في جراحة الأطفال الذين ليست لديهم أي خبرة، داعيا إلى ضرورة استحداث مراكز خاصة للاختتان تابعة لمصلحة طب الأطفال. وحذر محدثنا من ظاهرة الالتهابات التي من شأنها أن تحدث للأطفال مع ارتفاع درجات الحرارة، مشيرا إلى تجنب الختان ودرجات الحرارة العالية خوفا من انتشار الالتهابات التي عادة ما تجد في الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، سيما وأن هذا النوع من العمليات عادة لا يطبق في المستشفيات وأن يجرى داخل غرف عمليات الجراحة، موصيا الآباء بالانتباه جيدا لأبنائهم، ونصح الدكتور خليل صخري، بضرورة إجراء الأولياء لعمليات ختان أطفالهم بعد إجراء تحاليل طبية لهم، مؤكدا أن بعض الأطفال يمكن أن تظهر لهم مضاعفات بسبب تعقد بعض الحالات عندهم، والتأكد من عدم إصابتهم ببعض الأمراض مثل فقر الدم ومرض الهيموفيليا.