عمادة الأطباء والهيئة الوطنية لترقية الصحة لا تعارضان إجراء الأطباء العامين للعملية جددت وزارة الصحة وإصلاح المُستشفيات إرسال التعليمة الوزارية القاضية بإلزام الأطباء الجراحين ممارسة عملية الختان، غير أن كل من عمادة الأطباء الجزائريين وكذا الهيئة الوطنية لترقية الصحة تؤكدان أنه بإمكان الأطباء العامين ممارسة العملية، شرط توفر الظروف الملائمة، وذكرت أرقام (فورام) أن عدد الأطباء الجراحين محصور ما بين 3500 و4000 طبيب فيما يقدر عدد الأطفال المحتاجين سنويا للعملية بما يزيد عن 500 ألف طفل. كشف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة، في تصريح ل "الشروق" أن المشكل الحقيقي يكمن في نقص عدد الأطباء الجراحين في ظل تحديد الوزارة لمن يقوم بعملية الختان، مؤكدا أن عدد الأطباء الجراحين في الجزائر يتراوح ما بين 3500 و4000 وهو رقم ضئيل جدا بالمقارنة مع تعداد الأطفال ممن يجرون هذه العملية سنويا والمقدر عددهم ما بين 500 إلى 800 ألف طفل سنويا، وهو ما يجعل كل طبيب جراح يجري ما بين 50 إلى 60 عملية ختان في اليوم، مما يؤدي إلى الإرهاق، وهو ما يمكن أن يتسبب في حوادث قد لا يحمد عقباها. 500 ألف طفل يخضعون للختان سنويا وأكد المتحدث أن تعليمة الوزارة لا تطبق في كثير من الأحيان لا سيما بالمناطق النائية، حيث لا يتوفر عدد كافٍ من الأطباء الجراحين، فيلجأ الأولياء إلى أطباء عامين من أجل القيام بهذه العملية، ما لا يشكل خطرا فعليا، لكن الخطر قد يأتي من الإرهاق بسبب كثرة العمليات مما قد يؤدي إلى نتائج كارثية. من جهة أخرى، قال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، محمد بقاط بركاني، في تصريح ل "الشروق"، أن تدابير وزارة الصحة من خلال تجديدها لهذه التعليمة الصادرة عام 2006، ترمي إلى الحفاظ على صحة الأطفال المُقبلين على عملية الختان، غير أن المتحدث أكد أنه بإمكان الأطباء العامين إجراء هذه العملية لأنها ليست عملية جراحية بقدر ما هي عملية بسيطة جدا، معتبرا أن الخطورة تكمن في الظروف غير العادية التي يمكن أن توجد في محيط إجراء العملية لا سيما منها (عملية الختان الجماعية) التي تحدث دون رقابة ودون ترخيص من قبل الجهات الطبية، ودون إجراء فحوصات طبية للأطفال.. وأكد المتحدث أن هذه الإجراءات يصعب تطبيقها بالنظر إلى تزامن شهر رمضان وهو الشهر الذي يرتفع فيه عدد الأطفال المُقبلين على عملية الختان، بوجود عدد من الأطباء الجراحين في عطلتهم السنوية، وهو ما يجعل الأطباء ممن يقومون بالعملية يُصابون بالإرهاق والتعب. وذكّر رئيس عمادة الأطباء بالحادث الذي وقع في منطقة الخروب بقسنطينة مؤكدا أن أطباء جراحين شاركوا في العملية غير أن المضاعفات كان سببها الجو المحيط بالعملية وليس كفاءة الطبيب الجراح على الطبيب العام. ونصح رئيس عمادة الأطباء الجزائريين على أن يقوم الأولياء بإجراء فحص طبي لأطفالهم قبل إجراء عملية الختان، بسبب خطورة عملية الختان على بعض الأطفال المصابين بأمراض معينة. هؤلاء الأطفال ممنوعون من الختان المرضى بالهيموفيليا المصابون بالحساسية في الجلد ممن يعانون من الحمى المعرضون لضربة برد المصابون بالسكري