التزمت وزارة التربية عقب إضراب النقابات الخمس المنضوية تحت لواء التكتل، بتسليم ردود كتابية على المطالب المرفوعة التي تخص قطاعها فقط في "محاضر مشتركة"، للوصول إلى هدنة، فيما وجهت تعليمات لمديريها التنفيذيين تحثهم على ضرورة موافاتها بقوائم الأساتذة المضربين، للشروع في الخصم من منحة المردودية وراتب شهر جانفي. علمت "الشروق" أن وزارة التربية ألتزمت بتقديم إجابات مكتوبة في محاضر مشتركة عن المطالب المرفوعة من قبل النقابات والتي تخص القطاع فقط، قبل يوم الخميس،على أن يتم التوقيع عليها من قبل الطرفين -أي الوزارة والشركاء الاجتماعيين- على حد سواء، كخطوة إيجابية لتجنب التصعيد وتفادي حركات احتجاجية قد يتم اللجوء إليها مستقبلا من شأنها التأثير سلبا على السير الحسن للدروس، مؤكدة بخصوص المطالب "الحكومية" بأن الوزارة سترافع عنها على مستوى الحكومة، خاصة ما تعلق بالملفات التالية، التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن، إعادة التوازن للقدرة الشرائية، تحسين منحة المنطقة على أساس الأجر الرئيسي الجديد بدل المعتمد سنة 1989، إنصاف الأسلاك المتضررة من إعادة التصنيف "موظفو المصالح الاقتصادية وموظفو التوجيه المدرسي والمهني وموظفو المخابر ومساعدو ومشرفو التربية"، إلى جانب تطبيق المرسوم 14/266. وجددت الوزارة تأكيدها بأن مديري التربية للولايات ممنوعون في الوقت الحاضر من تجديد رخص الفروع النقابية على مستوى المؤسسات التربوية إلى حين إصدار تعليمات وزارية جديدة. وبخصوص الإجراءات "العقابية" ضد المضربين، أكدت مصادرنا بأن الوزارة رفضت التراجع عنها وذلك تطبيقا لقوانين الجمهورية، حيث طلبت في برقية مستعجلة من مديريها الولائيين ال50 عن طريق مديري المؤسسات التربوية على المستوى الوطني، ضرورة موافاتها في أقرب الآجال وبصفة مستعجلة، بقوائم الأساتذة والإداريين والموظفين الذين شاركوا في الإضراب الذي دعت إلى تنظيمه نقابات التكتل، من أجل الشروع في الخصم من راتب شهر جانفي الجاري دون تأخير العملية مع خصم 06 نقاط كاملة من منحة المردودية. ومعلوم، أن تكتل النقابات المستقلة سيتجمع يوم غد الخميس، لتقييم الحركة الاحتجاجية السابقة والوقفات الاحتجاجية والاعتصامات التي نظمت أمس الثلاثاء أمام مقرات مديريات التربية للولايات، للضغط على الوصاية من أجل افتكاك المطالب المرفوعة والتي لم تر طريقا للتسوية -حسبهم- ومنذ عدة سنوات، خاصة التربوية والبيداغوجية منها، بالمقابل فقد تعلن نقابة "الكناباست" بعد دراسة مجمل القرارات والتوصيات المنبثقة عن مجالسها الوطنية عن قرارات مفاجئة تخص الإضراب المقبل، بعد ما فضلت عدم المشاركة في الإضراب الذي نظم ليوم واحد، خاصة في وقت قرر المجلس الولائي لولاية بومرداس الدخول في إضراب لمدة يومين متجدد أسبوعيا. مساعدو التربية ينتقدون الممارسات التعسفية ضد المضربين سجلت، التنسيقية الوطنية للمساعدين والمشرفين التربويين، المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمال التربية، بكل أسف السلوكيات المنافية لحق ممارسة الإضراب والذي تكفله قوانين الجمهورية لاسيما القانون 90/02 و90/11. وعبرت التنسيقية في بيان لها، عن استيائها واستهجانها للمضايقات التي تعرض لها مساعدو ومشرفو التربية عبر مختلف المؤسسات التربوية، من قبل بعض المديرين ومستشاري التربية الذين حاولوا بكل السبل منعهم من ممارسة حقهم الشرعي وهو الإضراب من خلال النيل من عزيمتهم، مؤكدة بأن قرار المشاركة في الحركة الاحتجاجية لمساندة نقابات التكتل هو قرار صائب، الهدف منه هو افتكاك المطالب المرفوعة. وأعلنت التنسيقية الوطنية بأن نسبة استجابة مساعدي ومشرفي التربية للإضراب "الإنذاري" الذي نظم ليوم واحد للفت انتباه السلطات الوصية قد بلغ 65.21 بالمائة على المستوى الوطني، أين سجل المساعدون حضورهم القوي في قوائم المضربين في المؤسسات التربوية لاسيما في الطورين المتوسط والثانوي رغم تهديدات الإدارة بالخصم من الرواتب.