دخلت عمليات الانتحار الغريبة والمتشابهة، التي حدثت في العديد من الولايات وبطلاتها شابات وسيدات ومراهقات مرحلة الرعب، بالنسبة إلى الكثير من العائلات، مميزة بداية السنة الجديدة 2019، ما جعل البعض يصبّ أسباب هذه الانتحارات عن طريق الشنق باستعمال خمار الفاعلة، ضمن تطبيقات إلكترونية مازالت مجهولة المصدر والطريقة، وصلت إلى البنات وغالبيتهن من العازبات، ممن طلب منهن الانتحار شنقا من أجل العيش في دنيا أخرى تمنحهن ما يردن. ومازالت التحقيقات الأمنية متواصلة في غالبية الولايات التي شهدت هذه الانتحارات التي فاق عددها 10 حالات انتحار منذ الفاتح جانفي من السنة الحالية. ففي الرابع والعشرين من جانفي المنقضي، حدثت حالتا انتحار بنفس الطريقة في ولايتين متجاورتين، إذ أقدمت طالبة جامعية في الثامنة عشرة من العمر تدعى "س. ص" وتدرس في الثالثة ثانوي وتقطن بمنطقة أولاد زوي بولاية أم البواقي على الانتحار شنقا بخمارها في غرفتها، وفي نفس التوقيت قامت شابة في الحادية والعشرين من العمر تقطن ببلدية بئر العاتر بولاية تبسة تدعى "س. ع" على شنق نفسها بواسطة خمارها الذي علقته في أنبوب غاز يمر عبر بيتها وسط حزن أهلها وحيرة من عرفها، وفي الحالتين أجمع من يعرف الشابتين على حسن أخلاقهما وطيبتها وسلامة صحتهما النفسية. وكانت قرية لهوادفية في بلدية بوقوس بولاية الطارف، قد شهدت عملية انتحار شنقا بواسطة خمار من شابة عزباء في عيد ميلادها الرابع والثلاثين، كما انتحرت شنقا شابة جامعية تدعى "ك. أ" في الرابعة والعشرين من العمر بوساطة خمارها في غرفتها بمنزلها في بلدية عين الملوك بولاية ميلة. وأكدت كل التقارير الصحية أن هذه الشابة، يتيمة الأب، لا تعاني من أي مرض نفسي. وكانت ولاية ميلة في نهاية السنة الماضية قد عاشت حادثة هزت عالم المحاماة، عندما أقدمت محامية عزباء ومعروفة، في الثانية والثلاثين من العمر على الانتحار شنقا في بيت شقيقتها بوسط مدينة ميلة، كما شهدت ولاية أم البواقي منتصف شهر جانفي في يوم واحد حادثتي انتحار شنقا الأولى لشابة في الثامنة عشرة من العمر تقطن بوسط بلدية أم البواقي مستعمله خمارها، وانتحرت أم عشرينية لها ولدان بنفس الطريقة في بلدية عين البيضاء بذات الولاية، ضمن مسلسل انتحار مريع بعيدا عن الرمي من الجسور والتسميم وإنما بالشنق باستعمال الخمار. ب. ع