لم يبق من الجزائريين في ثاني منافسة أوروبية من حيث الأهمية أوربا ليغ، في الدور الثمن النهائي إلا أربعة لاعبين، بعد أن خرج سليماني الذي دخل احتياطيا، وخرج معه عيسى ماندي ولحق بهما سفيان فيغولي، وبقي المشعل بين أقدام ثنائي نابولي غولام ووناس والمدافعين زفان وبن سبعيني، وجميعهم يلعبون في ناديين كبيرين هما نابولي وران الفرنسي، ويمتلك نابولي حظوظا كبيرة للوصول إلى آخر محطة بل وله حظوظ أكيدة للتتويج بهذا اللقب الأوروبي الكبير الذي لم يسبق لأي لاعب جزائري وأن فاز به. أجمل ما كان في هذه الجولة من أوربا ليغ، هي الومضات الجميلة التي قدمها اللاعب الواعد آدم وناس في مواجهة نادي زيوريخ، حيث أراح المدرب أنشيلوتي النجم الإسباني كاليخون ومنحه 75 دقيقة هي الأطول لآدم وناس الذي كان نجم المباراة بتمريرة حاسمة وهدف جميل، وقدّم آدم رفقة زميله في الفريق غولام مباراة جميلة، وكانت تمريرة الهدف تحفة رائعة عندما اقتحم دفاع الفريق السويسري وقشّر هدفا من كرة فوق رؤوس المدافعين للاعب الإيطالي فاردي الذي أسكنها بسهولة في شباك المنافس، وقبل نهاية المباراة بربع ساعة بينما كان المدرب أنشيلوتي يحضر لإخراج وناس انطلق كالسهم وسجل هدفا بقدمه اليمنى، ليضع نفسه نجم مباراة نابولي في مواجهة زيوريخ بثنائية رفعت مجموع المباراتين إلى خماسية مقابل واحد، كما صال وجال فوزي غولام الذي استعاد بريق غولام ما قبل الإصابة، وحرمه الحكم من ضربة جزاء شرعية، كما لم يستفد زملاءه من عديد الكرات التي قدمها، فكان إنتصارين لغولام، أولهما التأهل وثانيهما استرجاع قيمته الدفاعية والهجومية الثابتة، وقد يُجبر بهذا الأداء أنشيلوتي على الاعتماد عليه بصفة دائمة، بعد أن حيّر المتابعين في وضعه على مقاعد الاحتياط في آخر مواجهة في الدوري، بالرغم من أن منافس غولام، الدولي البرتغالي ماريو روي مصاب. الحسرة الأوروبية عصفت بفينارباخشي التركي الذي خسر بثلاثية مقابل واحد، وكان قد فاز في إسطنبول بهدف إسلام سليماني، وبصم سليماني على موسم أسود بكل المقاييس، وتم إدخاله في الدقائق العشرة الأخيرة بعد أن كان زينيت متفوق بثلاثية مقابل واحد، وكان مطلوب من سليماني تسجيل هدف بوزن التأهل للثمن النهائي، ولكنه لعب بعيدا عن المرمى، فضاع أمله وضاع أمل فريقه الذي لم يعد له من مسعى في هذا الموسم غير تحقيق البقاء في الدوري التركي، وهو الذي راهن قبل بداية الموسم على حصد الألقاب المحلية والأوروبية. مباراة الجزائريين بين ريال بيتيس وران ظهر في تشكيلتها الأساسية رامي بن سبعيني وعيسى ماندي، بينما بقي مهدي زفان على مقاعد الاحتياط إلى غاية الربع ساعة الاخير. وبدأ ران مباراته مثل الأحلام، وكان من بين نجوم البداية رامي بن سبعيني الذي سجل أول أهدافه الأوربية برأسية رائعة من ركنية، وكان ران على مشارف قتل المباراة قبل نهاية الشوط الأول عندما كان متفوقا بهدفين ومسيطر على المباراة، وبرغم عودة رفقاء عيسى ماندي في النتيجة إلا أن الغلبة كانت لرفقاء زفان الذي دخل في الربع ساعة الأخيرة في مكان رامي بثلاثية تاريخية مقابل واحد، وهو أول تأهل لهذا الدور من ران وسيحفظ التاريخ تمريرة حاسمة من زفان في لقاء الذهاب وهدف جميل من بن سبعيني في لقاء العودة، بينما خرج فيغولي من المنافسة بعد تعادل سلبي أمام بنفيكا بعد خسارة أولى في اسطنبول في مقابلة لعب منها سفيان 83 دقيقة شاحبة مثل كل زملائه. أربعة لاعبين من بينهم ثلاثة مدافعين، هم حاليا يتنافسون على بطولة أوروبية على بعد بضعة أشهر من كأس أمم إفريقيا، مما يريح المدرب جمال بلماضي عن فورمة الدفاع الجزائري الذي يتألق فيه غولام وبن سبعيني وزفان وماندي أوربيا، ويضاف إلى هذا الرباعي، محمد فارس ويوسف عطال، وقد يكون إسما جزائريا من حاملي لقب أوربا ليغ في شهر ماي القادم. ب. ع