تحتفظ الأندية الجزائرية الثلاثة وهي شباب قسنطينة وشبيبة الساورة ونصر حسين داي بكل حظوظها للتأهل إلى الدور الربع النهائي من رابطة أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية، وهي على العموم تقدم مستويات مقبولة وأحيانا راقية، ولم تسجل خلال عشر مباريات لعبتها مجتمعة داخل وخارج الديار، سوى هزيمتين من الساورة في تانزانيا بثلاثية نظيفة أمام سيمبا ومن نصر حسين داي في كينيا أمام غورماهيا بثنائية نظيفة، وحققت أربع تعادلات من شباب قسنطينة أمام الإسماعيلي والساورة أمام الأهلي وفيتا كلوب، والنصرية أمام الزمالك. وبقية المباريات وعددها أربعة توجت بالانتصارات من شباب قسنطينة أمام النادي الإفريقي ومازامبي والنصرية أمام ممثل ليبيريا والساورة أمام فيتا كلوب في بشار، وبالتعامل الجيد والمدروس مع ما تبقى من مباريات يعني التأهل إلى الدور الربع النهائي، لأن فوز الساورة في المباراة القادمة على أرضه أمام سيمبا سيقفز به إلى المركز الثاني في مجموعته، وفوز السنافير أمام الإسماعيلي في قسنطينة سيقفز بهم إلى المركز الأول في مجموعتهم، وفوز النصرية على أرضها أمام ممثل كينيا سيضعها في المقدمة أو المركز الثاني في مجموعته. لكن ما لوحظ على أداء بعض لاعبي الفرق الثلاثة، هو أنهم نقلوا الكثير من عيوب الدوري الجزائري المسكوت عنها إلى المنافسة الإفيريقية سواء في العاصمة وقسنطينة وحسين داي، أو خارج الديار، أو تعاملهم مع لاعبي المنافس أو مع بعضهم البعض أو مع الحكام، والجمهور الجزائري الذي صار يتابع باستمرار ويوميا الكثير من المباريات الأوروبية يتمنى مشاهدة تعامل اللاعبين الجزائريين بنفس الطريقة حتى يكون ردّ الجمهور راقيا من على المدرجات، لأن المطلوب من اللاعب هو بذل آخر قطرة عرق والجمهور متفهّم وسيقبل بأي نتيجة بعد ذلك. ففي لقاء شباب قسنطينة في الإسكندرية قام أحد لاعبي شباب قسنطينة في الشوط الأول بالتمويه من خلال سقوطه لأجل الحصول على مخالفة، وبالرغم من نجاته من الحصول على بطاقة صفراء، إلا أن أحد زملاءه راح يحتج بقوة في وجه الحكم الذي قام بدوره بإشاره غريبة على وزن: "إبتعد عني"، وتواصل الاحتجاج في لقطات أخرى برفع الأيدي في وجه الحكم، وللأسف فغن المباريات تبث بالإعادة أمام المشاهدين الذين يرون خطأ اللاعب، كما أن ما يقوم به قائد وأحسن لاعب في النصرية أحمد قاسمي، يجب على المدرب مزيان إيغيل تنبيهه عليه، إذ يحتج على زملائه طوال أطوار المباراة برفع يده والصياح وهو ما قد يفقدهم تركيزيهم ويضع النصرية في حالة سيئة أمام المشاهدين، خاصة أن اللاعب هو الأكبر سنا والأقدم في الفريق والأحسن أيضا ويعود له الفضل في بلوغ النصرية دور المجموعات، لكن هذا لا يشفع له بأن يقوم بكل هذه الحركات أمام زملاء هو يُدرك بأنهم يبذلون جهودا كبيرة من أجل الفوز، بعض لاعبي شبيبة الساورة يتميزون بالاندفاع البدني الذي يعرضهم ويعرض منافسيهم للإصابات الخطيرة، وقد يعرض الفريق كما حدث للنصرية الحصول على البطاقات الحمراء وحتى الصفراء التي تُغيّبهم عن مباريات هامة. لقد بيّن التحكيم الإفريقي تطوره وبيّن بأن الحكم الإفريقي لا يتعرض لضغوط اللاعبين والجمهور عكس الحكام الجزائريين الذين يديرون مباريات الدوري المحلي، إذ يكون الاحتجاج على قراراتهم أسلوب لعب من بعض اللاعبين، وكثيرا ما يعطي ثماره، عندما يلحّ اللاعب في الاحتجاج، فينال ضربة جزاء خيالية ثمنا لاحتجاجه، كما أعطت حركات تمويه مخالفات وحتى بطاقات صفراء وحمراء للمنافس، وبلغ الاحتكاك البدني في بعض الداربيات في العاصمة درجة الإعتداء الخطير دون أن يحرك الحكام ساكنا، ومثل هذه الأساليب ستقدّم الكرة الجزائرية في أبشع صورة خاصة أن المباريات الإفريقية للأندية يتابعها الملايين في العالم العربي بالخصوص. أجمل ما في الأندية الثلاثة الممثلة للجزائر هي إيمانها بقدراتها إلى آخر دقيقة، وجميعها سجلت أهدافا في الأنفاس الأخيرة من المباريات وكانت هذه الأهداف حاسمة مؤثرة، ولها كل الحظوظ لأجل أن تواجد ضمن كبار القارة في منعرج الربع النهائي الحاسم، بل إن فوز أحدها أو اثنين منها بلقبي القارة يبقى واردا. ب. ع