طُرحت الأوراق النقدية الجديدة في شكلها الجديد للتداول عبر البنوك والمؤسسات المالية، نهاية الأسبوع المنصرم، حيث سيتسلم المواطنون وتدريجيا الورقتين النقديتين من فئة 500 دينار و1000 دينار في شكلهما الجديد، واللتين تحملان رموزا تاريخية ومعالم وطنية، بدل صور الحيوانات التي لطالما أثارت جدلا. تسلمت البنوك والمؤسسات المالية نهاية الأسبوع، الورقيتين الماليتين من فئة 500 و1000 دج في شكلهما الجديد، ومن المنتظر أن يتسلمهما المواطنون وتدريجيا الأيام المقبلة، كما بإمكانهم استبدال النقود القديمة على مستوى وكالات "بنك الجزائر". "الشروق" تجولت عبر بعض مراكز البريد بالعاصمة لتفقد العملية عن قرب، فاكتشفنا أن النقود الجديدة لم يتم تداولها بعدُ. ففي مركز البريد بالقبة، أكد لنا مواطنون سحبوا أموالهم من الموزع البريدي وعبر الشبابيك، بأنهم لم يتسلموا أوراقا جديدة، ومع ذلك أبدوا استحسانا لسحب النقود الورقية من فئتي 500 دج و1000دج، حيث كانت صور الحيوانات المطبوعة عليهما تثير انزعاجهم، حيث قال عمي رابح "وكأن الجزائر لا تملك تراثا ثقافيا وتاريخا زاخرا بالعظماء، حتى نتبرك بصور الحيوانات". فيما وجدنا مواطنين بمركز بريد حسين داي يتساءلون عن صلاحية الأوراق النقدية القديمة في حال تم تداول الجديدة رسميا في الساحة المالية، حيث تساءل أحدهم عن مصير الأموال التي يدخرها بمنزله من الفئتين الورقيتين القديمتين. وسبق أن أكد الأمين العام ل"بنك الجزائر" لحبيب قوبي، أن بداية طرح الأوراق النقدية الجديدة لورقتي ال1000 و500 دينار وكذا القطعة المعدنية بقيمة 100 دينار للتداول، سيكون بصفة تدريجية، لأن العملية "معقدة" وتتطلب وقتا من أجل توفيرها في كل الولايات، فيما سيتم توقيف إصدار الأوراق القديمة تماما، لكنها لن تسحب من السوق. وطمأن المواطنين بخصوص الأوراق المالية القديمة، بأنه ستبقى قيد التداول ولم يتم تحديد أي مدة زمنية لاستبدالها، لأن الأمر لا يتعلق بعملية تغيير للعملة، وإنما سيتم تداول الورقتين والقطعة النقدية الجديدة بالتوازي مع الاستمرار في تداول مثيلاتها القديمة، والبداية تكون بسحب الأوراق النقدية المهترئة والبالية فقط في عملية قد تستمر لسنوات. وتُبرز الأوراق النقدية الجديدة جوانب من الهوية الوطنية وكذا شخصيات وطنية وإنجازات عصرية، على غرار إقحام ولأول مرة السنة الأمازيغية في واجهة القطعة النقدية مع السنتين الميلادية والهجرية، ووضع صورة القمر الصناعي الجزائري "الكوم سات" والمسجد الأعظم، وشخصيتين تاريخيتين الأمير عبد القادر ويوغرطة. كما أن الأوراق الجديدة زُودتا بأنظمة حماية أكثر أمنا من الأوراق القديمة، تظهر خصوصا في وجود خطوط مجهرية وأشكال هندسية وشريط هولوغرافي أكثر أمنا.