دافع مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي عن خياراته، خلال المباراة التي لعبها “الخضر” أمام غامبيا يوم الجمعة الماضية، وانتهت بالتعادل في الجولة السادسة والأخيرة من الصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، كما وجه بلماضي انتقادات ضمنية لسابقيه من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الخضر منذ عام 2016. تحدث بلماضي عن خياراته في مباراة غامبيا، كما تطرق لأول مرة للإرث الثقيل الذي ورثه عن سابقيه، وقال في حوار نشره موقع الاتحاد الجزائري لكرة القدم ليلة الإثنين: “لقد وجهت الدعوة للكثير من اللاعبين الشبان بعد أن تألقوا سواء هنا في الدوري الجزائري، أو في دوريات أخرى، كنت أنتظر هذه الفرصة كي أتابع اللاعبين الذين لم يسبق لي معاينتهم من قبل عن قرب، ولم يكن ذلك متاحا من قبل بسبب أهمية رهان التأهل إلى كأس إفريقيا”، مضيفا “لا تنسوا أننا لعبنا 3 مباريات خارج أرضنا، ولم نكن قبلها قد فزنا خارج أرضنا خلال 3 سنوات، لقد ورثنا وضعا صعبا جدا منذ عام 2014، الوضع بعدها تعقد وأصبح خطيرا بسبب تراجع مستوى المنتخب، في عهد المدربين السابقين على غرار جورج ليكنس، ميلوفان رايفاتس، لوكاس الكاراز ورابح ماجر، لست بصدد الظهور في ثوب المتكبّر أو القول بأننا حققنا انجازا كبيرا، ولن أقول أيضا بأننا سعداء كثيرا، لأننا كنا قادرين على تقديم الأفضل”، وواصل بلماضي مدافعا عن خياراته: “التحضير لكأس إفريقيا أو تصفيات مونديال قطر 2022، لا يتم ب11 لاعبا فقط، كان علينا ضخ دماء جديدة في الفريق، تصوروا أنه منذ عام 2014، كانت تحدث بعض الأمور، ولكن الوضع بقي على حاله وبقيت نفس التشكيلة من اللاعبين تستدعى لخوض المباريات، كان من الواجب التشبيب والتجديد، ولكن ذلك يتطلب بعض الوقت حسب العارفين بخبايا كرة القدم، علما بأننا نشتغل فقط في مواعيد الفيفا الدولية”، وأضاف: “لست لا ساحرا ولا مشعوذا، لقد سبق لي وأن صرحت بأن العمل اليومي والتكرار والاجتهاد في التحضير هو أساس النجاح، منذ بداية عملنا في شهر أوت الماضي لم نشغل إجمالا سوى 4 أسابيع فقط، ولكننا سنستفيد من أسبوعين إلى ثلاثة عند التحضير للمشاركة في النهائيات القارية وسنحاول أن نكون في المستوى”، وواصل بلماضي توجيه النقد لمن سبقه في مهامه، حيث قال: “لا يجب أن ننسى أن المنتخب كان في وضع سيء قبل وصولنا، ركزنا كثيرا على تكريس روح المجموعة والتنافس الشديد بين اللاعبين.. في السابق مثلا كانت قوائم اللاعبين المدعوين للمباريات والتربصات معروفة لدى الجميع، ولم يتم منح الأهمية للكثير من العوامل المهمة مثل مكانة اللاعب في ناديه أو أدائه معه ومع المنتخب، كان يجب علينا تغيير كل هذه الأمور، واللاعبون اليوم فهموا الرسالة، اليوم سيلعب في المنتخب من يستحق فقط، من يمكنه منح إضافة حقيقية للمنتخب مرحبا به، الكفاءة والإمكانات والتضحية والمثابرة هي الفيصل، والنتائج ستأتي حتما لاحقا”. بلماضي يكشف أسباب التغيير الجذري للتشكيلة أمام غامبيا وبشأن مباراة غامبيا قال بلماضي: “كانت مباراة مهمة لنا، وفرصة لتشكيل فريق يضم لاعبين لم يستفيدوا من قبل من وقت للعب، حاولنا إشراك لاعبين يملكون قدرات كبيرة ومستقبلا زاهرا مع المنتخب، لا تنسوا أننا بدأنا أول مبارياتنا بلقاءات رسمية وخلال تصفيات كأس أمم إفريقيا، كان مستحيلا تجريب لاعبين آخرين وقتها، لأن الأمر كان يتعلق بهدف عظيم وهو ضرورة التأهل للبطولة القارية، وكانت مباراة غامبيا الأخيرة هي الفرصة الوحيدة لتجريب اللاعبين ومنحهم وقت اللعب، مثل ما تفعله العديد من المنتخبات في العالم، هؤلاء اللاعبون استحقوا على الأقل أن نشاهدهم في هذا المستوى من المنافسة”، وبالنسبة للأثر السلبي الذي تركه التعادل أمام غامبيا، قال بلماضي: “منافسنا تسبب لنا في مشاكل كثيرة، لأنه لم يقدم أي شيء لتحقيق الفوز، كان من الصعب اللعب أمام فريق يدافع بعشرة لاعبين، من الصعب أن تصل نسبة استحواذنا للكرة إلى 80 بالمائة، ومع ذلك ضيعنا الكثير من فرص التهديف من خلال ثلاث أو أربع فرص سانحة لذلك، وتلقينا هدفا ساذجا”، وتابع: “أريد أن أغرس في هذا المنتخب ثقافة الفوز بكل المباريات”، وعن اللاعبين الذين لفتوا نظره، قال: “هشام بوداوي يبلغ من العمر 19 سنة وإشراكه في مباراة غامبيا كان تاريخيا لصغر سنه، هناك لوصيف أيضا وأوناس وبناصر الذين قدموا مستوى جيدا، كان يجب علينا تجريب بقية اللاعبين وأنا سعيد جدا بأدائهم، الآن لن تكون لنا فرص أخرى للمعاينة والمتابعة، لكننا حققنا نسبيا ما كنا نصبو إليه”. الشعب يريد اللقب الإفريقي ونحن أيضا وعن المطالب التي تعالت مؤخرا بضرورة الفوز بكأس أمم إفريقيا القادمة، قال بلماضي: “الشعب يريد التتويج بالكأس وحتى اللاعبين أيضا، حتى أنا قلت ذلك من قبل، كان صعبا علي في البداية الاعتراف بأننا كنا في وضع سيء ويلزمنا الوقت لرفع هذا التحدي، رفضت حينها أن أغالط الرأي العام، لكنني مدرب متعطش للفوز، واللاعبون أيضا رفعوا التحدي، خاصة وأنه لم يسبق لنا التتويج خارج أرضنا، كأس أمم إفريقيا هدفنا الأسمى ونفعل كل شيء لأجلها، نحن نفكر فيها يوميا”، مضيفا: “صحيح أن تحقيق هذا الهدف صعب المنال، ولكننا سنبذل كل ما بوسعنا لأجل ذلك، عبر التحضير الجيد وتكريس روح المجموعة، هو هدف كبير جدا ولكنه غير مستحيل”. هذا المنتخب فريق الشعب ونحن أبناءه.. نرفض أن يزج بنا في السياسة ووجه بلماضي رسالة للجماهير الجزائرية، شاكرا إياها على دعمها للخضر، وقال: “نشكر الجمهور الذي أتى إلى الملعب لمساندتنا أمام غامبيا رغم المطر والطقس البارد، لقد أبدوا تضامنهم معنا، يجب أن يعلموا جيدا بأن هذا المنتخب هو فريق الشعب ونحن أبناء الشعب، نحن الرياضة، نرفض أن يزج بنا في دواليب السياسة، الرياضة يجب أن تبقى محايدة ونظيفة، هذا المنتخب تحت تصرف الشعب ويحمل آماله وطموحاته، ونعد الجماهير بأننا سنكون في مستوى حضورهم الغفير لدعمنا، وبأننا سنكون أقوى كلما يتوافدون بكثرة إلى الملعب وسنمثلهم بكل فخر، وهدفنا هو أن نمنح البلاد فريقا كبيرا وقويا مثلما كان عليه في وقت سابق، عندما كان من أفضل المنتخبات في افريقيا”. كان يجب أن نواجه منتخبا كبيرا مثل تونس وفي تعليقه على خيار مواجهة تونس وديا، قال بلماضي: “تونس منتخب مونديالي، وكان علينا أن نلعب مع منتخب كبير وأن نحتك مع الكبار، خاصة وأننا لم نواجه لحد الآن المنتخبات الكبيرة، فمباريات التصفيات لست أنا من يختارها، كما اعتدنا الخسارة أمام الكبار، بدليل أننا لم نفز 3 سنوات خارج الديار”، مضيفا: “مباراة تونس ليست ودية فقط وانما تحضيرية لكأس إفريقيا، منتخب تونس هو شبحنا الأسود في السنوات الأخيرة التي شهدت سيطرته علينا إما بفوزه أو تعادلنا معه”. التربص كان ناجحا وهذه أسباب تسريح بلايلي وبوداوي وعن مدى نجاح التربص الذي ينتهي اليوم، قال: “التربص كان ثريا من ناحية المعلومات التي جمعتها عن كل اللاعبين، أنا أعرف لاعبين مثل محرز وفيغولي وتايدر، وكنت بحاجة لتلك المعلومات عن اللاعبين على غرار فيكتور لكحل وسعيد بن رحمة، هناك لاعبين عليهم أن يظهروا ما عندهم، وعموما أنا جد راض عن التربص، فاللاعبون كانوا محفزين جدا وركزوا على عملهم وهذا أمر مهم للمجموعة ككل”. وبشأن تسريحه للاعبين يوسف بلايلي وهشام بوداوي، قال بلماضي: “بلايلي قمنا بتسريحه لفريقه الترجي التونسي لسببين، أولهما أننا كنا نريد تجريب بن رحمة الذي يلعب في نفس منصبه، وعندما كنا بحاجة إليه في ديسمبر الماضي خلال مباراة قطر الودية سرحوه لنا رغم أن الأمر لم يكن يتعلق بموعد للفيفا، وبشأن بوداوي فقد قمنا بتسريحه للمنتخب الأولمبي المرتبط بمواجهة غينيا الاستوائية مثلما كان مرتقبا”.