عاد اسم الرئيس السابق للجمهورية اليامين زروال إلى الواجهة، وهذا موازاة مع تصاعد الحراك الشعبي الذي دخل جمعته السادسة على التوالي، مطالبا بالرحيل الفعلي للرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة وجميع الزمر الحاكمة، حيث تم تداول اسم زروال على نطاق واسع لتولي اللجنة الانتقالية التي من شأنها أن توكل لها مهمة تسيير الجزائر في انتظار انتخاب رئيس جديد يخلف بوتفليقة الذي تنتهي فترة حكمه يوم 28 أفريل المقبل. تداولت عدة مصادر أخبارا حول وجود مساع لإقناع الرئيس السابق اليمين زروال لتولي مهمة مؤقتة في هرم السلطة، لتسيير البلاد لفترة انتقالية ريثما يتم التحضير لعقد انتخابات رئاسية جديدة يتم من خلالها انتخاب رئيس جديد للبلاد، يحدث هذا في ظل تفضيل اليامين زروال مبدأ الصمت والابتعاد عن الأضواء وضجيج السياسية، بدليل أنه فضل طيلة السنين الماضية المكوث في مقر سكناه بباتنة، مع منحه الأولوية لحياة البساطة، من خلال حرصه على صلة الرحم والقيام بواجب العزاء في حال وفاة أي أحد من مقربيه، مع ممارسة الرياضة وكذا المشي في الشارع المحاذي لمنزله، حيث كثيرا ما لقي مواطنين بسطاء لبى لهم الطلب في أخذ صور تذكارية. واكب الحراك.. استقبل المتظاهرين وقال لهم: “فهمت مطلبكم” وإذا ذاك اليامين زروال فضل اعتزال السياسة والأضواء منذ مغادرته لقصر المرادية ربيع العام 1999، فإن ذلك غيّر نمط يومياته، بدليل ابتعاده عن الأضواء، وكان قليل الظهور، مثلما يحدث خلال استقبال بعض الوفود الخاصة بالأحزاب أو الجمعيات أو المجتمع المدني، ناهيك عن تفضيله لرياضة المشي في الشارع المحاذي لمنزله بحي بوزوران الواقع بوسط مدينة باتنة، قبل أن يظهر بشكل لافت خلال انطلاق الحراك الشعبي، وبالضبط في جملة 22 فيفري المنصرم، موازاة مع توجه قوافل المتظاهرين إلى مقر سكناه، وهو الأمر الذي جعل اليامين زروال يخرج من منزله، موجها التحية للجميع، ورد عليهم بطريقة توحي أنه يريد أن يقول لهم: “لقد فهمت مطلبكم”، قبل أن يتحدث مع قيادات أمنية حول بعض الجوانب التنظيمية لإنجاح المسيرة السلمية وتفادي الاحتكاك بالمتظاهرين. يرفض الترشح ويقول: “هناك شباب لقيادة البلاد” وعُرف عن اليامين زروال في وقت سابق ممارسته لبعض أنواع الرياضات في المركب الرياضي 1 نوفمبر، وفي مقدمة ذلك السباحة. وفي الوقت الذي يتحاشى الأضواء، إلا أنه يبقى قريبا من المواطنين، ناهيك عن استقباله لوجوه سياسية وعسكرية ومدنية، في إطار ودي بعيدا عن الخلفيات السياسية، إلا أن البعض منهم كثيرا ما طالبوه في عدة مناسبات بالترشح للرئاسيات، إلا أنه كان يرد عليهم بالقول: “هناك شباب لقيادة البلاد وأتمنى أن تقدروا مجهوداتي وتتفهموا موقفي”. ورغم التصريحات الساخنة التي كثيرا ما طغت على صفحات الصحف بين سياسيين وحتى عسكريين سابقين، إلا أن رئيس الجمهورية الأسبق يفضل الصمت، بدليل تفاديه المعارك الإعلامية من هذا النوع. ومعلوم أن الرئيس السابق اليامين زروال من مواليد 2 جويلية 1941 بباتنة، التحق بجيش التحرير الوطني وعمره لا يتجاوز 16 سنة، شارك في ثورة التحرير بين 1957 و1962، تلقى تكوينا عسكريا في الاتحاد السوفييتي ثم في المدرسة الحربية الفرنسية سنة 1974، كما تقلد عدة مسؤوليات على مستوى الجيش الوطني الشعبي، وفي 10 جويلية 1993 عين وزيرا للدفاع الوطني، ثم رئيسا لتسيير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وفي 16 نوفمبر 1995 انتخب أول رئيس للجمهورية في عهد التعددية، قبل أن يعلن يوم 11 سبتمبر 1998 عن إجراء انتخابات رئاسية مسبقة وبها أنهى عهدته في أفريل 1999.