توحّد الملايين من الجزائريين، من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، في ثامن جمعة على التوالي، على رفض استمرار الوضع القائم، وقالوا في كلمة سواء، رددتها حناجرهم على اختلاف لهجاتهم: “لا تراجع.. تتناحو قاع”، كتعبير عن الغضب الذي تملكهم بعد تنصيب بن صالح رئيسا للدولة، باعتباره رمزا من رموز “النظام البوتفليقي”. رغم الإجراءات الأمنية المشددة، إلا أن الحراك كان بحشود كبيرة الجمعة، حيث شاركوا في ثامن جمعة منذ 22 فيفري 2019، بالملايين في مسيرات أطلقوا عليها بجمعة “اللا تراجع”، مصرين على استعادة الحراك لسيادته وتحكمه في مصيره بنفسه، رافضين بذلك عودتهم إلى نقطة الصفر. للجمعة الثامنة على التوالي أظهر الجزائريون تشبثهم وإصرارهم على رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وحكومة تصريف الأعمال التي شكلها نور الدين بدوي، مع دعوتهم إلى تطبيق المادتين 7 و8 التي تعطي للشعب الخيار في اختيار قادة البلاد، باعتبار أن المادة 102 تجاوزها الزمن. لا صوت يعلو فوق صوت الشعب في ساعات مبكرة من الجمعة 15 أفريل 2019، وعلى غير العادة بدأت الحشود الهادرة في التقاطر إلى ساحات الحراك بالعاصمة عبر مسيرة مليونية تمركزت في مختلف الشوارع الرئيسية، ساحة البريد المركزي، شارع ديدوش مراد، شارع محمد الخامس، ساحة موريس أودان، ساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي وغيرها من الشوارع الرئيسية وسط العاصمة، إذ توافدوا بأعداد هائلة من عدة ولايات ورفعوا شعارات مناوئة للعديد من السياسيين ورموز النظام الذي طالبوه بالمغادرة. ولم ينتظر المواطنون الساعة الثانية زوالا، أي بعد صلاة الجمعة، حتى يخرجوا للتظاهر، فقد احتلوا الشوارع بأكملها منذ الساعة الثامنة والنصف صباحا، وراحوا يرددون شعارات مناهضة لتنصيب بن صالح رئيسا للدولة. ولم تمض دقائق حتى امتلأت الساحات بالمتظاهرين، خاصة أن الكثير منهم التحقوا بالعاصمة من ولايات أُخرى مجاورة ليلة الخميس إلى الجمعة، فيما قامت مصالح الأمن بتطويق المكان، وشددت الحراسة عليها، كما سهلت حركة المرور عبرهما إلى غاية الساعة الواحدة والنصف زوالا، حيث التحق المصلون من مساجد العاصمة، ما أدى إلى إغلاق أغلب منافذ الشوارع الرئيسية، وفي حدود الساعة الثانية والنصف كانت أغلب الشوارع مكتظة عن آخرها، شمالا وجنوبا، غربا وشرقا، فيما فضل محتجون مواصلة التجمهر في نهج باستور، وشارع الدكتور سعدان، وساحتي أودان وأول ماي، وشارع حسيبة بن بوعلي. بن صالح “ديقاج”.. ولا بقاء لرموز “بقايا” النظام منظر ساحتي البريد المركزي وموريس أودان المتوحدتين، كان أسطوريا بكل تلك الجموع التي اكتظتا بها، وكل تلك الزغاريد التي كانت تطلق من شرفات العمارات المتدلية من عليها الرايات الوطنية، وبصوت واحد صدحت حناجر آلاف المتظاهرين “بن صالح ديقاج.. نحّو العصابة نولو لباس”، فيما طرح العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم “الشروق” جملة من التساؤلات على غرار “كيف يمكن لرئيس أن يحكم شعبا يطالب برحيله في الشارع؟ وكيف يمكن أن تقنع حكومة غير مرغوب فيها يقودها وزير متهم بالتزوير..؟ بل وكيف تنوي الحكومة تنظيم انتخابات رئاسية، بنفس الطريقة ونفس الأسلوب؟ ما الفائدة من تطبيق المادة 102 دون تطبيق المادة 7 و8؟، كما ردد المتظاهرون شعارات تنادي برحيل الباءات الأربعة وأعربوا عن رفضهم لإجراء انتخابات رئاسية في جويلية المقبل، باعتبار أن “الانتخابات التي يعلن عنها بن صالح وينظمها بدوي، وتشرف عليها الإدارة ويعلن عن نتائجها بلعيز، محسومة” حبس اليافطات التي حملها المحتجون. “كي بلعيز.. كي بن صالح. .ما فيهم واحد صالح” الاسم: الحراك. اللقب: سلمية، تاريخ الميلاد: 22 فيفري 2019، مكان الميلاد: 48 ولاية، اسم الأب: الشعب، اسم الأم: الجزائر.. هي بطاقة هوية الحراك الشعبي التي تم نشرها في لافتة صنعت الحدث في الجمعة الثامنة على التوالي لمسيرة الجزائريين، إذ تم رفعها من طرف جماعة من الشباب لا تتعدى أعمارهم 25 سنة، بساحة البريد المركزي، وهم يرددون النشيد “موطني موطني” ثم النشيد الوطني “قسما” في مشاهد تقشعر لها الأبدان. وفي غمرة هياج الجماهير، استوقفنا مشهد آخر لمجموعة من المتظاهرين بساحة موريس أودان الذين حملوا قفة مخصصة للمساجين، حيث تم تغليفها بصور المغضوب عليهم على غرار السعيد وناصر بوتفليقة وكذا الباءات الأربعة، وعدد من الوزراء السابقين والحاليين إلى جانب صور لرجال الأعمال المشتبه في تورطهم في الفساد ونهب المال العام، حيث تم ربطهم بسلسلة حديدية في إشارة واضحة إلى زج هؤلاء جميعا في السجن. كما حمل المتظاهرون يافطات مكتوبة فيها آيات الكتاب المبين تدعو من خلالها إلى ضرورة تماسك الشعب “واعتصموا بحبل الله” وكذا “جيش كريم.. شعب عظيم..أولاش أسماح أولاش”، كما رددوا شعارات متنوعة منها “يا عميروش يا حواس دزاير راهي لاباس”، و”يا علي يا لابوانت والجزائر راهي ولات”، و”يا بن صالح لبلاد عندها ولادها”، و”الله الله يا بابا جينا نحّو العصابة”. لا عودة إلى نقطة الصفر! وندد المحتجون بمحاولة الالتفاف على سيادة الشعب، معبرين عن عدم اعترافهم بالحكومة والبرلمان المزور وبرئيس المجلس الدستوري من خلال ترديد شعارات مثل “كي بلعيز.. كي بن صالح.. ما فيهم واحد صالح” و”عملاء من جديد.. هذا الشعب لا يريد”، فيما طالبوا بالحل السياسي مع الحل الدستوري مرددين: “فخامة الشعب يأمركم بإعلان زواج الحل السياسي مع الدستوري”، في إشارة إلى وجوب تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور اللتين تؤكدان أن السلطة تستمد من الشعب، كما أمطر الجماهير حزبي الأفلان والأرندي بشعارات “ديڤاج” والتنديد ب”ناهبي العقار والسراقين”. .. المسيرات في خلاصتها، اتخذت شكل انتفاضة شعبية معممة، يرفض فيها الجزائريون إخلاء الساحات والشوارع عقب استعادة حقهم الدستوري في التظاهر السلمي منذ يوم 22 فيفري، والعودة إلى ما قبل هذا التاريخ حسب ما سجلته “الشروق” أمس، وهو ما يعتبر بالنسبة لهم محاولة لسرقة حراكهم من طرف بقايا نظام بوتفليقة الباحث عن تثبيت أقدامه، وفق تعبير المتظاهرين، الذين أكدوا إصرارهم على عدم الاستسلام، إلى غاية تحقيق مبتغاهم كاملا غير منقوص. متظاهرون بصوت واحد: “لا للعصابة” خرجت جموع المحتجين، في مختلف المدن الجزائرية، معلنة رفضها، وجود عبد القادر بن صالح على ٍرأس الدولة، ومطالبين بتنحيه رفقة باقي رموز النظام ممن كانوا واجهة لحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة. حراك بشار يرفض زيارة وزير الداخلية إلى الولاية تزامنت مسيرة الجمعة الثامنة من الحراك الشعبي، مع الإعلان عن زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية صلاح الدين دحمون المقررة اليوم السبت لولاية بشار، حيث جاءت شعارات وهتافات ولافتات المتظاهرين، رافضة لهاته الزيارة باعتبار أن وزير الداخلية هو جزء من النظام البوتفليقي، وواحد من رجالات أحد الباءات الأربعة المغضوب عليهم وهو نور الدين بدوي، الذي اختار الرجل بحكم معرفته له باعتباره كان أمينا عاما لوزارة الداخلية. وقال محتجون في تصريحات للشروق، بأنهم يرفضون رفضا قاطعا زيارة وزير الداخلية لولاية بشار، وقال أحد نشطاء الحراك: “نطالب هذا الوزير وبكل سلمية، بالعدول عن هذه الزيارة لأننا نرفضها رفضا قاطعا، وسكان المنطقة كغيرهم من إخوانهم الجزائريين لا يعترفون بحكومة بدوي غير الشرعية”. وأكد المتظاهرون بأنهم سيخرجون اليوم السبت، في مسيرة حاشدة تنديدا بزيارة وزير الداخلية والوفد المرافق له. ويرتقب أن يحط وزير داخلية بدوي اليوم السبت بولاية بشار، في زيارة ميدانية تدوم يومين هي أولى زيارة ميدانية له منذ تعيينه على رأس الوزارة، حيث سيتفقد بعض المشاريع. متظاهرو البيّض يطالبون بفتح ملفات الفساد المحلي كما انطلقت بعد صلاة الجمعة، ومن مختلف أحياء بلدية البيض، مسيرة الإصرار بمشاركة واسعة لكل أطياف المجتمع البيضي، سارت تجوب كبرى الشوارع بشعارات موحدة “بن صالح ارحل، النظام ارحل”، “لا للباءات الثلاثة”، كما شهدت كبرى الدوائر، على غرار مسيرات مماثلة في دوائر البيض، بوقطب، بريزينة، بوعلام، بوسمغون، الشلالة والرقاصة، مسيرات مماثلة. ولوحظ تركيز عدد من المشاركين في الحراك بولاية البيض على فتح ملفات الفساد المحلي، والتي اتهموا فيها شخصيات نافذة بالتورط فيها، وضمنهم نواب برلمان، وممثلو هيئات وطنية من الولاية وجمعيات وإداريين. الغليزانيون يطالبون بمحاكمة رموز الفساد خرج الآلاف من موطني ولاية غليزان، في ثامن جمعة للحراك الشعبي، وهذا في مسيرة حاشدة تحت شعار “لا بدوي ولا بلعيز، ولا بن صالح”، “ارحلوا عنا جميعا يا فاسدين”، وهي عينة من مختلف الشعارات التي حملها المتظاهرون في هذه المسيرة السلمية التي شارك فيها شيوخ وشباب نساء وأطفال من مختلف الفئات، حاملين الأعلام الوطنية وصور شهداء الثورة التحريرية المظفرة. حيث تدفقت الحشود البشرية على شارع محمد خميستي وسط مدينة غليزان، قادمة من كل أحياء المدينة، أين تواصلت المسيرة عير الأحياء الرئيسية، مرورا بحي عواد بن جبار وصولا إلى مفترق الطرق المقابل لمقر مديرية أمن الولاية في اتجاه حي الانتصار، رافعين شعارات مختلفة، لكنها منصبة أساسا حول مطلب رحيل “آخر فرد من العصابة”، التي قالوا إنها استولت على مقاليد الحكم في البلاد وعاثت فيها فسادا لم تشهده من قبل، كما طالبوا بضرورة رحيل رئيس الدولة بن صالح، مخاطبين إياه: “ارحل واترك المكان لمن يختاره الشعب الجزائري السيد في قراره”، كما طالبوا بالإسراع في إحالة الزمرة الفاسدة التي سرقت أموال الشعب الجزائري على القضاء، رافضين كل الوجوه القديمة التي ما زالت تحكم في البلاد، وتقرر مصير الشعب. الشارع بسعيدة يدعو إلى تفعيل المادة السابعة خرج آلاف المواطنين في سعيدة مباشرة بعد صلاة الجمعة، في مظاهرات حاشدة فاقت كل التوقعات، حملت هذه المرة عديد الشعارات، منها ما هي شديدة اللهجة للمطالبة بالتغيير الجذري للنظام، وتفعيل المادة 7 التي قالوا إنها تمثل المطلب الأساسي للشعب، كما كانت بعض اللافتات طويلة وعريضة مكتوبا عليها فقرات كاملة وليست فقط شعارات، على غرار “اتنحاو قاع سي قاع.. يا المتسببين في هلاك البلاد، بن صالح لا يمثلنا، ولا لاستفزاز الشعب”، “نريد إسقاط الباءات الأربعة، ومحاسبة رؤوس الفساد التي أهلكت البلاد والعباد”، “نريد مرحلة انتقالية بوجوه نظيفة”، “كلمة الشعب هي العليا، والشعب هو السيد والتاريخ لا يرحم”. وعبرت الحشود الغفيرة من مختلف شرائح المجتمع، وشتى الأعمار، مع الحضور القوي للعنصر النسوي والأطفال، وعائلات بأكملها عن استيائها الشديد من مناورات واستفزازات النظام الفاسد للشعب، وما يقوم به من سطو على الإرادة الشعبية، مجمعين في كلمة واحدة على ضرورة التغيير الجذري ورحيل كافة المتسببين في تعفن الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحتى الرياضي للبلاد، ورافضين أيضا رفضا قاطعا حكومة بدوي لتصريف الأعمال. مسيرات حاشدة بتيبازة رفضا للباءات الأربعة خرج آلاف المواطنين عبر مختلف مدن تيبازة، في مسيرات حاشدة للتعبير عن رفضهم بقايا العصابة مطالبين برحيل رموز النظام جميعا. ورفع المتظاهرون الذين خرجوا للشوارع بعد صلاة الجمعة بمختلف مدن الولاية، شعارات رافضة لرموز النظام وبقاياه. وطالبوا برحيل بن صالح بدوي، بلعيز وبوشارب، كما رفضوا الذهاب إلى انتخابات رئاسية تشرف عليها رموز النظام ورجالات بوتفليقة، كما ردد المتظاهرون شعار “الجيش.. الشعب .. خاوة خاوة”، ولم تسجل خلال جميع المسيرات أي تجاوزات أو احتكاكات مع المصالح الأمنية التي أمنت التظاهرات منذ انطلاقها. أكاديميون.. أدباء وفنانون في قلب الحراك بتلمسان سُجل إنزال جماهيري كبير للآلاف من مواطني ولاية تلمسان، الذين تجمعوا عند ساحة البلاص، مقابل الجامع الكبير بوسط مدينة تلمسان، التي تحوّلت إلى أيقونة للحراك منذ انطلاقه نهاية شهر فبراير الماضي. وكالعادة تنوع الحضور بين وجوه حزبية تنتمي للمعارضة، وبين أكاديميين وفنانين وأدباء، وصولا إلى العائلات والشيوخ الذين أبوا إلاّ أن يرافقوا الشبّان والشابات الخارجين طمعا في غد أفضل ومستقبل مشرق في جزائر أفضل. وجدّد سكان تلمسان رفع الشعارات الرافضة للباءات الثلاثة المتبقية، داعين “لا لبن صالح ولا بدوي ولا بلعيز”، كما جدّدوا رفضهم لأحزاب التحالف الرئاسي، خاصة الأفالان والأرندي. وسارت الجماهير في أجواء سمية رافعة ومرددة شعارات وهتافات تنادي للأخوة بين الجيش والشرطة والدرك والشعب، ومطالبين بالقطيعة مع وجوه النظام السابق، وخاصة تطبيق المادة 7 التي تعيد للشعب سيادته على البلاد. بن حمو .. خامس الباءات؟ وبمغنية خرج سكان المدينة الحدودية، مضيفين باء آخر لرئيس حزب الكرامة محمد بن حمو، الذي وصف حراكهم بحراك الخبز، فردّ عليه أبناء الحدود بمطلب رحيله هو ووجوه النظام البوتفليقي من باءات إلى أحزاب موالاة تسببت في ما يعيشه المواطنون. وتجدّدت مطالب سكان الحدود بالعفو الشامل وإطلاق سراح أبنائهم الذين عوقبوا بشدة ولسنوات طويلة في قضايا التهريب، رغم أن نظام بوتفليقة الذي شدّد العقوبة لم يمنح أي بديل لسكان المنطقة، وهو ما جعل الحراك يمتد لباقي البلديات الحدودية كالسواني، الغزوات وغيرها من بلديات تلمسان. الأمطار لم تمنع سكان المدية من المسير كانت الجمعة الثامنة كسابقاتها بعاصمة التيطري المدية، من حيث الحضور الشعبي المكثف رغم التهاطل الكبير للأمطار، الذي عرفته مدينة المدية. وكان أبرز ما ميز هذه الجمعة، وعلى غرار كل ولايات الوطن هو رفض الشارع المداني لشخص عبد القادر بن صالح، مطالبين إياه بالرحيل. المسيليون يطالبون بتنحية “بقية العصابة” لم يتأخر المسيليون عن المشاركة في المسيرة الشعبية خلال الجمعة الثامنة منذ بداية الحراك الشعب، حيث واصل الآلاف من المتظاهرين، التعبير عن رفضهم تولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة، داعين إلى ضرورة رحيله رفقة الحكومة الحالية وكل الباءات المغضوب عليها شعبيا، نظرا لارتباطها الوثيق بنظام الحكم الذي طالبوا بتغييره. الجحافل البشرية التي دأبت عدة شوارع رئيسية بعاصمة الولاية وبلديات أخرى، أجمع خلالها هؤلاء الذين تضاعفت أعدادهم حسب تقديرات عدة جهات على عدم التراجع إلى غاية تحقيق مطلب الشعب الجزائري الذي عبر عنه الجزائريون منذ 22 فيفري. ورفع المحتجون لافتات تطالب بمنح الحكم إلى شخصيات سياسية معروفة على الساحة الوطنية بالحكمة والنزاهة والقبول الاجتماعي، على غرار الرئيس السابق اليامين زروال وأحمد بن بيتور إضافة إلى أحمد طالب الإبراهيمي، كما دعا المحتجون بحسب الشعارات واللافتات إلى إحالة أفراد العصابة على العدالة والمحاكمة. كما ثمن متظاهرون، ما تقوم به قيادة الجيش في سبيل تحقيق مطالب الجماهير، والوقوف إلى جانبها مرددين شعارات تدعو إلى المزيد من المرافقة، والضغط من أجل تنحية بقايا العصابة. مواطنو الجنوب يجددون رفضهم للحكومة والباءات الأربعة خرجت أمواج بشرية في الجمعة الثامنة على التوالي بمدينة الوادي، في مظاهرات عارمة رافضة لبقاء مُحيط الرئيس السابق بوتفليقة في سُدة الحكم، حيث عبر المحتجون عن مطالبهم بسلمية تامة، وساروا بشكل حضاري، أين تجمع المُتظاهرون الذين قدموا من عديد بلديات الولاية وآخرون جاؤوا من مختلف ولايات الوطن، حيث تجمهر المئات بعد صلاة الجمعة مباشرة في ساحة الشباب بقلب المدينة، ثم انطلقت المسيرة باتجاه مقر الولاية مرورا بشارع محمد خميستي، ثم عادت الجموع المُطالبة بالتغيير الجذري والرافضة لحكومة بدوى ورئيس مجلس الأمة والمجلس الدستوري ورئيس البرلمان الحالي، إلى ساحة الشهيد حمة لخضر المُحاذية للثكنة العسكرية الواقعة بحي الأعشاش. وأقسم المتظاهرون بالوادي بعدما دوى النشيد الوطني في سماء ساحة الشباب، بأنهم كل جمعة سيخرجون لغاية تحقيق الهدف المنشود الذي وصوفه بأنه غير تعجيزي وبالإمكان تحقيقه بالإصرار ومواصلة الكفاح، كما رددوا شعارات منددة بنهب المال العام، وطالبة بالقصاص ومعاقبة الجُناة وإعادة الأموال المنهوبة لخزينة الدولة، كما أكدوا على تمسكهم بالسلمية والوحدة الوطنية وأن الشعب هو مصدر السلطة والشرعية. ورفع المحتجون لافتات كتب عليها ”فخامة الشعب مُصر على يتنحاو قاع”، ”قوتنا في سلميتنا”، ”مكنسة الشعب ستزيلكم جميعا”، ”مستمرون ومناش راجعين”، ”الجيش والشعب خاوة خاوة”، و”ديقاج الأفلان”، وهتفوا ب”أقسم بالله العظيم كل جمعة رانا خارجين”، و”القصاص القصاص، الحرية والخلاص”، و”لا بن صالح لا بلعيز لا بدوي وصوت الشعب راهو يدوي”، وغيرها من الشعارات. وامتازت المسيرة السلمية الحضارية بولاية تمنراست، بمشاركة النساء في قلب المسيرة، التي انطلقت من أمام البلدية، مرورا بمقر الولاية، حيث انتهت بمفترق الطرق أملان، وتميزت مسيرة الجمعة الثامنة من الحراك بتمنراست بكونها الأكبر من حيث مشاركة منذ بداية الحراك بالمقارنة مع الأسابيع الماضية، وسارت الجموع على قلب رجل واحد من أجل المطالبة بالتغيير الجذري بعد صلاة عصر الأمس، وردد المتظاهرون عبارات ”الله الله يا بابا جئنا نحوا العصابة” و”البلاد بلادنا ونديروا راينا”. وانطلقت الحشود بولاية إيليزي من ساحة المقاوم أمود، في مسيرة سلمية باتجاه وسط المدينة، للأسبوع الثامن على غرار بقية الأسابيع الماضية، حيث رفع المتظاهرون شعارات تصب مجملها في المطالبة بالرحيل الجذري لبقايا نظام بوتفليقة، كما أكدوا على لحمة الشعب والجيش وباقي الأجهزة الأمنية، ورددوا شعارات ”خاوة خاوة”، و”سلمية سلمية”، كما طالبوا برحيل حكومة بدوي وعبروا عن رفضهم لتولي بن صالح رئيس الدولة للمرحلة الانتقالية. والتحق لأول مرة العديد من شباب بلدية الدبداب الحدودية في ولاية إيليزي بالحراك، من خلال تنظيم وقفة شارك فيها سكان البلدية وذلك من أجل ضم صوتهم لصوت بقية الشعب الجزائري المطالب برحيل رموز العصابة، وخرج كذلك العشرات من الشباب بمدينة عين اميناس بإيليزي، أمام مقر البلدية حاملين لافتات ومرددين شعارات منددة بالعصابة ومطالبة برحيل بقاياها قبل التسعين يوما التي أعلن عليها بن صالح. وخرج أمس بورقلة أمام ساحة وردة الرمال آلاف المواطنين عقب صلاة الجمعة في حركة احتجاجية، وتعبيرا عن رفض بن صالح رئيسا الدولة الجزائري والباءات الثلاثة، ورفع بيان ما سماه المتظاهرين بجمعة محاسبة العصابة أمام القضاء. ولم تتخلف النساء بورقلة عن المشاركة حيث شاركن بقوة بالرغم من الحرارة، وقلة الإمكانيات في حين طالب البعض بتحويل المسيرة إلى وقفة حاشدة نظرا للحرارة التي تجتاح الجهة منذ أيام. مليونية بتيزي وزو: “ارحلوا سبحان الله” شهدت الجمعة الثامنة بتيزي وزو مسيرة وصفت بالمليونية وخروجا جماهيريا كثيفا فاق كل التوقعات، وهو عدد تزايد كثيرا عن الجمعات الماضية، وهذا للتعبير بأعلى صوت، الشعب يريد تغيير النظام. وبدت تيزي وزو أمس وكأنها تغلي وسكانها ثائرون وهو يرددون عديد الشعارات الداعية إلى رحيل ما تبقى من العصابة والنظام، ومن بين تلك الشعارات: “الشعب قرر أن يتنحاو قاع… يعني ارحلوا”، “ارحلوا سبحان الله”، “يا جيش انتم من رحم هذه الأمة.. فنحن أمهاتكم، أخواتكم وبناتكم”، “نعم لدول مدنية يعم فيها الحق”. متظاهرو ميلة: يا قضاة أنقذونا من العصاة خرج مئات الآلاف من المواطنين بالعديد من البلديات بولاية ميلة، للجمعة الثامنة على التوالي في مسيرات سلمية حضارية بكل من عاصمة الولاية ميلة، شلغوم العيد، فرجيوة، القرارم قوقة، التلاغمة، المشيرة، وادي العثمانية وغيرها، وتجمع مئات الآلاف من المتظاهرين بوسط المدينة بعين الصياح، لينطلقوا في مسيرة حاشدة جابوا خلالها مختلف الأحياء والشوارع بمدينة ميلة، حاملين الرايات الوطنية، تعبيرا عن رفضهم للباءات الأربعة، ومطالبتهم بالاستماع لصوت الشعب، وقد حملوا شعارات توحي بوعي المواطنين وقد حرص المحتجون على عدم السقوط في أي انزلاق أمني، محافظين على سلمية الاحتجاجات، مرددين “يا قضاة أنقذونا من العصاة”، “الجيش الشعب خاوة خاوة”، “بقاء بدوي وبلعيز وتعيين بن صالح إهانة للشعب”. مسيرات حاشدة بقالمة رفضا لبن صالح جدد سكان ولاية قالمة، احتجاجهم للجمعة الثامنة على التوالي، وخرجوا في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من مختلف أحياء المدينة، باتجاه وسط المدينة، أين التقى المتظاهرون رافعين شعارات للتعبير عن رفضهم القاطع لعبد القادر بن صالح الذي طالبوه بالرحيل، ورحيل كل وجوه النظام من المفسدين وضرورة محاكمة أفراد العصابة. المسيرة الحاشدة شاركت فيها مختلف شرائح وأطياف المجتمع، من رجال ونساء وشباب وحتى أطفال، توحدوا جميعهم على مطلب ضرورة رحيل عبد القادر بن صالح، ووجوه النظام القديمة، ومحاسبتهم. وقد جابت المسيرة الحاشدة الشوارع الرئيسية بوسط المدينة على غرار شارع أول نوفمبر، ونهج سويداني بوجمعة، واكتظت ساحة 19 مارس أين يتواجد النصب التذكاري المخلد للرئيس الراحل هواري بومدين بالمتظاهرين سلميا، والذين ساروا نحو مقر الولاية قبل التوجه إلى مدرجات ساحة اللعب بحي قهدور الطاهر، أين ارتفعت الأصوات المدوية والمطالبة برحيل بن صالح وبدوي وحكومته والطيب بلعيز، ومعاذ بوشارب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني. وقد صنع المتظاهرون صورا رائعة بارتدائهم للأعلام الوطنية وحملهم للشعارات المعبرة عن رفضهم لحكم العصابة التي عاثت في البلاد فسادا على مدار 20 سنة من الحكم. جيجل: إنزال جماهيري رغم برودة الطقس للجمعة الثامنة على التوالي، تواصلت مسيرات الحراك الشعبي بولاية جيجل رغم الاضطرابات الجوية التي شهدتها الولاية نهار أمس، المصحوبة بانخفاض درجات حرارة الجو وتساقط الأمطار، إلاّ أن ذلك لم يمنع الآلاف من المواطنين من الخروج إلى الشارع في مسيرة ضخمة، للتعبير عن رفضهم القاطع لكل وجوه النظام السياسي، وما أسفر عن تطبيق المادة 102 من الدستور بتعيين عبد القادر بن صالح الذي طالب المتظاهرون برحيله. المتظاهرون ارتفعت أصواتهم بترديد جملة من الشعارات المطالبة بضرورة رحيل كافة الوجوه التي شاركت في صناعة العقدين الأخيرين على وجه الخصوص مهما كانت مواقفها ومواقعها، ودوّت كلمة “ديقاج” بقوة في مطالب المتظاهرين برحيل “الباءات الأربعة”، ومعهم حكومة بدوي. خنشلة: المطالبة برئاسيات بدون وجوه فساد وشهدت مدينة خنشلة بعد صلاة الجمعة، خروج الآلاف من المواطنين، في مسيرة حاشدة للمطالبة برحيل كل رموز النظام، المرفوضين، شعبيا بعدما عاثوا فسادا في الوطن على مدار عقدين من الزمن. المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب عبد القادر بن صالح بالرحيل الفوري، ورحيل الحكومة الحالية. المتظاهرون تجمعوا كعادتهم في ساحة عباس لغرور بقلب مدينة خنشلة، قبل التوجه عبر الشوارع الرئيسية إلى ساحة البلدية، رافعين شعارات ترفض بن صالح رئيسا للدولة، وبدوي وزيرا أول، ووزراء الحكومة غير الشرعية، مطالبين برحيل كل هؤلاء، مطالبين بأن تجرى الانتخابات الرئاسية، تحت وجوه لم تكن لها يد في الفساد، ولم تكن وجها من وجوه النظام العلني والمخفي، داعين الجيش إلى دعم الشعب في الوقت الراهن. سكيكدة: “نحّولنا” بن صالح لم تمنع الأمطار الغزيرة التي تساقطت زوال أمس الجمعة، على مختلف مناطق ولاية سكيكدة، من نزول آلاف المتظاهرين إلى عاصمة الولاية، قادمين إليها من مختلف البلديات البالغ عددها 38 بلدية، منذ الساعات الأولى لتنظيم مسيرة سلمية انطلقت من الشارع الرئيسي المقابل لحي الممرات رافعين الأعلام الوطنية والعلم الفلسطيني وعديد الشعارات منها “لا نريد بن صالح” و”العصابة مازالت تحكم.. يا القايد صالح اقلع بن صالح؟” و”ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون”. هذا وجابت هذه المسيرة التي شهدت حضورا مكثفا الشارع الرئيسي الواقع وسط المدينة وصولا إلى ساحة الحرية حيث تمكن المتظاهرون من اجتياحها، مرددين هتافات تندد بالباءات الثلاثة وتطالب بسقوطهم وكل رموز الفساد. مواطنو سطيف “غاضبون” من بدوي وبوشارب يطالب الجزائريون برحيل أربعة باءات اثنان منهم لهما صلة بولاية سطيف التي تشدد على الرحيل، لأن أهلها أعلم من غيرهم بباء بدوي وباء بوشارب اللذين يرفضهما عامة الناس، وسكان سطيف هم أسبق من غيرهم في قضية المسيرات والاحتجاج ضد الظلم. من هذه الباءات يطفو اسم معاذ بوشارب رئيس المجلس الشعبي الوطني وهو ابن بلدية عين ولمان بجنوب ولاية سطيف، والذي كان بالأمس موظفا بمديرية المجاهدين بسطيف فلم يكن ليعرفه أحد أو تسمع به أي جهة لولا الظروف الغريبة التي يعرفها الحزب العتيد الذي تقهقرت قيادته منذ أن رحل اسم ثقيل مثل عبد الحميد مهري الذي كان سياسيا محنكا وحكيما في تعامله مع الوضع السياسي. والمؤكد في قيادة الأفلان أن الزمن يزيد في ضمور قيادة الحزب وتراجع مستواها الفكري والخطابي والسياسي عموما، وهي تناقضات جمعت بين الزعيم عبد الحميد مهري الذي شهد معه الحزب نهاية التاريخ، وخلف من بعده خلفا أضاعوا الكثير من أبجديات الدهاء السياسي فكان الجمع غير شرعي بين رجل اسمه مهري وآخرون كسعداني وولد عباس وآخرهم بوشارب الذي اعتلى عرش الأفلان فجأة ومسك مفاتيح البرلمان بعد الاستعانة بالكادنة والسلاسل ومن يومها لم يعرف الحزب ولا البرلمان الاستقرار وانقلبت معه كل الأوضاع فبدا الرجل متعثرا بخطاب وهران وعبارة “صحة النوم” التي ألهبته كالفتيل وجعلت منه عملة منتهية الصلاحية على حداثتها. والمعروف عن بوشارب أنه من الناس الذين لا يحظون بشعبية بمسقط رأسه وقد دخل التاريخ في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فهو المترشح الوحيد الذي نجح في الانتخابات دون أن ينشط حملة انتخابية فلم يلتق بأهل منطقته ولا ناس سطيف وكان مرشحا فوق العادة، الأمر الذي احتار له سكان عين ولمان الذين لم يلتقوا بالرجل في حملته الانتخابية ولا قبلها، فهو الذي ارتبط اسمه بالجزائر العاصمة وبقاؤه في القمة كان بفضل سابقه ولد عباس الذي أعاد له الاعتبار بعد إبعاده من طرف سعداني، هذا الأخير الذي تحدى بوشارب في يوم ما بتنظيم تجمع شعبي بعين ولمان وكان معاذ يومها من بين المعارضين الذي قذفوا وفد سعداني بالبيض وحاولوا منعه من تنشيط التجمع، فكان القذف بالبيض آخر نشاط لبوشارب بعين ولمان وكان عليه أن ينتظر ولد عباس ليعود إلى السطح من جديد. وما يعرف عن بوشارب بعين ولمان خلافه الشديد مع محافظ الأفلان بالجهة الجنوبية ناصر بطش الذي تلقى العديد من الضربات من معاذ فحرمه من دخول البرلمان في الانتخابات الأخيرة وأعاد له الكَرّة في انتخابات مجلس الأمة حيث رشحت القاعدة بسطيف ناصر بطش لكن معاذ أزاحه مرة أخرى ولذلك لا يوجد من يكن العداء لبوشارب أكثر من محافظ الأفلان ومن معه، وسكان عين ولمان وسطيف لم يعرفوا من بوشارب سوى الصراعات والخلافات مع زملائه في الحزب، فلا تكاد تجد مشروعا استفادت منه عين ولمان أو ولاية سطيف إلا وتجد للرجل يدا. أما نور الدين بدوي، فقد كان واليا لولاية سطيف فاشتهر بالسكن التساهمي ودعمه لوفاق سطيف، وعرف أيضا بفتحه الأبواب للمقاولين والمرقين العقاريين الذين شهدوا فترة انتعاش في عهد بدوي الذي كانت تربطه بهم علاقة وطيدة، لكن سياسة بدوي في سطيف كانت ترتكز على عاصمة الولاية مع تهميش كبير لباقي المناطق خاصة بالجهتين الشمالية والجنوبية للولاية، أين ظل الناس تحت رحمة العزلة، وهو العامل الذي يزيد في رفض سكان سطيف للوزير الأول الحالي ويصنفون أنفسهم في مقدمة المطالبين برحيله. وهو المطلب الذي يتغذى من رحم الغضب والانتفاضة والحراك، فكانت سطيف في الموعد في كل يوم جمعة وهي الولاية التي اعتادت على المسيرات منذ مسيرة 8 ماي 45 التاريخية والتي تشترك في مسيرات اليوم في نفض الغبار والثورة ضد الظلم والحقرة. فحرف الباء عرفه الجزائريون أربع مرات وانتفضوا ضده بينما السطايفية تجرعوه وعايشوه مرتين وهم أولى من غيرهم في المطالبة بالرحيل والتغيير. ببجاية: لا بن صالح ولا بدوي.. الشعب هو المرجع خرج ببجاية، مئات الآلاف من المواطنين، كبارا وصغارا، رجالا ونساء وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة في مسيرة سلمية حاشدة انطلقت من ساحة دار الثقافة “الطاوس عمروش” صوب ساحة حرية التعبير السعيد مقبل مرورا بمقر الولاية قبل أن يجوب الطوفان البشري باقي شوارع عاصمة الحماديين وهم يهتفون “لا بن صالح ولا بدوي.. الشعب هو المرجع”. وطالب المشاركون في مسيرة الجمعة الثامنة برحيل ما أطلق عليه الباءات الأربعة على غرار بن صالح وبلعيز وبدوي وبوشارب باعتبارهم وجوه النظام الذي يسعى الحراك إلى إسقاطه، حيث أشار في هذا الصدد أحد المواطنين موجها كلامه لهذه الباءات بالقول: “رحل رئيسكم.. فارحلوا معه”، مضيفا أن “سلمية الحراك ستكسر تحالف العصابة، قصر الزمن أو طال”، أما مواطن آخر فقد أشار أن “النظام السياسي الفاسد لا يمكنه تنظيم انتخابات نزيهة” وأن “الهيئة الانتخابية التي استدعاها بن صالح قد خرجت بالملايين إلى الشارع مطالبة برحيله وبرحيل كل وجوه النظام”، مضيفا أن “الشعب أكبر من أي دستور حينما يثور”، وقد رفع المشاركون في هذه المسيرة العديد من الشعارات منها “لا لحكم العصابة” و”نعم لرحيل النظام” و”لا للباءات الأربعة” و”عقدنا العزم أن تحيا الجزائر فارحلوا” كما طالبوا برحيل الأفلان والأرندي وسيدي السعيد.. قولولنا يا سامعين.. الألف مليار راحت وين؟ وعلى وقع أنغام “قولولي يا سامعين” لعبد المجيد مسكود، فقد طالب المشاركون في هذه المظاهرة بمحاسبة كل رؤوس الفساد التي عبثت في هذه البلاد طولا وعرضا وعلى مدار سنوات طويلة من دون حسيب ولا رقيب، كما طالبوا بالكشف عن وجهة الألف مليار دولار من خلال هتافات “قولولنا يا سامعين.. الألف مليار راحت وين؟”، حيث أشار أحد المواطنين في هذا الصدد أن “كل ما بني على باطل فهو باطل”، مطالبا من الجهات القضائية بضرورة فتح ملف الفساد الذي تحول إلى أخطبوط في بلاد المليون ونصف المليون شهيد. “الشعب.. الجيش.. خاوة خاوة”.. والحل في المادتين 7 و8 وقد ردد المشاركون في هذه المسيرة الحاشدة، بكل قوة شعار “الجيش والشعب.. خاوة خاوة” حيث اشار أحد المواطنين أنه على الجيش أن “يثق في حكم شعبه وأن ينفذ مطالبه من خلال تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور رغم أن كل الدساتير توضع منطقيا جانبا بمجرد أن ثار الشعب ضد النظام الفاسد”، مؤكدا أنه “لن نتنازل عن حقنا في تحرير الوطن من النظام الفاسد”، متسائلا في نفس الوقت: “ماذا قدمت العصابة للجزائر باستثناء زرع الفساد واليأس وتحطيم البلاد؟”، مضيفا “أن نداء الوطن وأمانة الشهداء تنادينا اليوم جميعا من أجل بناء دولة على أسس تضمن العدالة الاجتماعية لجميع أبنائها”. البليدة: زروال والابراهيمي وبن بيتور.. هو “الحل” اعتبر آلاف المتظاهرين ممن اكتسحوا الشوارع في مسيرات سلمية للجمعة الثامنة، على التوالي أن طالب الإبراهيمي وبن بيتور والرئيس السابق اليمين زروال، هم الأجدر بتسيير هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها البلاد بعد إثبات حالة شغور منصب رئيس الجمهورية، وتكرر اسم الشخصية الوطنية طالب الإبراهيمي في غالبية اللافتات التي رفعها المتظاهرون، معتبرين اياه “رجل إجماع”. بالموازاة مع ذلك، جدد البليديون رفضهم للباءات الأربعة، مطالبين برحيل كل بن صالح ورئيس الحكومة الحالي نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، والأمين العام لحزب جبهة التحرير بوشارب، مشيرين إلى انه حان الأوان لإحالة الأفلان على “المتحف” كما جاء في شعارات رددها المتظاهرون. قسنطينة: رغم الأمطار نحن هنا لم يمنع انخفاض درجات حرارة الجو وتساقط الأمطار الذي شهدته مدينة قسنطينة، نهار أمس، آلاف المواطنين من الخروج في مسيرات سلمية حاشدة، انطلقت من مختلف أرجاء مدينة الصخر العتيق باتجاه وسط المدينة، للتعبير عن رفضهم القاطع لتولي عبد القادر بن صالح شؤون رئاسة الدولة والتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة. المتظاهرون الذين ساروا عبر الشوارع الرئيسية بوسط مدينة قسنطينة، هتفوا بشعارات مطالبة بضرورة رحيل الباءات الأربعة، ورحيل حكومة نور الدين بدوي معها، ومحاسبة أفراد العصابة. وكانت مسيرة الجمعة الثامنة حاشدة وشارك فيها الرجال كما النساء والأطفال والشيوخ، الذين رفعوا شعارات تطالب بضرورة محاسبة أفراد العصابة علنا، ورحيل عبد القادر بن صالح وباقي وجوه النظام الذين صنعوا مآسي الشعب الجزائري وساهموا في تفقيره على مدار عقدين كاملين من الحكم. وناشد المتظاهرون مؤسسة الجيش الوطني الشعبي لإتمام مهمتها لضمان الانتقال الديمقراطي الحقيقي، دون مشاركة وجوه الفساد في هذه المرحلة الحساسة. سيدي بلعباس: المطالبة برحيل ما تبقى من العصابة خرج بولاية سيدي بلعباس الآلاف من المواطنين في مسيرات محافظة دائما على سلميتها، رافعين شعارات رافضة لبن صالح رئيسا للدولة، ومطالبين برحيل ما وصفوه ببقايا نظام العصابة، كما رددوا شعارات مطالبة الجيش بالحرص على تجسيد مطالب الشعب بتطبيق المادتين 7 و8 التي تمنح السلطة للشعب في تقرير مصيره. حشود ضخمة بتيارت ترفض الحلول الترقيعية عرفت مدينة تيارت توافدا كبيرا للمواطنين نحو الشوارع الرئيسية في الجمعة الثامنة، حيث جال المواطنون من مختلف الأعمار شوارع الريجينة وابن باديس وغيرهما، وصولا إلى ساحة الشهداء قبالة الجامع العتيق، حيث تم ترديد شعارات مناوئة لبقايا النظام ورفض الحلول الترقيعية. شهداء طائرة بوفاريك حاضرون في الحراك شاءت الصدف أن تتزامن مسيرة الجمعة الثامنة مع الذكرى الأولى لحادث سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك والتي خلفت مقتل 257 جندي ومدني كانوا على متنها، حيث تذكر سكان بجاية، التي فقدت ثلاثة من أبنائها في هذه الفاجعة، حيث ترحموا عليهم وعلى جميع أرواح شهداء الواجب الوطني وكلهم عزم على تحرير الوطن من قبضة النظام الفاسد الذي أدخل مستقبل الوطن في نفق مظلم. متظاهر يخرج ب”sortie de bain” لأخذ دوش مجاني! عبر أحد المتظاهرين بطريقة استثنائية، حيث ارتدى ثياب الحمام “sortie de bain” وعدة الحمام، قائلا إنها الطريقة الأحسن لمواجهة خراطيم المياه التي استخدمتها الشرطة ضد المتظاهرين خلال الأيام الأخيرة، وقد أحدثت طريقته إعجابا كبيرا، حيث تحول إلى نجم في مظاهرات الجمعة الثانية وقد أخذ الكثير من الشباب صورا تذكارية معه. يذكر أن الجزائريين أظهروا قدرة عالية على الإبداع والتنكيت خلال الحراك الشعبي وهو ما أثار إعجاب العالم أجمع. لا صيد للغزال الجزائري بعد اليوم! رفع المتظاهرون في الجمعة الثامنة للحراك لافتة ترفض صيد الغزال الجزائري في الصحراء الكبرى من قبل أمراء الخليج الذين كانوا يأتون سنويا للقيام برحلات برية للصيد وهو ما يهدد الغزال البري بالانقراض. وتقول اللافتة “يا بطاريق الصحراء الآن لن تصطادوا الغزال الجزائري”. الرئاسيات ممنوعة على “المجانين”! بعد المهازل التي شهدتها ترشيحات رئاسيات 18 أفريل المؤجلة، بإقدام من هبّ ودبّ على سحب استمارة الترشح لمنصب القاضي الأول في البلاد، بدأ حديث الشارع الجزائري مبكرا هذه المرّة عن الوجوه المحتملة لخوض الاستحقاق المقبل، وذلك بعد ما أعلنت وزارة الداخلية عن بداية سحب استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية من مقرها. البعض يعتقد أن المهووسين بحب الظهور الإعلامي والاجتماعي سيعيدون الكرّة، وقد نشهد، حسبهم، إقبالا للمتهافتين أكبر من السابق في ظلّ نشوة الحراك الشعبي، غير أن آخرين يحذرون من اللعب بهذا الموعد المصيري عبر الاستهتار، لأنّ الموقف سيكون جادّا هذه المرة ليقول الشعب كلمته بكل سيادة في اختيار رئيس للبلاد. برج بوعريريج… صورة مليونية خرجت مرة أخرى مدينة برج بوعريريج عن بكرة أبيها في تجمع مليوني لا يقل عن ما حدث في العاصمة، وليست المرة الأولى التي تقدم فيها الولاية مثل هذه الصورة، حيث سبق أن شهدت المدينة مسيرات مليونية خلال الجمعات الماضية، ونفس الأمر حدث بباقي الولايات التي تنبض كلها على وقع الحراك السلمي، وما يثير الإعجاب هو تناسقها ووحدتها، حيث يحمل المتظاهرون العلم الوطني فقط دون غيره من الأعلام ذات البعد الجهوي. في تعبير عن استعدادهم لمواجهة خراطيم لمياه متظاهرون رفعوا المناشف و”الشامبوان” في مسيرة الجمعة أبدع بعض المتظاهرين في مسيرة الجمعة الثامنة في رفع “المناشف” و”الشامبوان” و”المشط” في إشارة منهم إلى أخذ احتياطاتهم لمواجهة خراطيم المياه التي قد يصيبهم بها أعوان الشرطة، بعد ما لجأ هؤلاء إلى هذا الأسلوب مع الطلبة المتظاهرين خلال أيام الأسبوع. وأكد مختلف المشاركين في مسيرة الجمعة الثامنة للحراك الشعبي أن هذه الأساليب لا تخيفهم، بل على العكس تزيدهم إصرارا والتزاما بقضيتهم التي يناضلون من أجلها إلى حين إسقاط كافة رموز الفساد وعلى رأسهم الباءات الثلاثة أو البلاءات الثلاث كما أسموهم. واستعملت قوات الأمن خراطيم المياه يوم الجمعة لتفريق المتظاهرين بساحة أودان رغم سلمية الحراك إلى غاية الآن. وتردّد خلال المسيرة هتافات جديدة أهمّها “زيدونا الشامبوان نولّوا لاباس” وكذا “ماتبذروش الماء واسقوا النباتات”، مع رفع مزهريات احتوت نباتات خضراء، فيما اختار أحدهم لباس الحمام “سورتي دون بان” للتعبير عن استعداده لاستقبال المياه التي ستلقى عليهم وأرفقت الصورة التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارة “قالولي راهم يتيرو في الماء جيت ندوّش”. وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا مع هذه الصور المعبرة عن إصرار الجزائريين وقدراتهم الإبداعية في المواجهة السلمية. وفي سياق ذي صلة، رفع بعض المتظاهرين الآخرين لافتات كبيرة ألصقت عليها المسامير ومفككات البراغي والقابض وغيرها من وسائل قلع المسامير والبراغي أرفقوها بعبارة “نحينا الكادر ونزيدو المسامر”.