تواصل الحراك الشعبي، في جمعته التاسعة، وخرج آلاف الجزائريين، في مسيرات حاشدة عبر مختلف الولايات ورفعوا مطالب رحيل رموز النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح والوزير الأول، نور الدين بدوي. وسجل الجزائريون، حضورا قويا، في مسيرات ال19 أفريل، بمشاركة قياسية في مختلف ربوع الوطن، وكالعادة عرفت العاصمة أكبر نسبة مشاركة، بمسيرة شعبية حاشدة، تمركزت في مختلف الشوارع الرئيسية على غرار ساحة البريد المركزي، شارع ديدوش مراد، شارع محمد الخامس، ساحة موريس أودان، ساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي وغيرها، لمواصلة الضغط على السلطة ورموز الفساد، والدفع إلى استقالة الرئيس المؤقت، واستقالة الحكومة، ورفض ندوة المشاورات السياسية المقررة الإثنين المقبل. ?#مباشر من البريد المركزي الجمعة التاسعة ✌ Gepostet von قناة الشَّعب الجزائرية am Freitag, 19. April 2019
وانهمرت سيول بشرية منذ الصباح، على وسط العاصمة، حيث توافد المحتجون بأعداد هائلة من مختلف المناطق، ورفعوا شعارات مناوئة للعديد من السياسيين ورموز النظام الذين طالبوهم بالرحيل، ولم يسلم الرئيس الجديد للمجلس الدستوري من شعارات تطالب برحيله هو كذلك. وأظهر الجزائريون إصرارهم على رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، معبرين على رفضهم لتنصيب، عبد القادر بن صالح، رئيسا للدولة، ولحكومة تصريف الأعمال الجديدة التي قام بتشكليها الوزير الأول، نور الدين بدوي، مع دعوتهم لتطبيق المادتين 7 و 8 التي تعطي للشعب الخيار في اختيار قادة البلاد، وطغى شعار “يتنحاو قاع” على كافة الشعارات التي رفعها المتظاهرون. شعارات تدعو لتعزيز الوحدة الوطنية ولم تخل الهتافات واللافتات التي رفعها المتظاهرون من عبارات الوحدة الوطنية، ونبذ الجهوية والعرقية، حيث رفع بعض الشبان لافتة ضخمة بها عبارة “أمازيغي، شلحي، عربي، شاوي، تارقي، … كلنا إخوة”، وهي الشعارات التي تطفئ نار الفتنة وتؤسس لحس وطني وحدوي، تذوب فيه كل الحزازات، التي ما فتئت بعض الأطراف المعادية للجزائر والجزائريين تضخمها. وتنوعت الشعارات التي رفعها المتظاهرون وتعددت على غرار “صامدون صامدون للنظام رافضون”، “لا نريد العصابة”، “تتنحاو قاع من الشعر إلى الظفر”، “لا ندوة لا حوار، الرحيل هو القرار”، “لا بدوي لا بن صالح، واحد فيهم ما هو صالح”، وأخرى تشيد بموقف المؤسسة العسكرية ودور الفريق أحمد قايد صالح في الوقوف في وجه “العصابة” و”الدولة العميقة” وحماية المتظاهرين وحقهم في المطالبة بحقوقهم. كما طالب المحتجون بمحاسبة المتورطين في الفساد وهتفوا بشعارات على غرار “الانتخابات بعد الحساب”، و”أيها القضاة، اليوم يومكم”، “العصابة العصابة جاء وقت المحاسبة”، “شمعوا العقارات واسترجعوا المليارات”، “خرجوا الملفات وافتحوا التحقيقات وأوقفوا العصابات”. قوات الأمن تقابل سلمية الشعب باحترافية بخلاف أيام الجمعة السابقة، لم يتم نشر أي قوات لمكافحة الشغب على مستوى شارع محمد الخامس، ففي الجمعة الماضية كان أعوان الشرطة الذين تم نشرهم عند مدخل هذا الشارع على التماس مع ساحة أودان، ورغم التواجد الأمني المكثف لكن لم يتم منع المتظاهرين من احتلال السلالم الشهيرة للبريد المركزي، بل تعاملت قوات الأمن بليونة واحترافية مع المتظاهرين. ورغم العدد الهائل من المتظاهرين، فإن أعوان الأمن، لم تربكهم الحشود الكبيرة، حيث أظهر المتظاهرون حسا مدنيا راقيا في التعامل وحسن التصرف، واختفت المظاهر المسيئة، التي طالما صاحبت مثل هذه المسيرات والاعتصامات، بتسلل بعض “الخلاّطين” الذين عملوا على نشر الفتنة وتعفين الأجواء، وقد لمس المواطنون التنظيم المحكم، والمرونة الكبيرة بين المواطنين وكذا بينهم وبين أعوان الأمن، فلم تجد قوات الشرطة صعوبة في عملها. وربط متابعون الأمر بكلمة الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في آخر زيارة له للناحية العسكرية الرابعة، بخصوص إصرار الجيش على أن قرار حماية المتظاهرين لا رجعة فيه، وأنه أسدى تعليمات لحماية المسيرات الشعبية، موجها تحذيرا شديد اللهجة إلى “العصابة” التي واصلت عقد اجتماعات مشبوهة للالتفاف على مطالب الشعب.